غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

زرعوا سنابل الحصاد وغادروا

جلال نشوان
الكاتب الصحفى جلال نشوان

زرعوا سنابل الحصاد وغادروا

أيقونة الصمود والتحدي الشهيد خضر عدنان

من ركام الألم، ومن رحم المعاناة، تشمخ سنابل فلسطين وقاماتها العملاقة، لتنير درب الأحرار في كل بقاع الأرض، حقاً: تقف الحروف حيرى، عاجزة على أن تنتظم بمديح يليق بمقامهم، هم رجال عز نظيرهم، هم نبض البطولة وانشودة التضحية والفداء، حملوا الوطن في عقولهم وقلوبهم وحدقات عيونهم، ترجل الفارس وذهب الى عليين، وبقيت سيرته العطرة تفوح في أرجاء الدنيا، فمهما عبرنا عن تضحيته وفدائه لن نوفيه حقه، لكن الكلمات تزاحمت على بوابة مجد فلسطين العظيم ،تاهت الحروف واختنقت الاصوات الماً وحزناً، ووجعاً ذرفت دموع العيون وشردت الأذهان علها تستذكر كل الشهداء الأطهار الذين لبوا النداء.

تلعثم اللسان، وذبلت المآقى، لكن ضوء الشمس أشرق وتوهج وجعلنا نقترب من الشهيد فادي وشحة في عرابة  (بجنين) جنين الصمود والتحدي وفى بلدة عرابة الحبيبة (محافظة جنين شمال الضفة الغربية) استقبلت الدنيا الشيخ خضر عدنان في الرابع والعشرين  من مارس/آذار 1978

أنهى مرحلتي الدراسة الأساسية والثانوية العامة في مسقط رأسه عرابة، حيث اجتاز المرحلة الثانوية بتقدير جيد جدا عام 1996، والتحق بجامعة بيرزيت في مدينة رام الله، وحصل عام 2001 على درجة البكالوريوس في الرياضيات الاقتصادية، ثم التحق ببرنامج الماجستير (تخصص الاقتصاد) في نفس الجامعة.

حمل الشيخ عدنان هموم الوطن في نفسه الوديعة، وغدا شاباً صلباً يذود عن أبناء شعبه بكل الوسائل، وظل يقارع المحتلين الغزاة حتى اٌعتقل في سجون الاحتلال، وكان شاباً محبوباً من كل المعتقلين، متواضعاً، كان (الأيقونة الشيخ خضر عدنان) يري جرائم الاحتلال الصهيوني الارهابي التي تمارس ضد شعبنا في كل مكان، فحمل كل ذلك في نفسه الوديعة، فقرر الدفاع عن شعبنا الفلسطيني، فشمر عن ساعديه، وقام بالعديد من الفعاليات الوطنية التي أربكت العدو الصهيوني >

لقد ساهمت مسيرته في صياغة شخصيته الوطنية والتي كانت محطة مهمة من محطات حياته المشرقة، فكان قائداً كبيرا بحجم التحديات ،لا يمل ولا يكل الا ويبث روح التحدي في اوساط زملائه، ....

كان الشيخ خضر عدنان دمث الخلق، عزيز النفس، متواضعاً، ثائراً حتى غدا شخصية نضالية كبيرة لها بصمات كبيرة في الحركة الوطنية كانت حياة هذا الفارس الفلسطيني العملاق حافلة بالانتصار للفكرة والحلم والعودة الى فلسطين ضد المحتل الغاصب، حيث تجسدت كل القيم والمثل في اعماق قلبه، وكانت بمثابة ثورة وقوة وعنفوان، جعلته ينتصر لدموع الأطفال الذين صرخوا من حمم الطائرات الأمريكية الصنع التي تدمر البشر والشجر والحجر، وينتصر لكل أبناء شعبنا الفلسطيني الذي اقتلع من جذوره وحل محله كيان إرهابي مجرم  في أكبر مؤامرة قذرة عرفتها البشرية.

سيظل الشيخ خضر عدنان من القادة العظام الذين زرعوا سنابل الحصاد وغادروا ومن الذين خطوا أسماءهم في سجل الخالدين

سلام عليك الشيخ خضر عدنان

يوم ولدت

ويوم قاتلت العدو حتى الرمق الأخير

ويوم غادرت شهيداً عظيماً شامخاً

سلام عليك 

وسلام عليك وقد أصبحت أيقونة للبطولة

وانشودة الوفاء

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".