إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
كانت بلدة بيت أمر قضاء الخليل على موعد مع فارسها جعفر إبراهيم عوض في 8 نوفمبر 1992م، لعائلة كريمة من عوائل شعبنا، وهو الابن البكر لعائلته المكونة من الوالدين وثلاثة أخوة وثلاث أخوات.
تلقى فارسنا جعفر تعليمه الابتدائي والإعدادي، وحصل على شهادة الثانوية العامة بعد خروجه من سجون الاحتلال التي قامت باعتقاله عام 2008م، كما واصل تعليمه والتحق بالكلية العصرية في رام الله، ليدرس مساعد قانوني. وقبل تخرجه بعام اعتقلته قوات الاحتلال وحرمته من التعليم مجدداً.
التحق فارسنا بحركة الجهاد الإسلامي، وأصبح من الناشطين في منطقة بيت أمر، وشارك أبناء شعبه في كل الفعاليات الشعبية والجماهيرية، كما عمل مع الرابطة الإسلامية الإطار الطلابي للحركة.
تعرض للاعتقال على فترات متعددة، الأولى عام 2008م، وأمضى حكماً جائراً لمدة عامين و4 شهور، والثانية عام 2013م، وقضى بدون محاكمة في سجون الاحتلال لمدة 15 شهراً حتى الإفراج عنه بسبب سوء وضعه الصحي، والإهمال المتعمد.
أثناء اعتقاله في نيسان 2014م، تعرض الفارس جعفر لأنفلونزا حادة، فتوجه على أثرها إلى عيادة سجن "إيشل" وهناك تم حقنه بإبرة مجهولة، على إثرها تدهورت حالته الصحية. واكتفت مصلحة السجون بإعطائه المسكنات دون تشخيص لحالته أو تقديم علاج مناسب.
شهيداً على طريق القدس:
في21 ديسمبر 2014م، شهدت الحالة الصحية للشهيد الأسير جعفر تدهوراً خطيراً بدخوله في حالة غيبوبة وفقدان للوعي استمرت عدة أيام، ونقل على إثرها لمشفى "آساف هروفيه" حيث تم الإفراج عنه بسبب خطورة وضعه الصحي مع الاكتفاء بفترة سجنه مع دفع غرامة مالية عالية قدرها أربعون ألف شيكل.
بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال، تنقل بين عدة مستشفيات في محاولة لتشخيص حالته وتلقي العلاج المناسب، ولكن في صباح الأربعاء 8 أبريل 2015م، دخل الشهيد في غيبوبة، ومكث في العناية المكثفة، حتى فجر يوم الجمعة الموافق 10 أبريل 2015م، حيث فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها ملتحقاً بركب شهداء الحركة الأسيرة.