غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

المقاومة عصية على الانكسار

سويرجو: معركة "ثأر الأحرار" أذلتْ نتنياهو وجيشه وأظهرت بسالة المقاومة وتكتيكاتها المستحدثة

صواريخ المق - سرايا القدس
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

يرى الكاتبُ والمحللُ السياسي ذو الفقار سويرجو، أن المقاومة الفلسطينية في معركة "ثأر الأحرار" أثبتت أنها عصية وصعبة على الكسر، وأنَّ أدائها القتالي والميداني يتطور مع مرور الزمن، ويتصاعد بعد كل معركة.

وبيَّن سويرجو خلال حديثه لـ"شمس نيوز" أن الإشارة المهمة في هذه المعركة البطولية التي تحملت سرايا القدس العبء الأكبر فيها، تتمثل في أنَّ "اغتيال القادة" لم يعيقها عن أداء واجبها الجهادي والوطني.

وأوضح سويرجو أن نتنياهو كان يعتبر تلك المعركة معركته الشخصية؛ بالنظر إلى تداعياتها عليه، مشيراً إلى انه وضع للمعركة خططًا ضمن أجندته السياسية الخاصة، التي تخدم أهدافه الشخصية، وأهداف ائتلافه، لكن في نهاية المطاف لم ينل حظه من هذه المعركة.

وأضاف "الهدف الأول كان هو الحفاظ على تماسك الائتلاف الحكومي، وعدم السقوط نتيجة الخلافات الداخلية، لذا ذهب لقطاع غزة، محاولًا رفع رصيده داخل الائتلاف الحكومي، من خلال قتل الفلسطينيين واستهداف المدنيين وقتل الأطفال".

أما الهدف الثاني -وفق ما يرى سويرجو- فيكمن في إسكات المعارضة في الشارع الإسرائيلية، وخاصة لابيد، مبينًا أن نتنياهو اعتقد أنه بشن العدوان يحقق نقاط على المقاومة، وانه باستطاعته إسكات الحملة التي تشن ضده في الشارع الإسرائيلي".

وذكر سويرجو أن نتنياهو أراد من العدوان، تحييد غزة، ومنعها من التدخل فيما سيجري في القدس نهاية الأسبوع، وعدم العودة إلى مسألة ربط الساحات، وعلاقة غزة بالقدس.

واستدرك "هذا الأمر لم يحصل، رغم أن ما جرى قتال غير المتكافئ، إلا أن المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها سرايا القدس، استطاعت فرض معادلة اشتباك على الاحتلال، وأن تلزمه بهذه المعادلة، التي لن يستطيع تجاوزها".

المقاومة تملتك المفاتيح

وأكمل سويرجو "في النهاية المقاومة هي من كانت تمتلك مفتاح وقف إطلاق النار وليس نتنياهو وحكومته، بدليل أنه ذهب لطلب وساطة مصر، والضغط على الطرف المصري من أجل إيقاف المعركة".

وأردف حديثه "رغم أن المعركة لم تكن بين طرفين متكافئين، إلا أن المقاومة الفلسطينية استطاعت فرض شروطها على دولة الاحتلال، من خلال ايقاع حالة من الرعب الشديد واستخدام تكتيك الصمت والعمل المفاجئ".

وأوضح أن تكتيك المقاومة أدخل أكثر من مليون مستوطن تحت الأرض، لمدة خمسة أيام إلى جانب شل الحياة العامة والحياة الاقتصادية، وخسائر فادحة، وسقوط العديد من الجرحى والقتلى".

وجدد سويرجو الإشارة إلى أن المقاومة لن يثنيها اغتيال قادتها عن الاستمرار في أداء واجبها الوطني، مبينًا أن هذا الأمر تم تجربته في أغسطس 2022، إبان معركة "وحدة الساحات"، واغتيال العديد من قادة المقاومة الفلسطينية، والجهاد الإسلامي.

وبيَّن أن حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس، عادت بعد سبعة أشهر لتثبت أنها على قوتها تضاعفت عن الجولات التي سبقت عمليات الاغتيال التي حصلت خلال الأعوام الماضية.

وقال: "ما جرى يدلل على أن عمليات الاغتيال لن تثني المقاومة الفلسطينية، ولا السرايا من أن تقوم بدورها الوطني، والاستمرار في خلق حالة الاشتباك، مع هذا الاحتلال، طالما أن الاحتلال قائم".

الحضور الإعلامي قوي

وعن الحضور الإعلامي للمقاومة خلال المعركة لفت سويرجو إلى أنه وصل إلى كل أنحاء العالم، وأظهر الاحتلال، كدولة فاشية، ودولة عصابات من القتلة، الذين أوقعوا العشرات من القتلى في صفوف الأطفال والنساء، واستهداف المدنيين، والمنازل والمؤسسات المدنية.

وزاد بالقول "الظهور الإعلامي أكد أمام العالم أن كيان الاحتلال، دولة مارقة وعنصرية تمتهن القتل في التعامل مع الفلسطينيين، وليس لديها أي مشروع سياسي للتعامل معهم غير محاولة إدارة الصراع من خلال الضربات العسكرية المستمرة، ومن خلال الرشاوى الاقتصادية التي تقدم وهذه لا ثبات صحة هذه، ولا تلك".

وختم سويرجو "المقاومة الفلسطينية، ورغم كل عملية إدارة الصراع، حتى الحظة لا تزال تقف على قدميها وقوية، وتمتلك قوة ردها، واستطاعت أن تحقق معادلة توازن ردع مع هذا الاحتلال الذي يمتلك ترسانة عسكرية وترسانة نووية قوية".