تتزايد الولائم والعزائم في شهر رمضان، ورغم ذلك، تواجه النساء الصائمات عناء إعداد المائدة الرمضانية يوميًا. ومع ذلك، فإن التقليد الشائع في بعض بلاد المغرب العربي، يُعوِّض المرأة عن تعبها هذا، من خلال "حق الملح".
فما هو "حق الملح"؟ يُقَدِّر الرجال تعب نسائهم خلال شهر رمضان، ويُعبرون عن امتنانهم تجاههن عن طريق إهدائهن هدية رمزية تُعرف بـ "حق الملح". وفي بعض المناطق في الجزائر وتونس والمغرب، تتمثل هذه الهدية في خاتم أو سوار مصنوع من الذهب أو الفضة، أو حناء أو قطعة قماش.
ويأتي هذا الاسم "حق الملح" من "العِشرة"، فهذه الهدية تُعد بمثابة اعتراف بحق العِشرة وقولًا بأن الشخص الذي تلقى الهدية أصبح جزءًا من عائلة المرأة التي قدّمت الهدية.
يُعتقد أن هذه العادة، التي يُعتَقَد أنها قد نشأت قبل خمسة قرون في الجزائر، انتقلت إلى تونس والمغرب خلال الفترة التي كانت فيها هذه المناطق تحت الحكم العثماني. ورغم أن هذه العادة تُمارَس حتى اليوم في بعض المناطق، فإن الهدايا التي يتم إهداؤها ضمن "حق الملح" تختلف من زوج لآخر
لذلك، يعتبر شهر رمضان فرصة للنساء لإظهار مهاراتهن الطهوية وتقديم وجبات شهية ولذيذة لعائلاتهن. وبفضل عادة حق الملح، يتم تقدير هذا العمل الشاق ويشعر النساء بالتقدير والامتنان.
ومن الجدير بالذكر أن عادة حق الملح تعتبر جزءًا من التراث الثقافي والاجتماعي لبلاد المغرب العربي، وتحتفظ بها بعض المناطق حتى اليوم، وتعد مثالًا على القيم الإنسانية الأساسية المتمثلة في الاحترام والتقدير والتضامن بين أفراد المجتمع.
