يرى الباحث السوري المتخصص بالجيوبوليتيك والدراسات الاستراتيجية د. حسن أحمد حسن، أن "يوم القدس العالمي" لهذا العام، تزامن مع مجموعة من التبدلات والانزياحات الجيوبوليتيكية، وإعادة الاصطفافات، بشكلٍ لا يمكن لأي صديق أو عدو أنْ ينكره.
وبرر د. حسن حديثه في أن يوم القدس العالمي هذا العام شهد العديد من التغيرات، أهمها دخول فلسطينيي الـ48 كركن أساسي وفاعل من أركان المقاومة الواثقة والمقتدرة والمصممة على استعادة الحقوق مهما بلغت التضحيات.
وقال لـ"شمس نيوز": "دخول فلسطينيي الـ48 خط أوراق الكيان الصهيوني، وغير البوصلة وأثبت على أرض الواقع أنه بغض النظر عن الحصار والوجع والآلام والامكانيات المتدنية، يمكن أن يقال لا، وبذلك ينتصر الدم على السيف".
أما الأمر الثاني الذي يؤكد من خلاله د. حسن حديثه فهو تواصل ساحات وجبهات محور المقاومة، وترابطها من اليمن إلى إيران، قابله تعثر جوهري اعترى مسيرة التطبيع مع الكيان الغاصب، بحلتيها التقليدية كـ(كامب ديفد، ووادي عربة، وأوسلو وغيرها)، والمحطة الأكثر خبثًا ولؤمًا وحقدًا ووجعًا، القائمة على تعميم ما سمي بـ(العقيدة الإبراهيمية).
وأضاف "نجد أن المنطقة بغالبية دولها تسعى للخروج من تحت العباءة الأمريكية، وما انطلاق مسيرة تسوية الأوضاع، وإعادة العلاقات سواء بين السعودية وإيران، أو عودة بعض الدول لدمشق، ما هو إلا العنوان الأبرز الذي سيترك أثره المباشر على جميع ملفات المنطقة".
وتابع د. حسن "أصبح واضحًا للجميع تآكل الردع الإسرائيلي، وازدياد عوامل التشظي عموديًا وأفقيًا، بالتزامن مع انحصار النفوذ الأمريكي أمام الصعود الروسي عسكريًا، والصيني اقتصاديًا، بالإضافة إلى زيادة التبلور الأوروبي من الصلف الصهيوأمريكي".
وأشار إلى أن الصورة التي تم تصديرها لإحياء يوم القدس، جاءت متناسبة مع عظمة الآثار التي تكونت تحت راية يوم القدس العالمي، داعيًا للعمل على البناء على هذه الصورة.
وأكمل د. حسن "اليقين المطلق أن دماء الشهداء الأبرار وفي مقدمتهم دماء جنرال شهداء المقاومة الحاج قاسم سليماني، هي اليوم تزهر وتثمر، ولن يجد الينك الأمريكي أمامه من مجال إلا أن يخرج من المنطقة صاغرًا، ومآل الغدة السرطانية التي زرعت على أرض فلسطين، الزوال إن شاء الله".
وذكر أن يوم القدس انطلق صرخة مدوية لنصرة فلسطين، وانتقل من الساحة الإيرانية إلى جميع ساحات المقاومة، ومنها إلى غالبية الدول الإسلامية ومن ثم إلى وقفة عالمية إنسانية، مضيفًا "غدا اليوم محطةً أساسية في نهج وأد الأحادية القطبية، ونحن على موعد مع نصر حتمي وقريب".
وختم د. حسن حديثه "إذا كان في تل أبيب نتنياهو وغيره من أصحاب الرؤوس الحامية يفكرون في محاولة تصدير الأزمة الداخلية للخارج، عبر التصعيد في هذه الجبهة أو تلك، فالواقع يقول إنهم إذا فعلوا ذلك كمن يطلق النار على قدميه فيضع فوهة البندقية في رأسه، والأمر سيان".
