الكل في تلك الصورة يشعر بالسعادة والفرح؛ فالعيد تضاعف وبات عيدين، والبيت يضُجُ بالفرح والضحكات، فما إن اقتربت أشعة الشمس الذهبية من إنارة الأرض حتى قفز الأطفال من نومهم يسابقون الزمن لترتيب ملابسهم الجديدة؛ استعدادًا للذهاب إلى صلاة العيد.
أما والدهم، فقد استفاق مبكرًا وارتدى ملابسه الأنيقة، ورش العطر على جسده، فقد كانت فرحته كبيرة؛ فهو يعيش أجواء العيد مع أطفاله الصغار بشكل متقطع؛ نتيجة اعتقاله المتكرر من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
هذا المشهد الجميل تحول إلى حُلم لزوجة وأبناء الشيخ خضر عدنان الذي غاب عن أبنائه في عيد الفطر؛ بسبب اعتقاله من قبل قوات الاحتلال..مشهد فرحة الشيخ عدنان واحتضانه لأبنائه الصغار، التصق في ذاكرة زوجته رندة، التي تأمل أن يتكرر المشهد من جديد؛ لتعود الضحكات إلى البيت.
ويتزامن حُلم رندة موسى بتكرار الصورة التي تجمع زوجها وسط أبنائه الصغار مع استمرار الشيخ عدنان في معركة الإضراب عن الطعام ضد إدارة مصلحة السجون، منذ 86 يومًا متتالية؛ بسبب اعتقاله التعسفي من قبل الاحتلال، وأضحت حالته الصحية في خطر شديد، وسط تحذيرات من استشهاده في أي لحظة؛ الأمر الذي جعل قلب زوجته وأبنائه يمتلئ بالقلق والتوتر على حياته.
وغاصت وكالة "شمس نيوز" في تفاصيل الصورة الاستثنائية التي جمعت الشيخ عدنان وأبناءه، إذ تقول زوجته: إن الشيخ عدنان أصرَّ على تلك الصورة؛ بسبب توقعاته بإقدام قوات الاحتلال على اعتقاله".
وتستذكر موسى، لحظات الفرح التي غمرت أبناءها في تلك الصورة، فعند نسمات الصباح الباكر قفز الأطفال من النوم، وبدأ الجميع يبحث عن الملابس الجديدة وتجهيزها، تقول: "الجميع كان حريصًا على ارتداء الملابس الجديدة وتقبيل يد والدهم؛ استعدادًا للذهاب إلى صلاة العيد".
أما والدهم فكان أشد حرصًا للثناء على مظهر أبنائه وملابسهم الجميلة في صباح يوم العيد، والتي جعلته يبتسم وينشر الفرحة والسرور على وجوه الأبناء.
الفرحة الجميلة التي ارتسمت على وجوه أبناء الشيخ عدنان دفعتهم لمطالبة والدهم بتخصيص هذا اليوم لهم، "نريد أن نلعب في المتنزهات ونذهب إلى المطعم"، هذه الكلمات أثرت على الشيخ عدنان الذي وافق مباشرة على طلب أبنائه.
عند عودة الشيخ والأبناء من صلاة العيد، بدأت رائحة الشواء تفوح وتملأ المكان، تقول زوجته: "من عادات الشيخ عدنان بعد صلاة العيد تناول الشواء ثم زيارة الأهل والجيران"، مشيرة إلى أن الشيخ عدنان في ذاك اليوم قلل من زيارة الأصدقاء والجيران ليلبّي رغبة أبنائه.
توجه الشيخ عدنان وأبناؤه إلى المتنزهات والمطاعم في مدينة جنين شمال الضفة المحتلة، واستمر خروجهم من البيت حتى الساعة الثانية فجرًا، هذه اللحظات الجميلة لا يمكن أن تنساها زوجته وأبناؤه الذين يأملون تكرارها في العيد القادم.
تكرار تلك المشاهد الرائع والجميلة بات أمرًا صعبًا؛ لا سيما بعد 86 يومًا من إضراب الشيخ خضر عدنان عن الطعام في سجون الاحتلال، تقول موسى: "وضع الشيخ عدنان صعب جدًا، رأيته عبر الفيديو كونفرنس، كان لسانه ثقيلًا وذاكرته ضعيفة".
كل ما تطلبه رندة موسى زوجة الشيخ خضر عدنان، أن تعيش مع زوجها؛ لتربي أبناءها على العزة والكرامة، والتفوق، والنجاح، كأي عائلة في العالم، متسائلة، عن منظمات حقوق الانسان والقوانين الدولية التي تدعي حماية الانسان وتعزيز كرامته في أرضه ووطنه.