أكد الكاتب والمحلل السياسي عادل شديد أن ردة فعل جيش الاحتلال الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان صوب مستوطنات شمال فلسطين المحتلة تعكس بشكل واضح بما لا يدع مجال للشك بأن قوة الردع الإسرائيلية قد تآكلت، ولم يعد هناك قدرة على اتخاذ قرارات تتعلق بشن الحرب سواء على لبنان أو غزة.
وأوضح شديد خلال تعليقه على التصعيد الإسرائيلي في غزة ولبنان، أن مكانة إسرائيل باتت أكثر تعقيدًا أمام المجتمع اليهودي لعدم قدرتها على الرد بشكل قوي على الصواريخ التي أطلقت أمس الخميس من لبنان.
وأشار إلى أن "إسرائيل" فقدت مكانها أمام خصومها –فصائل المقاومة- في المنطقة، وذلك من خلال عدم قدرتها على الرد بقصف شديد، مستذكرًا المعارك السابقة فعندما تندلع معركة كان جيش الاحتلال يضرب بالمئات من الصواريخ وأطنان المتفجرات أما حاليًا فهو يكتفي بقصف موقع هنا أو هناك وهذا الأمر أضعف قدرات جيش الاحتلال أمام فصائل المقاومة.
وفيما يتعلق بتصريحات نقلتها صحيفة يديعوت أحرونوت بشأن تعزيز القوات البرية النظامية على حدود غزة ولبنان قال شديد: "لا اعتقد أن تتجه إسرائيل إلى شن عملية عسكرية برية مطلقًا فلبنان ليست لقمة سائغة، واجتياح غزة أيضًا ليس شمة هواء.
وقال: "إن جيش الاحتلال لا يستطيع تحقيق أهداف عسكرية من خلال المعارك البرية"، مشيرًا إلى أن الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه في المعارك السابقة، فلم يردع فصائل المقاومة، ولم يحقق الهدوء لمستوطنيه، لذلك فإن أي خطوة ستكون مدروسة بشكل دقيق جدًا".
يُشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن سلسلة من الغارات على مواقع عدة داخل قطاع غزة عقب تعرضه لوابل من الصواريخ عصر أمس الخميس من جنوب لبنان نحو مستوطنات الجليل الأعلى شمال فلسطين المحتلة، ما أدى إلى إصابة 4 مستوطنين بجراح متفاوتة.
وعلى إثر ذلك عقد المجلس السياسي والعسكري لدى الاحتلال، اجتماعًا موسعًا؛ للخروج بتفاصيل ومعطيات لطبيعة المرحلة المقبلة، والرد على القصف من جنوب لبنان.
وبحسب ما أوردت وسائل الإعلام العبرية، فإن المجلس السياسي والعسكري لدى الاحتلال حمَّل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المسؤولية الكاملة عن الصواريخ التي أطلقت من لبنان.
وفي ساعات متأخرة من ليل الخميس، وفجر الجمعة، شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة استهدفت مواقع عدة للمقاومة وأراضي زراعية في مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه بدأ بمهاجمة قطاع غزة مع منتصف ليل الخميس، وذلك بعد اعتراضه عشرات الصواريخ التي أُطلقت من لبنان في أعقاب يومين شهدا قيام قوات الاحتلال باقتحام المسجد الأقصى المبارك.
