غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

أيهما أولى الاعتكاف أم دوام الوظيفة

الاعتكاف في غزة.jpg
كتبه/ عمرو أبو ندا

أرسلتُ سائلًا فضيلة الشيخ د. نمر أبو عون "مفتي المسجد العمري الكبير بغزة" عبر واتساب:

دكتور السلام عليكم، لدي سؤال والإجابة سيتم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن شاء الله، فأرجو أن تكون الإجابة في نص واحد مقتضب وواضح.

السؤال: كثير من الموظفين وأخص الحكوميين يتغيبون عن عملهم في العشر الأواخر من شهر رمضان بداعي الاعتكاف المغلق في المسجد، ما حكم الغياب عن العمل وتعطيل حياة الناس وخصوصًا موظفي وزارة الصحة، مع ذكر أولوية الاعتكاف أم العمل في هذه الظروف؟

أجاب:

بعض المعتكفين يقعون في أَخطاءٍ وآثامٍ عند أدائِهم لسُّنَّة الاعتكافِ، مِنْها:

1-  تفريطُهم في حقِّ عملهِ وجمهور الناس المراجعين، وتضييعه حقوقهم، وترك القيام بمصالحهم وهو في معتكفه، بينما هذا العمل هو الذي يتقاضى منه الراتب (أُجرته)؛ لذا يجب على مسؤولي هذا الموظف عدم السماح له بإجازةٍ إذا ترتَّبَ على إجازته ضرر للمراجعين، خاصّة في مجال العمل في الدوائر الصحية والمستشفيات، وغيرها، وكلما زاد العنت والضرر والتأخيرِ على الناس من جَرَاءِ ذلك؛ كلما زاد إثم هذا الموظف وإثم مسؤوليه الساكتين عنه.

2- ومِنْها: تفريطُهم في حقِّ أهلِهِ وأولادِهِ وتضييعهم وهو في معتكفه؛ فربما احتاجوا لمصاريفٍ أو رعايةٍ، أو ربما انحرف الواحد منهم وضاع، خصوصاً مع غياب الرقيب والمتابع، في ظل المغريات والفتن المعاصرة التي تعصف بالمجتمعات.

لم أكتف بسؤال فضيلة الدكتور نمر أبو عون، و من باب التوضيح المستفيض، وإقامة الحجة على كل من يقصر بعمله تحت حجة "الاعتكاف" أرسلتُ سائلًا فضيلة الشيخ د. سلمان الداية "مفتي غزة" عبر واتساب:

دكتور مساء الخير، لدي سؤال والإجابة سيتم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن شاء الله، فأرجو أن تكون الإجابة في نص واحد مقتضب وواضح.

السؤال: كثير من الموظفين وأخص الحكوميين يتغيبون عن عملهم في العشر الأواخر من شهر رمضان بداعي الاعتكاف المغلق في المسجد، ما حكم الغياب عن العمل وتعطيل حياة الناس وخصوصًا موظفي وزارة الصحة، مع ذكر أولوية الاعتكاف أم العمل في هذه الظروف؟

أجاب:

بسم الله الرحمن الرحيم

غياب الموظف عن وظيفته للاعتكاف المغلق غير جائز ؛ لأنه آثر مندوبا وضيّع واجبا .

وامتثال الواجب أحب الى الله من امتثال المندوب  لقوله تعالى في الحديث القدسي:- وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ )

وحَسْبُ إخواننا الموظفين في الصحة والتعليم وغيرها من المؤسسات أن يدركوا صلاتي العشاء والفجر في جماعة ، فمن فعل فقد أصاب حظه من ليلة القدر إن شاء الله .

ولا أشك فيمن تمنى بقلبه الاعتكاف وتركه لأجل رعاية الواجب أن له مثل أجر العاكفين لقوله صلى الله عيه وسلم : ( إنَّ بالمَدِينَةِ لَرِجَالًا ما سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا، إلَّا كَانُوا معكُمْ؛ حَبَسَهُمُ العُذْر وفي رواية: إلَّا شَارِكُوكُمْ في الأجْرِ.) والله أعلم

الخلاصة:

الاعتكافُ سُنَّة، والمحافظة على العمل وحقوق الناس والأهل والأبناء مِنَ الواجبات، فكيف يُضيِّع الإنسان ما هو واجب عليه من أجل المحافظة على سُنَّة، ولا شك أنّ الجمع بين الأمرين هو المطلوب إنْ تيسَّرَ ذلك، وإلّا فتحصيل ما هو واجب هو المُقدَّم.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".