يوافق اليوم الأربعاء، الذكرى السنوية الثانية لمعركة "سيف القدس"، التي خاضتها المقاومة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، دفاعًا عن القدس والمسجد الأقصى المبارك وأهالي حي الشيخ جراح.
وتأتي الذكرى الثانية لسيف القدس التي شكلت نقلة نوعية في الصراع مع الكيان الإسرائيلي، بالتزامن مع عدوان إسرائيلي غادر على قطاع غزة بعد شنه عملية عسكرية أدت لاستشهاد 15 فلسطينياً في منازلهم بينهم ثلاثة من كبار قيادات سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وبدأت معركة "سيف القدس" في العاشر من مايو/أيار 2021، بتوجيه من قادة المقاومة في تمام الساعة السادسة مساءً بإطلاق صاروخ كورنيت استهدف جيبًا عسكريًا شمال قطاع غزة تلاها ضربة صاروخية تجاه مدينة القدس، ردًا على جرائم الاحتلال التي تصاعدت وتيرتها بحق المسجد الأقصى وسكان الشيخ جراح.
وأثبتت المقاومة خلال معركة "سيف القدس" فشل نظرية الردع الإسرائيلية، وأظهرت إمكانيات وقدرات عالية لدى المقاومة، ونجحت في تهشيم صورة الكيان الإسرائيلي وجيشه، بعد أن مرغت أنفه في التراب، لتكتب صفحات جديدة في تاريخ العز والمجد وترسم طريقًا جديدًا نحو التحرير.
بدء المعركة
ومع تصاعد اعتداءات الاحتلال على القدس والأقصى، ومحاولته الاستيلاء على منازل المواطنين في حي الشيخ جراح، وتهجير سكانها منها قسرًا أواخر أبريل/نيسان عام 2021، كان لزامًا على المقاومة أن تضع حدًا لهذه الاعتداءات، وتدافع عن القدس والأقصى.
معادلة القصف بالقصف
وفرضت المقاومة خلال معركة "سيف القدس" معادلة القصف بالقصف، وربطت أي تلويح أو قصف لبرج مدني في غزة برشقات صاروخية على "تل أبيب وعسقلان وأسدود"، وكلما ارتكب الاحتلال مجازر ضد المدنيين كانت ترد عليه بشكل خاص خلال المواجهة، وما إن زاد من قصفه في القطاع زادت المقاومة من رشقات صواريخها وبقعة الاستهداف في العمق.
وركزت المقاومة في ضرباتها الصاروخية على الأهداف العسكرية، والتي شملت مطارات وقواعد وتجمعات تنطلق منها طائراته في غاراتها على قطاع غزة.
وجعلت من المعركة حرب أعصاب، واستخدمت تكتيكها الخاص، فأحدثت هزة في جبهة الكيان الداخلية، ولم تجعل للإسرائيليين سبيلًا للراحة.
وبعد قصف طائرات الاحتلال لبرج الجلاء الذي يضم مكاتب إعلامية ووكالات أجنبية في سعي منه لطمس حقيقة جرائمه في غزة، طالبت المقاومة سكان "تل أبيب" والمركز أن يقفوا على رجلٍ واحدة وينتظروا ردها المزلزل.
وبعد ساعات أمرت المقاومة برفع حظر التجول عن "تل أبيب" ومحيطها لمدة ساعتين من الساعة العاشرة وحتى الساعة الثانية عشرة ليلًا، وبعد ذلك يعودوا للوقوف على رجلٍ واحدة.
وأراد الاحتلال خلال معركة "سيف القدس" تضليل المقاومة واستدراج عناصر نخبتها لكمين قد أعده على مدار سنوات عديدة، إلا أن يقظة قيادة المقاومة أفشلت مخططات الاحتلال وألحقته بهزيمة نكراء.
وفشلت خطة الاحتلال فشلًا ذريعًا، وسوّق أمام جمهوره بأنه خدع المقاومة ودمر الأنفاق، في حين قللت المقاومة من شأن الغارات واعتبرتها استعراضية هدفها التخريب والتدمير، ودافعها العجز عن مواجهة المقاومة، ولن تؤثر على قدرات المقاومة.
وأسفر العدوان الإسرائيلي عن استشهاد 264 فلسطينيًا، بينهم 66 طفلًا و39 سيدة و17 مسنًا، وإصابة (2205) مواطنين بجروح مختلفة، بالإضافة إلى دمار كبير في البنية التحتية والمنازل السكنية.
وبعد 11 يومًا من العدوان، توصلت المقاومة إلى وقف لإطلاق النار مع الاحتلال الإسرائيلي الساعة الثانية قبل فجر الجمعة الموافق 21 مايو، بوساطة عربية.
واستطاعت صواريخ المقاومة بأن تلحق في العدو خسائر اقتصادية قدرت قيمتها بـ 7 مليارات شيكل، بالإضافة إلى خسائر عسكرية تجاوزت قيمتها 1.1 مليار شيكل، كما وتم التبليغ عن أكثر من 5300 ضرر من قبل المغتصبين.