غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الجهاد تحافظ على عوامل بقائها من خلال تضحياتها بخيرة قادتها

خالد صادق.jfif
بقلم: خالد صادق

لان العالم محكوم بشريعة الغاب, وسيادة قانون البقاء للأقوى, والقوي يأكل الضعيف, والسمك الكبير بياكل السمك الصغير, فلم افاجأ بتصريحات الاتحاد الأوروبي الذي عرض التدخل لإنهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة, ودوافعه وراء ذلك استجداء «إسرائيل للتهدئة, وسعيها لتحريك الوسطاء لوقف المعركة, ولولا حاجة «إسرائيل» للتدخل لما عرض الاتحاد الأوروبي الوساطة, ولغض الطرف كعادته دائما عن جرائم الاحتلال الصهيوني, الاتحاد الأوروبي اصدر بيانا بعد انتهاء جولة القتال «ثأر الاحرار» حمل لغة مختلفة هذه المرة, حيث أعرب الاتحاد الأوروبي عن امتنانه لمصر لبذل جهودها في إبرام اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وكذلك للأمم المتحدة لدورها الإيجابي في هذا السياق, وتغافل الاتحاد الأوروبي وصم الجهاد وفصائل المقاومة «بالإرهاب» . وقال المسؤول في قسم السياسة الخارجية الأوروبية يوم الأحد «إن هذا الاتفاق من المفترض أن ينهي العنف في غزة وما حولها». وأضاف في تصريحات له أن الاتحاد الأوروبي يستنكر مقتل مدنيين في الأيام الأخيرة، بينهم أطفال، ووقوع قتلى وجرحى في قطاع غزة وإسرائيل». وشدّد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي على الأهمية الحاسمة لتأمين وقف إطلاق النار وفتح المعابر للسماح للعاملين في المجال الإنساني بالدخول إلى قطاع غزة ومغادرته. وكذلك للتمكّن من إيصال المساعدات الإنسانية والوقود إلى الأراضي الفلسطينية. وجاء في البيان أن الاتحاد الأوروبي مستعد للعمل مع جميع الشركاء لتقديم المساعدة في تحقيق السلام لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين، وفي استعادة الظروف للتسوية السياسية. كما دعا الاتحاد الأوروبي مرة أخرى الأطراف إلى العمل على وقف التصعيد» هذه اللغة الجديدة للاتحاد الأوروبي جاءت بفضل أداء المقاومة، والتفاف الشعب الفلسطيني حولها، وقدرتها على الاستثمار السياسي لأدائها المقاوم.

 

صحيفة الأخبار اللبنانية كشفت أمس عن تفاصيل المفاوضات التي انهالت على مكتب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة لإنهاء معركة «ثأر الأحرار» التي قادتها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي. وأكدت الصحيفة أن الموقف «الجهادي» الصلب أخرج مساعي التهدئة، من مستوى الأجهزة الأمنية في دول الوسطاء، إلى مستوى زعماء الدول، ولا سيما مصر وقطر والأردن، والذين وصلوا في يوم الجمعة إلى نقطة أعلنوا معها استعصاء التفاهمات, في أعقاب ذلك، قُدّمت مقترحات قطرية، ودخل الأميركيون بقوة على خطّ التفاوض، إلّا أن كلّ هذه المحاولات لاقت رفضاً من «الجهاد» التي كان أمينها العام، زياد النخالة، قد أكد، في أحد تصريحاته الصحافية التي عقّب فيها على معركة «وحدة الساحات»، أن الخطأ الوحيد الذي ارتكبه يومذاك، هو أنه استعجل القبول بوقف النار, وعلى طريق محاولة إجبار القائد زياد النخالة على الإذعان لوقف النار، كثّف جيش الاحتلال عمليات التصفية، التي طاولت حتى اليوم الخامس من الجولة، ثلاثة قادة آخرين هم أعضاء في المجلس العسكري لـ«سرايا القدس»، التي ردّت في المقابل، على كلّ حادثة، بمضاعفة كثافة ومديات الصواريخ, ولكن رغم كل ذلك الا انه بقي بند وقف الاغتيالات هو المعطّل الأساس لمسار التفاوض، فيما تكشف مصادر في «الجهاد»، لـ«الأخبار»، أن «الأمين العام للحركة، الذي مورست عليه ضغوط كثيرة، لوّح أمام الوسطاء بأنه مستعدّ لمواصلة القتال وحيداً إلى ما بعد يوم مسيرة الأعلام المرتقبة في نهاية الأسبوع الجاري، وقد تَسلّح في هذا الموقف بما أظهره الميدان من ثبات وصلابة، وقدرة مهولة على امتصاص الضربات الإسرائيلية، وأيضاً، بما وصله من إشارات من محور المقاومة بالاستعداد لتسخين جبهات أخرى عقب يوم الأحد, انها وقائع جديدة فرضتها المقاومة على الاحتلال استطاعت خلالها سرايا القدس تجاوز حالة الردع بانتصارها.

 

حركة الجهاد الإسلامي التي يتم استضافة قياداتها في موسكو, وفتح جولات من التحاور والنقاش معها, والتي يتم استقبال امينها العام القائد زياد النخالة في العراق استقبالا رسمياً يفوق استقبالهم للرؤساء والزعماء العرب, والتي يتواصل معها زعماء مصر وقطر وسوريا وغيرها من الدول, وتتحالف معها ايران واليمن والعراق, وتفتح ايران ذراعيها لأمينها العام وقيادتها وكوادرها, لم تحقق ذلك من فراغ, فهذا جاء بالتضحيات الجسام التي قدمتها الحركة منذ نشأتها, واليوم تمر علينا ذكرى نكبة فلسطين بكل ما فيها من الام وحسرة, لكن سرايا القدس بالأمس مسحت دمعنا, ومنحتنا بصيص الامل بالنصر على هذا الاحتلال البغيض, حركة قدمت خلال ثلاث سنوات خيرة قادتها العسكريين, بدءاً من الشهيد القائد بهاء أبو العطا, مرورا بخالد منصور وتيسير الجعبري, وصولا الى طارق عز الدين وجهاد غنام وخليل البهتيني واياد الحسني وعلي غالي واحمد أبو دقة, وكلهم قادة كبار وعظام ورغم ذلك تبقى صامدة تقف على اقدامها في الميدان, تجابه الاحتلال, وتقود المعركة, وتبلي بلاء حسنا, وتفرض نفسها بقوة, انها كرامة اختص الله بها عز وجل عباده المؤمنين الموحدين, حركة الجهاد الإسلامي قادتها شهداء احياء, منهم من قضى نحبه, ومنهم من ينتظر, وما بدلوا تبديلا, لقد خرج امينها العام عقب نهاية المعركة, وكأنه خارج من نفق في ميدان القتال, فهو الذي يعيش المعركة بكل تفاصيلها واحداثها, خرج ليقول انتهت جولة من جولات القتال, ويدنا لا زالت ضاغطة على الزناد, ولن نتوقف عن القتال حتى يكتب الله عز وجل لنا النصر, انها حركة تحافظ على عوامل بقائها من خلال تضحياتها بقادتها وخيرة أبنائها, فالجهاد الإسلامي وجدت لتبقى.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".