من جديد أعاد عدد ممن يسمون أنفسهم نشطاء التواصل الاجتماعي، سلوكيات غير سوية، وغير متوافقة مع قيم ومبادئ المجتمع، قائمة هذه السلوكيات على التنمر والنزعة المناطقية بين أهالي محافظات القطاع.
أصحاب السلوكيات غير السوية أو ما يمكن أن نسميهم بالمتنمرين، أو "زعران السوشيال ميديا"، استغلوا حالة التوافد من أهالي المناطق الجنوبية من قطاع غزة، والشمالية، إلى مدينة غزة، ليبدئوا بالتهكم والتنمر عليهم وعلى سلوكياتهم، وحتى طريقة ارتدائهم لبعض أنواع الملابس.
الأمر لم يقتصر على ذلك، فبدا موقع الفيس بوك كساحة حرب بين بعض "الزعران" لتبادل الاتهامات والشتائم التي تثير النزعات المناطقية، الأمر الذي دفع النشطاء والأهالي للعمل على تفنيد ما يقوم به هؤلاء الزعران، وذكر ما ينتج عن وجود أهالي مختلف المحافظات إلى مدينة غزة، والدور المهم لذلك في تكامل وتبادل الخبرات.
ناتج عن جهل وتربية خاطئة
المختص الاجتماعي زهير ملاخة، ذكر أن السلوكيات هذه بدأت تتلاشى منذ أعوام ماضية، مستهجنًا عودة بعض الشبان للحديث فيها والتنمر والتهكم بين أهالي المناطق.
وذكر ملاخة لـ"شمس نيوز" أن هذه السلوكيات ناتجة عن جهل وتربية خاطئة، وسوء في فهم الأمور بالشكل السليم وغياب لمعالم القيم والدين لمن يتقومون بهذا السلوك.
وقال: "ثقافة المجتمع، والتدين والعوامل الاجتماعية ما بين أنحاء القطاع وخارجه، واندماج الأسر والأنساب والأصهار، أزالت هذه الفوضى التي كانت موجودة، وأزالت التنمر القائم على الجهل وعدم الوعي وغياب عدم التدين في نفوس أصحابه".
وأضاف ملاخة "القيم الأخلاقية والوطنية والدينية متأصلة، فلا فرق بين الأهل، فعامل الاحترام والقيم هو الذي يميز بين المجتمعات، والأهم هو إبراز الجانب الإيجابي لهذا الأمر وعدم ذكر الجوانب السلبية، لينعكس الأمر بشكل إيجابي على المجتمع".
وأشار إلى أن جميع محافظات قطاع غزة تشهد زوارًا من خارجها، مبينًا أن كل محافظة فيها ما يميزها عن الأخرى من مرافق وأماكن سياحية وترفيهية، وأن الأمر لم يعد مقتصر على منطقة دون أخرى.
وشدد ملاخة على ضرورة العمل على تجاهل الآفات التي تتنمر وتشعل النعرات المناطقية، وتقديم النصح والإرشاد لها بالطرق الإيجابية.
التحصين المجتمعي مهم
وفي هذا الإطار نستذكر مقالًا للكاتب الفلسطيني صلاح هنية، الذي دعا خلاله ضرورة تحصين المجتمع من هذه الآفة، مشيرًا إلى أن موضوع التحصين وتعزيز مناعة المجتمع قضية مفصلية وضرورة ملحة، وهي ليست مهمة محتكرة لأي جهة ولكنها مطلوبة من جميع مكونات المجتمع دون استثناء.
وقال هنية في مقاله: "جزء من حصانة المجتمع إعادة النظر بدور العالم الافتراضي الإلكتروني، ولا يجوز أن نظل نقلل من أهميته ومن ثم نربطه بحرية الرأي والتعبير، وكأن من يشيع الفساد بين الناس مكون من حرية الرأي والتعبير وليس ضربا لحصانة المجتمع دون أي مسؤولية".
وأضاف "اتهام البعض البعض الآخر بالعمالة بات حرية رأي، والتفريغ السلبي عبر السوشيال ميديا، ما يثير نعرات طائفية ومناطقية ومن ثم نقول ليس مقصوداً، تُرى لماذا لا يتحمل مثيرو تلك النعرات المسؤولية القانونية، وهل اذا تقدمت بشكوى قانونية ضدهم أُصبح انا المذنبَ ويصبح التوسط لديّ انا لأتراجعَ وليس التدخل لتجريم المجرم الإلكتروني".