أكد الكاتب والباحث السياسي محمد فارس جرادات أن إضراب المحررة عطاف عليان عن الطعام والاعتصام في ساحة مقر الصليب الأحمر في رام الله حتى تسليم جثمان الشهيد خضر عدنان تضع الحالة الفلسطينية أمام اختبار صعب، قائلًا: "إن رحيل خضر عدنان صدم الوجدان الفلسطيني فهل هذا المستجد طارئ زائل أم عميق حيوي في ديمومته؟".
وقال: "كانت وقفة الأمس لعوائل الشهداء المحتجزة جثامينهم في عرابة، والتي تحولت لمهرجان ضخم ومنفعل، خاصة مع قدوم باصات من الداخل والقدس والخليل وشتى المحافظات الفلسطينية؛ لتعطي انطباع أن مفاعيل شهادة خضر ما زالت تترا بقوتها المتجددة".
وأضاف الكاتب جرادات: "إن عطاف عليان وهي الآن في مقتبل عقدها السادس من العمر، رائدة في الكفاح الشعبي، خاصة أنها صاحبة أول إضراب مفتوح عن الطعام ضد الاعتقال الإداري حتى نالت حريتها عام ١٩٩٨، تجد نفسها مسؤولة عن تجربة خضر مسؤولية شرعية واخلاقية، واستشعرت أمومتها الفطرية عن فارس الرجولة الذي قضى وهو يسبح عكس التيار، فامتشقت هذا التجرد الصوفي في مدرسة الشقاقي لتصنع فارقا عمليا يضع الجميع أمام مسؤولياته نحو انتصار صريح باستعادة جثمان خضر، وهو انتصار يملك كل مؤهلات تحققه".
وأشار إلى أن انتصار عطاف عليان المتوقع باستعادة جثمان خضر عدنان، يمكنه عند تحققه، أن يدشن معالم تجربة إنسانية كفاحية متكاملة، مع انتصار اضراب خضر عالميا ومحليا وإن جاد بروحه ثمنا لذلك.