غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

في حوار مع "شمس نيوز"

محلل مقدسي يُجيب على السؤال الأصعب: لماذا يستهدف الاحتلال المسجدَ الأقصى المبارك؟

عدوان الفصح.jpg
شمس نيوز - خاص

تستعد ما تسمى جماعات "الهيكل المزعوم اليهودية"، بحماية مشددة من قوات الاحتلال، لأوسع حملة اقتحام للمسجد الأقصى المبارك؛ لذبح "القرابين" في باحاته وأداء الطقوس التلمودية، احتفالاً بما يسمى "عيد الفصح اليهودي"، الذي يبدأ يوم الأربعاء الموافق 14 رمضان ويستمر 8 أيام، في محاولة لفرض واقع جديد على المسجد المبارك.

ويرى المحلل السياسي المقدسي، عمر عساف، أن تصاعد جرائم الاحتلال بحق المقدسات الدينية يأتي في سياق مسار متصاعد تنتهجه الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة؛ لفرض الرواية اليهودية وإضفاء الصبغة التوراتية التلمودية لتزوير الحقائق وطمس التاريخ.

ويُوضح المحلل عساف، في حواره مع "شمس نيوز"، أن الحكومة الإسرائيلية الحالية جمعت التطرف القومي والتطرف الديني والتطرف الأيدلوجي الصهيوني، ما يجعلها الأكثر يمينية وتطرفاً في تاريخ الاحتلال".

ويضيف: "الحرب الشاملة التي تشنها حكومة الاحتلال على الشعب الفلسطيني من خلال التغول على دماء الفلسطينيين وشرعنة البؤر الاستيطانية وهدم البيوت، هي محاولة خبيثة للتطهير العرقي وتهجير أصحاب الأرض منها وإحلال مستوطنين متطرفين بدلاً منها".

ويعتقد المحلل المقدسي أن  المشاريع الإجرامية التي طرحها وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وتشكيل "الحرس الوطني" الإرهابي لاستباحة دماء الفلسطينيين، يأتي في سياق الهجوم الإسرائيل الشامل الذي يهدف إلى حرف الصراع باتجاه تمرير المشروع الصهيوني العنصري، لا إلى إدارة الصراع ولا إلى التعاطي معه –كما يقول-.

ويرى المحلل المقدسي أن هناك عدة أسباب تدفع بالاحتلال لاستهداف المسجد الأقصى المبارك على وجه التحديد، وتصعيد عدوانه وانتهاكاته على مرأى ومسمع من العالم.

أولى هذه الأسباب، سعيُ الاحتلال لتعزيز الرواية اليهودية التوراتية التي تزعم أحقية اليهود في فلسطين، وهي رواية كاذبة لا صلة لها ولا أساس لها من الصحة، -كما يشير المحلل عساف-، مؤكداً أن الروايات التلمودية كلها لا تعدو كونها مجموعة من الأساطير والأباطيل التي نسجها الحاخامات اليهود؛ لتكثيف العدوان على الأقصى وإضفاء الطابع الديني على طبيعة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.

ويوضح أن ذلك استفزاز لمشاعر أكثر من ملياري مسلم على وجه الأرض؛ كون المسجد الأقصى يشكل قدسية كبيرة ويتمتع بمكانة عظيمة في العقيدة الإسلامية، باعتباره القبلة الأولى للمسلمين ومعراج النبي إلى السماء.

ويشير عساف إلى أن حكومة الاحتلال تحاول تصدير أزماتها الداخلية، وتنتهز فرصة التساوق الفلسطيني الرسمي من خلال الاستمرار في التنسيق الأمني ونهج المفاوضات، لتكثيف العدوان على الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن نهج "أوسلو" أثبت ضرره الكارثي وفشله الذريع على مدار سنوات الصراع.

ويسعى الاحتلال إلى تقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانياً ومكانياً، كما فعل في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، واعتباره رمزاً دينياً توراتياً لهم، من خلال طمس المعالم الإسلامية وهدمه بالكامل؛ لإضفاء الطابع التهويدي، وبناء الهيكل المزعوم، -وفقاً لما يؤكده عساف-.

ويرى أن تواطؤ الدول العربية المطبعة مع الاحتلال، يعطيه الضوء الأخضر لتنفيذ مخططاته الاستيطانية والتمادي في وتيرة الإجرام والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني، دون رقيب أو حسيب.

ويعتقد المحلل المقدسي أن المقاومة والشعب الفلسطيني لن تسمح للاحتلال بتجاوز الخطوط الحمر، وسيكون لهم كلمتهم العليا في حال استمرار العدوان، منبِّهاً إلى ضرورة تبني استراتيجية فلسطينية موحَّدة ووحدة وطنية ميدانية على الأرض؛ لمجابهة آلة التطرف الإسرائيلية وحماية المقدسات.