حذّر علماء من انتشار إنفلونزا الطيور "بكفاءة" في القوارض وسط مخاوف متزايدة من أنها قد تؤدي إلى جائحة جديدة.
ووصف الخبراء هذا الاكتشاف بأنه "مقلق للغاية"، زاعمين أنه يظهر أن العامل الممرض على بعد خطوة واحدة من انتشاره في البشر.
وهذه أول دراسة معروفة تؤكد بوضوح أن الثدييات لا يمكن أن تصاب بالمرض بشكلٍ فردي فحسب، بل تنشره أيضاً.
ومع ذلك، أشارت حالات نفوق الثدييات المصابة مثل المنك والثعالب والراكون والدببة إلى أن هذا كان ممكناً.
ولا تنتقل H5N1 - سلالة إنفلونزا الطيور التي تسببت في التفشي الحالي الذي يجتاح العالم، وتعتبر الأكبر على الإطلاق - بسهولة بين البشر.
مهراوي للميادين نت: هذا هو النوع الأخطر
يعرّف الدكتور موسى مهراوي إنفلونزا الطيور أو "خُنان الطيور" كما يصفها البعض، بإنها مرض طيور معدي يسببه فيروسات الإنفلونزا أي (Influenza A viruses). الطيور المائية المهاجرة - بشكل خاص البطّ البري - تشكّل مستودعاً طبيعيا لكلّ فيروسات الإنفلونزا أ
ويقول للميادين نت إن "أنفلونزا الطيور هو مرض يسببه نوع من أنواع فيروس الأنفلونزا تطوّر وتكيّف في أجسامها. والنوع الأخطر من هذا الفيروس هو أنفلونزا الطيور شديدة الإمراض (HPAI).
ويوضح أن مصطلح "أنفلونزا الطيور" مشابه لأنفلونزا الكلاب أو الأحصنة أو الخنازير في أنه يشير إلى مرض تسببه سلالة من فيروسات الأنفلونزا تطورت وتكيّفت في جسم مضيف معين.
ومن الأنواع الثلاثة لفيروس الأنفلونزا A, B, وC, فيروس A هو فيروس حيواني المنشأ يمكنه الانتقال إلى الإنسان حيث أكبر مستودع طبيعي لهذه الفيروسات في الطيور.
وفي معظم الأحيان، يشير أنفلونزا الطيور إلى فيروسات الأنفلونزا من النوع A.
بالرغم من أن فيروس أنفلونزا الطيور (أنفلونزا A) يتطور داخل أجسام الطيور، فإنه يستطيع أن يتطور داخل جسم الإنسان وينتقل من إنسان إلى آخر.
الشكل المعدي
ويقسم أنفلونزا الطيور إلى قسمين، كما يكشف مهراوي، بناء على الإمراض: شديدة الإمراض (HPAI), وضعيفة الإمراض (LPAI).[11] الصنف المعروف بشكل أوسع من فيروسات أنفلونزا الطيور الممرضة للغاية، H5N1، ظهر في الصين عام 1996، وقد ظهر بشكل ضعيف الإمراض أيضاً في أميركا الشمالية.
ولإنفلونزا الطيور شكلٌ معدي جداً، ميّز أولاً في إيطاليا قبل أكثر من 100 سنة، حيث كان يعرف بطاعون الطيور. ويكمن الفيروس في دماء الطيور ولعابها وأمعائها وأنوفها فتخرج في برازها الذي يجف ليتحول إلى ذرات غبار متطايرة يستنشقها الدجاج والإنسان القريب من الدجاج. ويعتبر الوز والحبش والبط والدجاج هم الأكثر إصابة لهذا الفيروس.
يقتل ما يقرب من 50% من الأشخاص الذين يصيبهم!
ويخشى بعض الخبراء من أن الطفرات في الفيروس التي تجعل انتقال العدوى من الثدييات إلى الثدييات أسهل، يمكن أن تغيّر ذلك.
وعلى الصعيد العالمي، تم تسجيل أقل من 900 حالة إصابة بشرية بفيروس H5N1، الذي يقتل ما يقرب من 50% من الأشخاص الذين يصيبهم.
وعادة ما يتم التقاط الفيروس من خلال الاتصال الوثيق مع طائر مصاب، سواء كان حياً أو نافقاً.
ووجد بحث جديد، لم تتم مراجعته بعد، أن H5N1 يمكن أن "يسبب مرضاً مميتاً في أنواع متعددة من الثدييات".
وقام باحثون كنديون، بمن فيهم بعض الهيئات الصحية الحكومية، بإصابة القوارض بواحدة من 4 سلالات من فيروس H5N1.
وتم اختيار القوارض للدراسة لأن لديها تركيبة تنفسية مماثلة للإنسان، ما يوفر للخبراء فكرة عن كيفية تفاعل الفيروس في البشر.
ووجدوا أن "الاتصال المباشر" بسلالة واحدة من فيروس H5N1 المعزول من طائر مصاب أدى إلى "نتائج قاتلة". إنه يثير احتمالية أن السلالة قد تكون طورت "تكيفات معينة تسمح بدرجة أعلى من التكرار، والإمراض، والانتقال".
وحذرّوا من أنه إذا قفزت مثل هذه السلالة إلى البشر، فقد تكون العواقب وخيمة.
وكتبوا: "نظراً لوجود مناعة قليلة أو معدومة على نطاق السكان خاصة بفيروس H5، إذا جعلت عزلة H5N1 قادرة على الانتقال المستمر نوعا ما يقفز إلى البشر، فمن المحتمل أن يمثّل هذا عدوى مدمرة في السكان&
تهديد أسوأ 100 مرة من "كوفيد"
وقال جون فولتون، مستشار صناعة الأدوية ومؤسس BioNiagara، إن H5N1 يشكل تهديدا "أسوأ 100 مرة من "كوفيد"".
وأضاف: "هذا الاكتشاف مقلق للغاية، ويجب على الحكومات اتخاذ إجراءات فورية من خلال البحث عن كافة القدرات الإنتاجية عالية الإمكانات وتعبئتها من أجل اللقاحات والعلاجات للوقاية من إنفلونزا الطيور H5N1 وعلاجها".
وبدأت شركات تصنيع اللقاحات GSK وموديرنا وCSL Seqirus في تطوير جرعات بشرية جديدة لاستهداف سلالة الفيروس سريعة الانتشار.
ولدى البعض الآخر مثل Sanofi لقاحات عامة لفيروس H5N1 في المخزون يمكن تكييفها مع السلالة المنتشرة حاليا.
ومثل أشكال الإنفلونزا الأخرى، يمكن أن يصاب البشر بالعدوى إذا وصل الفيروس إلى عيونهم أو أنفهم أو فمهم أو استنشقوه.
ولكن في حالة إنفلونزا الطيور، يحدث هذا عادة عند الأشخاص الذين يقضون وقتا طويلا مع المخلوقات المصابة.
وظهرت سلسلة من حالات إنفلونزا الطيور البشرية في أوائل عام 2023.
وفي وقت سابق من هذا العام، تم تشخيص رجل كمبودي وابنته بفيروس H5N1.