نقف اليوم في يوم الأسير الفلسطيني التاسع والأربعين وكل ثواني العمر هي للأسير الفلسطيني الذي حافظ على روح الأمة متألقة وسيف القضية مشرعًا وعلى شعلة الجهاد والمقاومة مشتعلة على الدوام.
نقف اليوم وكل يوم لنرفع شارة النصر والتقدير لقادتنا ومتن تاريخنا وضمانة حيويتنا وقدرتنا المتواصلة على خلق الانتصارات بعيدًا عن لغة الإمكان والظروف وموازين القوى. نقف جميعًا لنلقي تحية الدعم والإسناد والالتحام مع القائد الوطني الكبير والشيخ الثائر ومفجر ثورة الأمعاء الخاوية (خضر عدنان) وهو يواصل معركته لليوم الثاني والسبعين، يحارب الشيخ كما يحارب كل الأسرى، الصهيوني المجرم والضمير الدولي المتبلد وقادة الأمة الغائبين عن الوعي، ويعيدوا رسم خارطة القيم والاخلاق والإرادة التي يعتز بها كل فلسطيني.
أسرانا يحافظون على حدود فلسطين من نهرها لبحرها كما يحافظون على حقوقنا وثوابتنا ومقدساتنا ويعلنون أنهم "درع للمسرى" كما يحفرون مكانًا لشعبنا وأمتنا تحت الشمس وبين الأمم.
يأتي يوم الأسير التاسع والأربعين وهذا العالم وشعبنا وأمتنا يفتخر بإنجازات ومعادلات تعجز عنها دول كثيرة، فقد توحدت الساحات وتكاملت الجبهات وخرجت كل الأمة في هذا العام وفي يوم لقدس لتجدد البيعة للأقصى والقدس، نعم الأسرى درع للمسرى والضفة درع للقدس والأمة كلها درع لفلسطين، وهذا كله يتحقق بفعل جهادكم وصمودكم وتقدم صفوف شعبكم وأمتكم، فأنتم الأسرى مدرسة الانتصارات والإرادة والثبات وتوحيد شعبنا وأمتنا.
في يومكم هذا نؤكد بأن قضية الأسرى الفلسطينيين هي الصورة الأكثر مظلومية لشعبنا، وأن قراءة الأرقام وفترات الاعتقال التي امتدت لأكثر من 42 عامًا لبعض الأسرى والمرضى والأمهات والأطفال يضع العالم أجمع في قفص الاتهام الإنساني والأخلاقي، الحركة الأسيرة التي قدمت 236 شهيدًا في مسيرتها المباركة تؤكد من خلال دماء هؤلاء الشهداء الطاهرة أن الفعل الصادق والذي يقربنا من حقوقنا والنصر هو ما يتم مهره بالدماء فدماء شهداء الحركة الأسيرة تشكل روحًا متجددة في الأمة جمعاء.
إن الاحتفاء بيوم الأسير لن يكون من باب الثرثرة أو فائض الوقت أو إسقاط الواجب الوطني؛ إنما هي على طريق حشد كل طاقات شعبنا وأمتنا لتبني قضية الأسير الفلسطيني وربط مصير شعبنا وأمتنا بل ومقدساتنا بمصير وحرية الأسير.
إن يوم الأسير هو استفزاز لكل القوى والطاقات لبذل كل جهد ممكن لامتلاك كل الوسائل الممكنة من أجل تحرير أسرانا جميعًا وكذلك لأن تكون كل الأدوات والطاقات الفلسطينية رهنًا للأسرى وحقوقهم وصولًا إلى حريتهم.
إن يوم الأسير يدفعنا إلى طرق كل أبواب المؤسسات الدولية والحقوقية والضمير العالمي من أجل نصرة شعبنا وأمتنا وأسرانا ومظلوميتنا التي لا تنتهي منذ أكثر من قرن من الزمان.
نؤكد بأن حريتكم تعني حريتنا جميعًا، الأرض والإنسان والمستقبل، وسندافع عن حريتنا من خلال حريتكم. ونسأل الله أن يكتب لنا لقاءً قريبًا مباركًا عزيزًا في ظل وردة.