معادلات جديدة فرضتها المقاومة الفلسطينية وسرايا القدس على الاحتلال الصهيوني في اعقاب ملحمة ثأر الاحرار البطولية، فقد ذكرت صحيفة هآرتس العبرية، أن الكثير من المستوطنين باتوا يعيشون حالة رعب كبيرة من العيش في منطقة جنوب الكيان، مبينة أن هناك العديد من الحروب والجولات القتالية التي تخوضها «إسرائيل»، بلا مستقبل ولا هدف، وقال الصحفي في هأرتس العبرية جدعون ليفي: «إن الاستمرار في العيش في منطقة «الجنوب» على هذا النحو يعني العيش في رعب، مبيناً أن ذلك أيضاً يطال وسط «إسرائيل». وأضاف: «أن «التفاهة المروعة» لهذه الحرب الأخيرة تجعلها خطيرة للغاية، حيث اعتاد «الإسرائيليون» على فكرة أن هذا هو الحال، ولا يوجد شيء يمكن فعله حيال ذلك، وهناك حرب كل عام بدون سبب، بدون أي شيء نكسبه وبدون نتائج، فقط إراقة دماء», وتابع ليفي: «الاستمرار في العيش في الجنوب على هذا النحو يعني قبول الوضع كمرسوم من السماء، أو من السياسيين الذين وصفهم بـ «الصقور والساخرين», لقد تحول الجنوب الى جحيم على الاحتلال الصهيوني, وبات الإسرائيليون على قناعة ان صواريخ المقاومة الفلسطينية تجاه المغتصبات المحاذية لقطاع غزة لن تتوقف, ومن يريد العيش في حدود الغلاف مع غزة, فعليه ان يدرك انه يقطن في منطقة مظللة بصواريخ المقاومة, وان الصواريخ قد تتساقط عليه في أي لحظة, وان الجيش الإسرائيلي لم يعد قادرا على وقف صواريخ المقاومة بعد ان شن العديد من العمليات العسكرية على قطاع غزة, وانتهت كلها بالفشل الذريع في وقف الصواريخ, او الحد من «التهديدات» التي تلازم سكان ما يسمى «بالغلاف الحدودي» ليل نهار, ومن ابرزها 2008 – 2009 عملية الرصاص المصبوب, 2012 عامود السحاب, 2014 الجرف الصامد, 2019 معركة صيحة الفجر, 2021 حارس الأسوار, 2022 وحدة الساحات, 2023م ثأر الاحرار .

الاحتلال بات يدرك ان قدرات فصائل المقاومة العسكرية تكبر وتتعاظم, واداءها القتالي يتطور, وهى تستطيع ان تسخر الميدان جيدا لخدمة أهدافها, رغم ضيق مساحة القطاع واكتظاظه بالسكان, ورغم طبيعته الجغرافية كسهل ساحلي خالٍ من التضاريس الجغرافية, لذلك اغلب ضحايا أي عدوان صهيوني على قطاع غزة يكون من المدنيين الأبرياء, واكثرهم من النساء والأطفال, المعركة الأخيرة «ثأر الاحرار» كان بها ثلاثة وثلاثون شهيدا, بينهم ستة أطفال وثلاث نساء, واصابة 147 بجراح مختلفة من بينهم 32 طفلا و17 سيدة, وعدد شهداء سرايا القدس بلغ احد عشر شهيدا, وهذا فيه ادانة واضحة للاحتلال الصهيوني, لان الاستهداف في صفوف المدنيين الأبرياء وفق المواثيق الدولية, وهذا من شأنه ان يعرض المسؤولين عن العدوان للمساءلة, والمحاكمة في محكمة الجنايات الدولية لو ارادت السلطة ذلك, لكن السلطة لا زالت تتعامل مع قطاع غزة على انه إقليم «متمرد», وقد غاب صوتها ودورها تماما ابان العدوان على قطاع غزة, ولم يظهر لها صوت الا بعد نهاية المعركة, فكان لقاء رئيس السلطة محمود عباس بالعمدة محمد رمضان ليستنسخ منه تجربة سيطرته على حي السيدة زينب, ويستفيد من تجربته في إدارة شؤون الناس والتفافهم حوله, ثم كانت الخطوة الأخرى لمحمود عباس بمناشدة المجتمع الدولي توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني, فهو يستدعي الدوليين المنحازين كليا لإسرائيل, كي يحتمي بهم من هجمات الإسرائيليين, دون ان يفكر رئيس السلطة او حتى يجول بخاطره, ان يتوحد مع شعبه الفلسطيني, وفصائل المقاومة التي قدمت تجارب عملية في طريقة محاورة الاحتلال من خلال فوهة البندقية وصهوة الصاروخ حتى تحقق أهدافها, وتفرض شروطها على الاحتلال, فالسلطة لا تزال مردوعه وتعيش في جلباب هزيمتها, ولا ترى أي مستقبل لها مع فصائل المقاومة, وان مبرر وجودها وبقائها مرتهن بمدى رضا أمريكا و»إسرائيل» عنها.

المقاومة فرضت معادلاتها الجديدة بالقوة على الاحتلال الصهيوني، حيث عبر الأمين العام القائد زياد النخالة عن تمسكه بنهج المقاومة ومجابهة الاحتلال، واكد على ذلك باتصالات هاتفية مع ذوي الشهداء الابرار، فقال «دماء شهداء معركة «ثأر الأحرار» ستكون وقودا لاستمرار شعلة المقاومة والنضال الفلسطيني» واكد الاستعداد لبذل المزيد من التضحيات على طريق القدس وفلسطين في رسالة تحدٍ للعدو المجرم الذي أراد الفرقة بين الشعب الفلسطيني, كما اكد على استمرار حركة الجهاد الإسلامي وسراياها المظفرة بأداء واجبها في حماية المقدسات والإنسان الفلسطيني ومواصلة درب الكفاح الذي ارتقى الشهداء الأطهار وهم يؤدون واجبهم ورسالتهم عبره مقدمين أرواحهم فداء للوطن, فيما اكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ومسؤول مكتبها الاعلامي في قطاع غزة داوود شهاب على معادلة جديدة فرضتها سرايا القدس والمقاومة على الاحتلال ان أي جريمة اغتيال يقترفها العدو الصهيوني، سيتم الرد عليها بالعمق «الإسرائيلي» مباشرة ودون تردد، مشدداً على أن سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية جاهزة ومتأهبة في أي وقت للدخول في مواجهة جديدة مع الاحتلال حال استدعى الأمر ذلك, وأشار إلى أن الفلسطينيين في الداخل والخارج سيواصلون قتال العدو الصهيوني بكل ثبات وقوة وإصرار، ولا تردد في ذلك, وهذا هو المعنى الأصيل لمعركة ثأر الاحرار, ان الردع الذي ارادوه اليك, انعكس عليهم, وباتت المقاومة هي الأقوى والاجدر بردع الاحتلال, وانتظروا كي تدركوا كيف سيحاسب الإسرائيليون رئيس حكومتهم الاحمق نتنياهو, وكيف طال الردع سموتريتش وابن غفير وباتوا يلهثون وراء التهدئة وتغير خطابهم تماما.