سلط تقرير "إسرائيلي" الضوء على تصاعد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، كنتيجة لاتفاق أوسلو الموقع بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية، إذ لم يتضمن هذا الاتفاق أي بند لوقف الاستيطان.

وذكر تقرير مصور بثته قناة كان العبرية، أن كبرى المستوطنات الموجودة حاليا في الضفة، كمستوطنة موديعين، لم تكن موجودة أصلا عام 1990 أي قبل اتفاق أوسلو، لكنها أنشئت بحجمها الضخم الذي شوه جغرافيا الضفة الغربية بعد عام 1993 أي بعد اتفاق أوسلو.

وفي تعليق له، قال الوزير "الإسرائيلي" السابق، يوسي بيلين، إن "مشكلة الفلسطينيين أنهم صدقونا"، مشيرا في هذا الإطار إلى أن الفلسطينيين لم يطلبوا تضمين وقف الاستيطان ضمن بنود الاتفاق، بل طلبوا تجميده فقط، بينما رد عليهم رئيس الوزراء الراحل، اسحق رابين في حينه أن هناك قرارا إسرائيليا (أحادي الجانب) صدر عام 1992 يقضي بتجميد الاستيطان. 

وقال بيلين عن القرار: "جئنا بهذا القرار وهم (الفلسطينيون) صدقونا، وكانت هذه مشكلتهم، ولم يصروا على بند واضح لتجميد الاستيطان لأنهم صدقونا".

كم مستوطنة في الضفة والقدس؟
ويُقيم المستوطنون اليهود، في 127 مستوطنة، و116 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة) في الضفة الغربية و15 مستوطنة مقامة على أراضي مدينة القدس المحتلة، بحسب تقارير فلسطينية.

وكان الفلسطينيون، يأملون أن يؤدي اتفاق أوسلو إلى قيام دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، والتي تشمل الضفة الغربية، بما فيها القدس، وقطاع غزة.

ولكن ينظر إلى الاستيطان على أنه واحد من أهم عوامل فشل اتفاق أوسلو، الذي كان من المفترض أن يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية بعد 5 أعوام انتقالية (عام 1999) تعقب توقيع الاتفاق.

وقالت دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، في دراسة حديثة: "نصت اتفاقية أوسلو الأولى على أنه (لا يجوز لأي من الطرفين البدء أو اتخاذ أي خطوة من شأنها تغيير وضع الضفة الغربية وقطاع غزة في انتظار نتائج مفاوضات الوضع النهائي)".

وأضافت: "بدلا من الالتزام بذلك بحسن نية، واصلت إسرائيل بناء المستوطنات طوال هذه الفترة الانتقالية، فاستحوذت فعليا على المزيد من الأراضي في الضفة الغربية، وخفضت الكعكة التي كان علينا التفاوض عليها".

وتابعت دائرة شؤون المفاوضات، مشيرة إلى التزايد الكبير في أعداد المستوطنين: "هذا يتناقض بشكل مباشر مع الالتزام الواضح بعدم اتخاذ خطوات لتغيير وضع هذه المناطق في انتظار مفاوضات الوضع النهائي".

ولكن المسؤولين الإسرائيليين، أعلنوا مرارا طوال العقديْن الماضييْن أن اتفاق أوسلو لا يلزم إسرائيل بوقف الاستيطان في الأرض الفلسطينية.

وينظر المجتمع الدولي إلى الاستيطان على أنه "عقبة في طريق حل الدولتين القاضي بإقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا إلى جانب إسرائيل".