من جديد وجهت أريحا، التي كان يعتقد الجيش الإسرائيلي أنها المنطقة الآمنة، ضربة أمنية للمنظومة العسكرية، بعملية إطلاق نار في منطقة الحمرا، أدت لمقتل ثلاث مجندات.
العملية البطولية يرى فيها متابعون أنها تأتي استكمال لشعار وحدة الساحات، الذي طبق فعليًا على الأرض في الآونة الأخيرة، وكذلك تلبية للحملة التي أطلقتها سرايا القدس في الضفة المحتلة، والتي تحمل شعار "لتزول الحواجز".
الكاتب والمختص في الشؤون العسكرية والأمنية أحمد عبد الرحمن، أشار إلى أن العملية تأتي ضمن تواصل عمليات المقاومة، وسلسلة عملياتها في أكثر من ساحة، وتشير إلى أن العدو الصهيوني، دخل عش الدبابير.
وقال عبد الرحمن لـ"شمس نيوز": "ما جرى اليوم في أريحا هو استكمال لسلسلة من العمليات النوعية التي يقوم بها أبناء شعبنا سواء كانوا منطوين تحت فصائل المقاومة، أو حتى يعملون بشكل فردي أو كما يسميهم الاحتلال الذهبي المنفردة".
وذكر أن أهمية العملية تكمن في أنها وجهت ضربة لعمق مؤسسة الأمن الإسرائيلي، لا سيما في هذه المنطقة التي تعتبر منطقة أمنية إسرائيليًا، وتحيط بها المستوطنات وهناك حواجز كثيرة.
وأضاف عبد الرحمن "رغم كل تلك الإجراءات وقعت العملية ولم يعلم العدو عنها إلا بعد أكثر من ثلث ساعة، من حدوثها، يؤكد أن الفشل الاستخباري، والعملياتي على الأرض كبير".
ورجَّح عبد الرحمن أن يعقب هذه العملية مسائلات كبيرة داخل المؤسسة الاستخبارية أو المؤسسة العسكرية الإسرائيلية قد تؤدي إلى أزمة كبيرة داخلها.
حديث عبد الرحمن اكمله الكاتب والمحلل السياسي عرفات أبو زايد، الذي لفت إلى أن العملية تأتي في إطار إبداع المقاومة التي تفاجئ الاحتلال في كل مرة.
وقال أبو زايد لـ"شمس نيوز": "المقاومة الفلسطينية لازالت تثبت مجددًا أنها قادرة على ضرب الاحتلال في خاصرته الضعيفة وقادرة على إيلامه".
تطبيق لشعار "لتزول الحواجز"
وذكر أبو زايد أن هذه العملية من ناحية التوقيت، وأنها جاءت بعد الحملة الكبيرة التي أعلنتها سرايا القدس، الليلة الماضية والتي حملة شعار "لتزول الحواجز"، أخذت الديمومة وطريق المشاغلة منها.
وقال: "منذ البداية كانت كتائب ومجموعات سرايا القدس في الضفة المحتلة في المحفز للمشاغلة، واستمرار استنزاف قوات الاحتلال في كل أماكن تواجده".
وأضاف "اليوم سرايا القدس من خلال هذا الإعلان أعطت حافزًا لديمومة الصراع مع الاحتلال، ويمكن أن نقول إن عملية أريحا تأتي في هذا الإطار عملية المشاغلة التي تمارسها كتائب سرايا القدس في الضفة الغربية المحتلة".
وتابع أبو زايد "سرايا القدس هي من شجعت وأثرت بشكل إيجابي أبناء شعبنا للعمل على تنفيذ عمليات بطولية ضد الاحتلال وقطعان المستوطنين على كافة الجغرافيا الفلسطينية".
تجسيد وحدة الساحات
وبالعودة لعبد الرحمن، إذ لفت إلى أن هذه العملية تجسيد واضح لمعركة وحدة الساحات، ولهذا الشعار الذي رُفع في آب أغسطس من العام الماضي.
وقال: "الآن كل أبناء شعبنا، وحتى على مستوى الأمة في الكثير من الساحات يرفعون هذا الشعار كتجسيد حقيقي على الأرض وتجسيد عملي".
ولفت إلى أن الشعار لم يعد مجرد شعار للتداول وإنما مطبق على الأرض من خلال ما رأينها في الأيام الماضية من وحدة لساحات المواجهة في القدس والضفة وغزة، والداخل المحتل، ولبنان، وحتى المواقف المنددة التي خرجت من أكثر من دولة بالاعتداءات على المصلين والمعتكفين واعتقال عدد كبير منهم والضرب والسحل الذي تعرضوا له.
