إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.

كانت قرية العبيات بمحافظة بيت لحم على موعد مع فارسها نضال إسماعيل العبيات بتاريخ 4 فبراير عام 1974م، لعائلة مجاهدة من عوائل فلسطين التي ربته عل حب الجهاد والمقاومة، وقد تلقى فارسنا تعليمه في مدارس القرية.

انتمى فارسنا لحركة الجهاد الإسلامي مطلع انتفاضة الاقصى المباركة عام 2000م، ثم التحق بصفوف جناحها العسكري سرايا القدس ونفذ العديد من المهمات الجهادية منها الاشتباكات مع قوات الاحتلال التي كانت تقتحم القرية وإطلاق النار تجاه حواجز الاحتلال وجنوده وقطعان مستوطنيه.

ربطت فارسنا نضال علاقة وثيقة مع صديقه الشهيد القائد حسين عبيات حيث عملا معاً وخاضا سلسلة من الاشتباكات والعمليات ضد سيارات ومركبات المستوطنين في مستوطنة (جيلو) القريبة من القدس والواقعة على أراضي مدينة بيت جالا.

اتهم الاحتلال فارسنا نضال ورفاقه بقتل ضابط استخبارات صهيوني يدعى "يهودا إدري" وعمليات أخرى قتل فيها عدد من المستوطنين.

شهيداً على طريق القدس

بتاريخ 29 إبريل عام 2002 وخلال عملية السور الواقي التي كان يشنها جيش الاحتلال في الضفة الغربية اقتحمت عشرات الدبابات الصهيونية مدينة بيت لحم، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة مع المقاومين وكان من بينهم فارسنا نضال الذي حوصر برفقة عدد من المجاهدين في كنيسة المهد حيث خاضوا معها اشتباكات بطولية انتهت بارتقائهم شهداء مقبلين غير مدبرين.