رَثَى الأسير القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، ثائر حلاحلة، رفيق دربه في معركة الأمعاء الخاوية، الشهيد الشيخ خضر عدنان، مشيرًا إلى التاريخ النضالي والاجتماعي الحافل للشيخ الشهيد.
وقال حلاحلة في رسالة مسربة من سجون الاحتلال إلى "وكالة شمس نيوز": "من للأسرى من بعدك، من لنا ولعوائل الشهداء والأسرى من بعدك يا خضر عدنان".
وأضاف "أتوقف كثيرًا، أتوه وأنا لم أصدق أنك غادرتنا بهذه الطريقة، صعودك بهذا الشكل يدل على عجزنا وخذلاننا، لم نراك سوى مشتعلًا بارعًا، تفتح قلبك لمن معك، ويلحق بالمحتاجين".
وتابع حلاحلة "لقد سلكت الطريق، ولحتيك الطاهرة تدلنا عليه، ندور حيث تدور، في حارات الوطن وأزقة مخيماته وبلداته، وقراه".
وأشار إلى أن الشيخ الشهيد عدنان لم يترك أي بيت لشهيد أو جريح أو أسير أو مقاوم، من أي من أطياف شعبنا إلى ودخله، وضمد جراحاته.
وأكمل حلاحلة: "أنت قلت ستلتحق بالفدائي إبراهيم شهيدًا ورفيقًا وحبيبًا، أنت الذي عشقت البطل عبد الله الحصري، وأنت الذي أحببت وشاركت وصدقت الله والشهداء، والشهيد باسل الأعرج".
وتسائل حلاحلة: "من لعوائل الشهداء من بعدك، من للأسرى الأحرار، ومن سيكون صوتهم ويقف معهم ويكتب أسماؤهم وأحكامهم، من سيكون صوت ثابت مرداوي وجرادات، وعباس السيد، ونائل البرغوثي، ومعتصم رداد".
وأردف حديثه "أنت الذي كنت تقبل جباه أمهات الشهداء الأطهر منا والأكرم منا، قادمًا من عرابة إلى مسافر يطا حيث الشهيد المسن المحب سلمان الهذالين".
وذكر حلاحلة أن الشيخ عدنان قاد الحالة الطلابية في جامعات الضفة، وجامعة بيرزيت تحديدًا، حاملًا إرث ونهج الشقاقي الأمين، سار عليه، مؤكدًا أننا لا نستطيع إلا أن نعيش أحرارًا.
ومضى يقول "كان سلوكًا على الأرض، وحواريًا كحواري عيسى (عليه السلام)، خير من دافع عن خدام البيت، كان جامعًا للثوار، وقائدًا للأحرار".
وأضاف "ما أروعك، تعمل في مخبزك بثياب العمل، ثم تلبس ثياب الثورة والنضال، وتتحرك فجرًا لا تعود، إلا وقد أنهيت ما عليك، تطوف من بيت شهيد لآخر، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، لا تكل ولا تمل ولا تتعب ولا تتذمر، رغم كل المعيقات والحصار، لم تتراجع ولم تتردد وتسير عنيدًا حقًا".
وأضاف حلاحلة في رثيه لصديقه عدنان "كنت أكثر إمعانًا، تدلنا على الجهاد والمقاومة، وعلى بيوت الشرفاء والأطهر منا، أنت الذي له التاريخ الطويل في الإضرابات النخبوية الجريئة على الطريق النضالي الطويل للأسرى".
وأردف "أضرت خمس مرات وانتصرت وقهرت سجانك، وأضربت المرة الأخيرة، وانتصرت نائلًا الشهادة التي بحثت عنها ولاحقتها، انتصرت بجهادك المقدس، وإرادتك الطيبة والصلبة، التي لا تميل ولا تنكسر، فكسرت القيد والسجان".
وتابع "كنت الأروع والأفضل، نتذكر ما قاله عنك الفدائي المؤتمن زياد النخالة (إنك تمثل صوت الجهاد في الضفة المحتلة)".
وأكمل حلاحلة للشيخ عدنان "اليوم نفتقدك، ونفتقد صوتك الهادر، من سوف يعانق عبد الرحمن وبيسان ومعاذ من بعدك أيها الشيخ الجليل، من سيحمل زينب من بعدك يا وجعنا ويا قهرنا، ويا وحدنا، من سيقول لعلي صباح الخير، يا صديق الفكرة ويا عشقي الآخر".
وزاد بالقول "لقد انكشفت ظهورنا، وسينكشف ظهرنا من بعدك، سامحنا هنا نتأمل نتوجع من بعدك لا نعرف كيف أنت الآن وأنت شهيد، ما ذا تقول ظمائنا وعقولنا".
وأردف حلاحلة "أنت الأيقونة الفذة للجهاد والمقاومة، والقلب الحان والحنون علينا وعلى الأمهات".
وقال: "لقد بكتك أمهات الخليل وبيت لحم ورام الله وغزة، وجنين والمخيمات في لبنان وسوريا، لقد بكاك أحرار العالم الذين عرفوك، والشوارع الحزينة، وبيوت الشهداء".
وعاود حلاحلة التساؤل "من سيزور بيوت الشهداء، ويمسح دمعة عين أم الأسير معتصم رداد، ومن سيقترب من أمهات الشهداء والأسرى، ومن سيفقد مشايخنا في سيلة الحارثية المجاهدة؟".
ومضى يقول "لقد استشهد شيخنا خضر جائعًا لحريته وانتصر بشهادته، وارتفع بها، وسقطنا نحن، لقد قهر عيون السجان بشهادته، وأخرس الواهمين اللاهثين وراء الخزي والسراب، لقد أخرس المطبعين والمنسقين والراكعين أمام عدوهم وعدو أمتهم وشعبهم وقدسهم".
وختم حلاحلة "أردت الحياة والشهادة والكرامة، فكانت لك القامة والقيمة والمقام، سنفتقدك أيها الشامة والعلامة الفاقة، وسيفتقدك الوطن كل الوطن، سلام على الفلسطيني الخباز البسيط، قاهر السجان، العنوان النموذج الشيخ خضر عدنان".
