غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

أخصائية اجتماعية توضح عبر "شمس نيوز": 12 استراتيجية لتجاوز آثار العدوان النفسية والسلوكية

العدوان على غزة
شمس نيوز - هاشم السعودي

"صوتٌ صواريخ مرعب، صور شهداء محزنة، صوت تَأوُّه الجرحى، مشاهد قصف البيوت".. الصور والأصوات السابقة كلها أشياء لا يمكن أن تُمْسَحَ من ذاكرة الغزيين، وهي ما تترك آثاراً نفسيةٍ صعبة على جميع الفئات، سواءً الأطفال، أو النساء، أو الشيوخ، وحتى فئة الشباب، وهو ما يستدعي تدخلاً للتخفيف من آثارها عند كل جميع تلك الشرائح، وهو جهد يقع على عاتق الأخصائيين النفسيين في أماكن تواجدهم. 


وبعد أن طوى العُدوان صفحته ظلت صفحة الجراح مفتوحة لأن الحروب دوماً ما تلقي بظلالها على النفوس ولا سيما الأطفال الحلقة الأضعف والأكثر عرضة للإصابة باضطرابات نفسية، فلا تغيب أصوات الصواريخ وأزيز الطائرات والمشاهد الحية من مشاهد القتل والشهداء والمصابين والجرحى والمكلومين وآثار قصف البيوت، فهذه كلها تبقى في المخيلة، فتغير معظم سلوكيات من عاصرها بفعل تأثيرها النفسي.


وبعد كل تلك المشاهد كان لا بد للمختصين النفسيين والاجتماعين من تدخل كما تحدثت المختصة هند بركة لـ"شمس نيوز" عن طرق استجابة الناس عند وقوع العدوان على اعتبار أنه أحد الأحداث الصادمة، ولربما لم يترك شيئًا في نمط أو روتين الحياة اليومي إلا وتأثر بحسب وصفها.


وقالت بركة: "تتباين ردود أفعال واستجابات الناس بعد العدوان، وتظهر في ردود الفعل السلوكية وتشمل تغيرات في الشهية كعدم تناول الطعام والشراب أو تناوله بشكل أكبر من المعتاد ومشاكل في النوم كالمشي أثناء الحلم وتناول الكحول والقهوة والسجائر بشكل كبير والعصبية وافتعال المشاكل والتكسير والضرب".


وأضافت "ردود الفعل منها العقلية وتشمل ضعف في العمليات العقلية العليا الأربعة الانتباه، الادراك، التذكر، التفكير "، وأيضاً تكرار استرجاع أجزاء من الأحداث السابقة في الذهن وأيضاً أفكار اقتحامية حول الحدث الذي سبب له صدمة، والتشويش في الذاكرة والارتباك.


أما عن ردود الفعل الجسدية فهي تشمل التعب والإرهاق الجسدي والتعرق المفرط والصداع واضطرابات في النوم كالأحلام المزعجة والكوابيس المخيفة والدوخة والقيء والغثيان وزيادة أو انخفاض في معدل ضربات القلب ونقص أو زيادة في الأنسولين في الجسم.


وأوضحت بركة أن العاطفة أيضاً تتأثر بتلك المشاهد والأصوات فيصاب الشخص بالانفعال الناجم عن الخوف بمشاعر عديدة منها القلق والشعور بالانفصال عن الواقع  أو الانسحاب من المحيط الاجتماعي أو عدم الرغبة في التواصل مع المجتمع وأيضاً تُصيبه خيبة أمل واكتئاب وحساسية مفرطة من بعض المواقف.


تخلص من آثار الصدمة


وتوضح الإخصائية الاجتماعية هند بركة طرق واستراتيجيات من شأنها أن تساعد الناس على التخفيف من أثار الحدث الصادم (العدوان) بعد انتهائه، وتتمثل في بعض الاعتقادات والتمارين والأنشطة التي يجب على الشخص ممارستها مثل:
✓ التأكيد الدائم لعقلك بأنها تجربة مؤلمة ومخيفة ولكن ردة الفعل ستكون نتيجة عليها.
✓ أن تتقبل أنك لن تشعر بأنك طبيعي لفترة من الوقت لكنه سيمر هذا الحدث في النهاية.
✓ استخدم الاسترخاء ومارس الرياضة أو افعل أشياء تستمتع بها كالاستماع للموسيقى في الهواء الطلق. 
✓ عدم الإفراط في استخدام الكحول أو السجائر أو الحبوب المنومة أو التي تُذهب العقل لمساعدتك على التأقلم. 
✓ تجنب اتخاذ قرارات كبيرة أو تغييرات كبيرة في الحياة حتى تشعر بتحسن. 
✓ واجه ما حدث تدريجياً ولا تحاول منعه. 
✓ لا تكتم مشاعرك وتحدث إلى شخص يمكنه دعمك وفهمك.
✓ عبِّر عن شعورك وبما تشعر به سواء بالرسم أو مشاركتها مع صديق مقرب.
✓ حاول أن تحافظ على روتينك المعتاد واشغل نفسك بكل ما تحب فعله .
✓ عندما تشعر بالإرهاق، تأكد من تخصيص وقت للراحة .
✓ عندما تثير الصدمة ذكريات أو مشاعر حاول مواجهتها وفكر فيها ثم ضعهم جانباً .
✓ حاول ألا تغضب أو تُحبط إذا لم تكن قادراً على القيام بالأشياء بشكل جيد أو بكفاءة كالمعتاد.


وتقول بركة: "إذا تتبع الشخص هذه الاستراتيجيات فإنها تساعده على الاستشفاء والعودة لحياته الطبيعية، حيث أنها تُمد جسده بالطاقة والحيوية والنشاط وتجعله شخصاً مرح مُحب للحياة متفائلاً، قوي الشخصية، قادراً على مواجهة كافة العقبات والأحداث الصادمة والضاغطة".


حالات تحتاج لتدخل أهل الاختصاص


وترى الأخصائية بركة أن المواطنين بعد انتهاء الحدث الصادم (العدوان)، يحاولون العودة لحياتهم الطبيعية ويحاول البعض فهم الحدث، وماذا حدث؟ وكيف حدث؟ ولماذا حدث؟، ولكنها تشير أيضًا، إلى وجود صعوبة لدى بعض الأشخاص في العودة إلى حياتهم الطبيعية الروتينية، والذي يرافقها شعور بالإجهاد أو عدم قدرة في التعامل مع المشاعر السلبية، أو اضطرابات في النوم، أو ردود فعل قوية.


وتوضح "إذا لم يبدأ الشخص في العودة للحياة الطبيعية بعد ثلاثة أو أربع أسابيع من الحدث (العدوان)، وظهرت عليه أعراض من قبيل: اللجوء لشرب الكحول والسجائر بكثافة، مع الشعور بالضيق الشديد، وعدم القدرة على التعامل مع المشاعر السلبية، واستمرار أعراض الإجهاد البدني، يرافقه الشعور بالفراغ العاطفي عليه أن يزور مختصاً نفسياً لمساعدته".


بالإضافة إلى ذلك فإن استرجاع الحدث والذكريات المؤلمة، واضطرابات النوم والكوابيس المزعجة تكون بصورة مستمرة، يرافقها عدم الرغبة في مشاركة مشاعر الشخص مع أي أحد، مما يضيف صعوبة لدى الشخص في الانخراط بالمجتمع وعدم القدرة في تكوين علاقات اجتماعية، وبالتالي فإنه ذلك ينتج عنه اضطرابات في الأعمال اليومية كعدم ذهابه للعمل أو عدم القيام بالأعمال المنزلية أو الواجبات الدراسية.


  وينصح المختص الأشخاص الذين يعانون من الأعراض السابقة بالتوجه لأقرب أخصائي نفسي لطلب المساعدة، حتى يعودوا لحياتهم الطبيعية؛ ذلك لأن الأعراض تتطور إذا لم يتم علاجها بشكل صحيح.