يقول الله تعالى: {وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
أي: ولا يحزنك قول المُكذّبين فيكَ من الأقوال التي يتوصّلون بها إلى القدح والذم فيك وفي دينك، فإن أقوالهم وقدحهم وذمهم لا تمنحهم العِزّة، وأيضا لا تضرك شيئًا {إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} يؤتيها من يشاء، ويمنعها عمن يشاء
قال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} إذن من يبحث عن العِزّة فليطلبها بطاعته وعمله وجهاده ودمائه، بدليل قوله بعده: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}
إنّ أبطال المقاومة وسرايا القدس الآن هم على طاعة الله بالجهاد في سبيله وقتال الأعداء، والله منحهم العِزّة حيث يعطيها لرسوله ولأتباعه المؤمنين {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}
اليوم في معركة "ثأر الأحرار" تُضيف سرايا القدس في قاموس الأوائل صوراً جديدة للعِزّة، فكما كانت أول الاستشهاديين، وأول الضّاربين للبقرة المقدسة، وأول الجاعلين عسقلان جحيماً، وأول المُشعلين للضفة، وأول المُفعّلين لسلاح الإضراب الفردي عن الطعام، وأول أمين عام يُستشهد فيها، وأول مجموعة منها تكسر قيدها عبر نفق الحرية، وقائمة الأوائل عندها تطول عبر تاريخ نضالي مُشرِّف ومليئ بالعطاء والجهاد، اليوم تتطوّع المقاومة وسرايا القدس لتقدم لمن يرغب دروسَ تقوية في مساقات لمعنى العِزّة، أتعلمون ما هي تلك المعاني الجديدة التي أضافتها المقاومة وسرايا القدس في معركة ثأر الأحرار؟
إنها......
- الإمعان في إذلال العدو وإمكاناته، وتحدي أهدافه، والوقوف بشموخ وكبرياء أمام آلة قتله التي تقطر دماً، ثم إلقاء تهديداته تحت نعال قادتها وجندها
- صواريخها تجاوزت درة تاج الصناعات العسكرية الدفاعية الصهيونية (مقلاع داوود) أو (العصا السحرية)
- كلامها قليل وفعلها كثير، وعندها خير الكلام ما قل ودلّ
- إعلامها منضبط، ولسان ميدانها حصل على الميدالية الذهبية، فلا تفخيم ولا تبجيل ولا زلازل ولا براكين إعلامية، إنما الضغط باستمرار على عصب العدو ثم تركه يتألم ويتألم، ومن خلال صراخه يدرك الناس لوحدهم مدى صنيع المقاتلين
- هم يعملون بروح الآية الكريمة: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)
- قتال وقتال وقتال ولا صُراخ على أحد، لا صُراخ على الأحياء ولا صُراخ على الأموات
- قتال وقتال وقتال ولا لوم لأحد
- فقدانها لقادة كُثر ثم الزيادة في القتال
- الإصرار على الرد بعد كل إغتيال، بل والرد بوتيرة أكبر
- ضرب العدو بتوقيت السادسة والتاسعة
- التفاف الجماهير حول خيار المعركة واستقبالهم إطلاق صواريخ المقاومة بالتكبير والتهليل
- إرتقاء قادتها قبل جندها
تنويه: نحن الآن في اليوم الرابع للمعركة ولا تزال مستمرة، بمعنى أنها لم تنتهي بعد، ووارد جداً أن يتم تحديث صور ومعاني العِزّة
إنتظرونا بتوقيت العِزّة، أقصد بتوقيت سرايا القدس