إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.

بتاريخ 25 نوفمبر عام 1993م،كانت بلدة كفر دان بمحافظة جنين على موعد مع فارسها شأس فؤاد كممجي لعائلة كريمة من عوائل فلسطين التي ربته على حب الجهاد والمقاومة، وخرّجت من رحمها الشهداء والأسرى، فهو شقيق الأسير المجاهد أيهم كممجي من مجاهدي سرايا القدس وأحد أبطال عملية نفق الحرية. 

ترعرع فارسنا شأس في بلدة كفر دان وتلقى تعليمه في مدارس البلدة، ثم عمل في مجال الخياطة، فكان ذلك العمل ينعكس على حياته ومظهره الجميل الذي عرف فيه، وتزوج من فتاة صابرة محتسبة. 

كان يشارك في المواجهات والتصدي لقوات العدو الصهيوني التي كانت تقتحم البلدة فكان في أوائل الصفوف دفاعاً عن أهله وشعبه، فهو صاحب مقولة: "أجمل ما في حيآتي إني فلسطيني ومن جنين تحديدآ". 

يقول مجد كمنجي الأخ الأكبر لشأس:  "شأس إنسان طبيعي، يحب الحياة والعيش، الخروج مع الرفاق، إلا أن كانت روحه للوطن، لم تصدف أن حدثت مواجهات إلا وشأس موجود، رحل الأخ وهو في حبٍ وشوقٍ للقاء أيهم".

شهيدًا على طريق القدس:

بتاريخ 14 إبريل عام 2022م، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة كفردان بهدف اعتقال المقاومين، حيث استشهد شأس كممجي ومصطفى أبو الرب خلال معركة الدفاع والتصدي في وجه قوات الاحتلال. 

يقول والده الصابر بقلب يعتصره الألم حزنًا على فقد فلذة كبده " عندما دخل جيش الاحتلال واقتحم البلدة أردت أن أحمي ابني شأس فذهبت أبحث عنه لحمايته من الاعتقال، كما اعتقلوا أبنائي الثلاثة، ولكن تفاجأت باتصال من المشفى يفيد بارتقاء نجلي، فحمدت الله أن نال الشهادة وأحتسبه شهيدًا عند الله".

يسرد مجد تفاصيل اعتقالهم: "تم اعتقالنا واخذونا على سالم من الساعة 8 ونصف لل 12ونصف، وإحنا على قعدة مش متحركين، وفي لحظة كنا قاعدين بلش جنود الاحتلال يتفرجوا على فيديو تكبير لحظة استشهاد شأس، عادوا الفيديو أكثر من مرة وهما يضحكوا، وبعدين اتفاجأت إنه هذا الفيديو هو نفسه لحظة استشهاد شأس الله يرحمه".