يحرص المسلمون في كافة أرجاء العالم؛ لاستثمار العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك إذ يتحرى المسلمون في تلك الليالي الإيمانية "ليلة القدر" لما لها من مكانة عظيمة عند الله سبحانه، لقوله تعالى: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ".
وتُعد العشر الأواخر من رمضان ذات أهمية خاصة عند سيدنا ونبينا محمد "صلى الله عليه وسلم"، فقد "كان النبي يحرص على الاجتهاد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها من الأيام" كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
وينبغي للمسلم ألّا يفرط في مواسم الطاعات، وأن يكون من السّباقين لفعلها، لقوله تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}، فهذه رسالة لكل مسلم بأن يحسن استثمار هذا الأيام الفضيلة، بالطاعات والعمل الصالح والدعاء وقراءة القرآن تقربًا من الله تعالى.
خطة إيمانية ذهبية
وللحديث عن أفضل الأعمال الصالحة؛ في ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان، وضع الداعية الإسلامي د. سميح حجاج "خطة إيمانية ذهبية" للاستثمار الأمثل وقد غفر الله تعالى للمسلم ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
يقول الداعية حجاج لـ"شمس نيوز": "العشر الأواخر من رمضان فرصة ثمينة؛ لمن قصَّر من المسلمين خلال الأيام الماضية من رمضان، وفيها ليلة القدر التي قال الله تعالى عنها "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ".
وأوضح الداعية حجاج أن هناك أوجه متعددة لإحياء العشر الأواخر من رمضان للحصول على الجائزة الربانية من الأجر والثواب المضاعف خلال الأيام الفضيلة.
ولفت إلى أن الراجح من قول الفقهاء والعلماء بأن ليالي العشر الأواخر من رمضان تبدأ من يوم (20 رمضان) وهي ليلة الحادي والعشرين من شهر الفضيل، مبينًا أن أفضل الأعمال للتقرب إلى الله تعالى هو الاعتكاف داخل المساجد.
طبيعة وآلية الاعتكاف
وفيما يتعلق بآلية اعتكاف المسلم فقد لفت الداعية حجاج إلى وجود آراء لدى الفقهاء والعلماء فيما يتعلق بطريقة الاعتكاف منهم من قال "إن الاعتكاف يبدأ قبل غروب ليلة الحادي والعشرين حتى غروب الليلة الأخيرة من رمضان".
كما يرى بعض الفقهاء بأن الاعتكاف قد يكون ليلة واحدة إذ يبدأ قبل غروب إحدى ليالي العشر الأواخر من رمضان والخروج من المسجد بعد آذان الفجر".
فيما يعد الاعتكاف في المذهب الشافعي ليس محددًا بوقت سواء في رمضان أو غير رمضان، فالاعتكاف مرتبط بالنية، ففي حال دخل المسلم إلى المسجد وأعلن نيته الاعتكاف لمدة ساعة أو ساعتين هنا قد أصاب أجر الاعتكاف.
ونصح الداعية حجاج المسلمين لاستثمار ليالي الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان ومن لم يستطع عليه أن يعتكف الليالي الفردية (21 – 23 -25 -27 – 29) ومن لم يستطع عليه أن يعتكف ثلاثة ليالي (21-25-27) ومن لم يتمكن من ذلك عليه الاعتكاف في (27 رمضان) وهي الراجح بأن تكون ليلة القدر.
أين يتم الاعتكاف؟
وفيما يتعلق بمكان الاعتكاف أشار إلى أن هناك آراء مختلفة بين الفقهاء على مكان الاعتكاف البعض يقول إن الاعتكاف يجب أن يكون في المسجد النبوي والبعض يرى بأن الاعتكاف يكون في المساجد التي تشد إليها الرحال وهي المساجد ثلاثة (المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى).
فيما يرى بعض الفقهاء بأن الاعتكاف يكون في المصلى سواء داخل المسجد أو في المنزل؛ لكن الراجح وفقًا للداعية حجاج أن يتم الاعتكاف في مصلى تقام فيه صلاة الجمعة وصلاة الجماعة.
صلاة التهجد
ونظرًا لانشغال المسلمين بأعمالهم وأشغالهم، فقد وضع الداعية حجاج ضمن خطته الذهبية؛ لاستثمارها في الأيام الأخيرة من رمضان حرص المسلم على ألا يفوت صلاة التراويح في المسجد، وألا ينصرف قبل الإمام لما لذلك من فوائد عظيمة من حيث الأجر والثواب المضاعف.
ويضيف الداعية حجاج، "في حال لم يكن هناك وقت أمام بعض المسلمين للاعتكاف داخل المسجد، عليهم أن يحرصوا بألا يفوتوا صلاة التهجد في الثلث الأخير من الليل".
تلاوة القرآن
والنصيحة الثالث وفقًا لخطة الداعية حجاج، على المسلم أن يحرص على ختم تلاوة القرآن الكريم مرة واحدة خلال العشر الأواخر من رمضان قائلًا: (هناك 30 جزءًا للقرآن على المسلم أن يحرص على تلاوة 3 أجزاء كل ليلة).
دعاء العشر الأواخر من رمضان
أما النصيحة الرابعة، فقد استدل الداعية حجاج بحديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها إذ سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال خلال العشر الأواخر من رمضان، فأجابها النبي بقوله: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"، وهذا يعني تكثيف الدعاء طيلة الأيام المتبقية من شهر رمضان المبارك.
وفي السياق نصح الداعية حجاج المسلمين جميعًا بتجهيز 5 دعوات ليكررها المسلم طيلة الأيام الأخيرة من رمضان، ففيها ليلة يستجيب الله تعالى لدعوات عباده المؤمنين المخلصين.
الزكاة والصدقات
وشددت الخطة الذهبية التي وضعها الشيخ حجاج على مسألة مهمة جدًا تتعلق بالزكاة والصدقات، قائلًا: "الأصل أن يتم إخراج زكاة المال وأن يتم إخراج زكاة الفطر في أوقاتها المحددة من بداية رمضان قبل غروب أخر يوم من أيام الشهر الفضيل".