غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

فرضنا شروطنا وكسرنا هيبة العدو

القائد النخالة: "ثأر الأحرار" أعادت ترتيب المعادلات وأي اغتيال فـ"تل أبيب" بمرمى صواريخنا ورصاص مقاتلينا

أبو-طارق-ثأر-الأحرار.jpg
شمس نيوز - متابعة خاصة

أكَّدَ الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، القائد زياد النخالة، اليوم الجُمعة، أنَّ مقاتلي المقاومة تمكنوا في معركة "ثأر الأحرار" من إعادة ترتيب المعادلات مرةً أخرى مع العدو الإسرائيلي، الذي ظنَّ واهماً أنَّ المقاومة يمكن أنْ تبتلعَ وتتجاوز دماء قادتها وأبناء شعبها، مجدداً تأكيده بأنَّ أي عمليةِ اغتيال سيكون الرد عليها قويًّا وواضحًا ومؤلمًا وفي قلب تل أبيب وغيرها من المدن المحتلة.

وقال النخالة -في خطابٍ له خلال مهرجان "ثأر الأحرار" الذي تنظمه حركة الجهاد الإسلامي في ساحة الكتيبة بغزة تأبيناً لشهداء المعركة-: "نجحنا في معركة ثأر الأحرار، ببركة دماء الشهداء، بالمحافظة على وحدة الشعب الفلسطيني، وصمدنا وقاتلنا (...) ونحن على استعداد دائم لأن نخوض المعركة تلو الأخرى، دفاعًا عن شعبنا، ومنعًا من أن تستباح دماؤنا".

وأضاف النخالة في هذا الصدد: "أي عملية اغتيال سيكون ردنا عليها قويًّا وواضحًا ومؤلمًا، ولن تكون تل أبيب وغيرها من مدن الكيان الصهيوني بعيدة عن مرمى صواريخنا ورصاص مقاتلينا".

وأشار النخالة إلى انَّ أوهام القوة والغطرسة لدى العدو ستتحطم، أمام إرادة الشعب الفلسطيني، وقدرته وإصراره على إدامة الاشتباك، وإصراره على القتال المستمر، حتى الانتصار الكبير، قائلاً: "لن نتردد في تقديم التضحيات من أجل هذا الهدف، وإن شهداءنا بتضحياتهم هم الذين يقودون طريقنا الأمثل، في تحقيق توازن الرعب مع عدو مدجج بكل أنواع السلاح".

وقال النخالة: "تتزاحم في هذه الأيام الذكريات المؤلمة؛ ذكرى النكبة الكبرى التي ألمت بالشعب الفلسطيني عام 48، وذكرى سقوط بيت المقدس عام 67، وغيرهما من المناسبات التي تركت جرحًا عميقًا في جسد أمتنا. ورغم كل الظروف الصعبة والمعقدة، واختلال موازين القوى العسكرية لصالح العدو، ما زال شعبنا الفلسطيني الشجاع يقاتل، وما زال يجترح المعجزات في الصمود والصبر".

وأضاف: "رغم المعاناة المستمرة، فقد صبرنا وصمدنا، وفي محطات كثيرة خضنا معارك كبرى وقاتلنا، دفاعًا عن هويتنا وتمسكنا بحقوقنا. وبقيت قضيتنا حية... أرادوا أن يغيبوها بالسياسة فعقدوا اتفاقيات وهمية، وأرادوا أن يقتلوها فشنوا الحروب، وحشدوا كل جنودهم وأسلحتهم... ولكننا نقف اليوم أكثر قوة من أي وقت مضى، وأكثر إرادة، وأكثر إصرارًا على التمسك بحقوقنا في فلسطين والقدس".

وبيَّنَ أنَّ معركة ثأر الأحرار هي بمثابة يوم جديد في عمر شعبنا الفلسطيني، ويوم للوحدة، ويوم لتكامل المقاومة بكل أسمائها، ويوم عظيم لحركة الجهاد الإسلامي، ويوم عظيم للشعب الذي وقف موحدًا، متحديًّا العدوان الصهيوني بكل شجاعة واقتدار؛ قائلاً: "الصف الأول يستشهد، والصف الثاني يقاتل، والصف العاشر يقاتل... نحن شعب الجهاد والمقاومة".

وأوضح أنَّ المعارك التي تخوضها المقاومة مرة تلو الأخرى، تدلل أنَّ بإمكان أمتنا أن تنتصر على المشروع الصهيوني الذي قهرها، وكان سببًا أساسيًّا في تبعيتها وضعفها، منذ غرس هذا الخنجر في القلب منها، قائلاً: "لقد استطاع شعبنا الشجاع أن يمرغ أنف العدو في التراب، ويكسر هيبته أكثر من مرة. وما جرى في معركة ثأر الأحرار أكبر دليل على ذلك".

وذكر القائد النخالة انَّ الجهاد الإسلامي وذراعها العسكري استطاعت أنْ تفرض شروطها على المحتل، قائلاً: "راجعوا نص الاتفاق الذي تم بناء عليه وقف العدوان على غزة، تدركوا تمامًا معنى ما أقول: يقول الاتفاق نصًّا: "تعلن مصر، وبناء على موافقة الطرفين؛ الفلسطيني والإسرائيلي، وقف إطلاق النار..."... ألم يسأل أحد في عالمنا: من هذا الطرف الفلسطيني؟!... إنه الجهاد الإسلامي، فصيل فلسطيني واحد، لا يملك في الحقيقة سوى مقاتليه الشجعان، وشعب عظيم يقف خلفه، ومقاومة شكلت حاضنة معنوية وعملية له.

ومضى النخالة يقول: "منذ متى كانت تقبل (إسرائيل) أن يكون الفلسطيني ندًّا لها، يجبرها على وقف العدوان، ويلجم جيشها عن الإجرام؟! .... فصيل فلسطيني واحد، يقاتل في الميدان، ويفاوض لوقف العدوان. وغير ذلك، يلتزم العدو بعدم استهداف المدنيين، وعدم استهداف الأفراد، والتوقف عن هدم المنازل. وحتى لو لم يلتزم العدو بذلك لاحقًا، لكن أين العنجهية؟! وأين الجيش الذي لا يقهر؟! وأين سطوة "إسرائيل"، ورفضها حتى القرارات الدولية؟!

وتابع النخالة متحدثاً عن مجريات المفاوضات في القاهرة، قائلاً: "العدو كان يكذب، ويقول إنه انسحب من المفاوضات أكثر من مرة، وهذا غير صحيح. نحن الذين رفعنا أكثر من مرة جلسات المفاوضات. وما قبل اليوم الأخير أجلنا المفاوضات إلى اليوم التالي. وفي اليوم الخامس للعدوان قدمنا نص الاتفاق النهائي، ووضعناه على الطاولة، بعد خمسة أيام من القتال، وقلنا لهم: إما أن يقبل العدو بهذا النص، أو ننسحب من المفاوضات".

وجدَّدَ القائد النخالة تأكيده على أهمية وحدة شعبنا وقوى المقاومة في مواجهة العدو الإسرائيلي، حاثاً الجميع للعمل على تعزيزها وتطويرها، مثنياً على حضور الغرفة المشتركة الدائم، واستعدادها بكل قواها للدخول في المعركة، وهو ما كان عاملاً مهمًّا في تقصير أيام العدوان، كما قال.

 كذلك، شدد على أنَّ المقاومة الفلسطينية تستطيع أن تقاتل العدو، وتنتصر عليه، إذا وجدت الدعم القوي والدائم، مشيراً إلى انَّ المعركة الأخيرة "ثأر الأحرار" أعطت الدليل والبرهان على ذلك.

وعاد النخالة ليؤكد على التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، فقال: "نحن نعرف أن أمامنا تحديات كبيرة، وندرك أن معركة واحدة أو أكثر لن تكون قادرة على تحقيق كل أهدافنا وطموحاتنا. ولكنني أستطيع أن أقول: إن معاركنا السابقة في سيف القدس، ووحدة الساحات، وغيرهما من المعارك، واليوم معركة ثأر الأحرار، قد وضعت جميعها أقدامنا على الطريق الصحيح الذي بدأناه، وانطلقنا باتجاهه، ولن نتوقف".

وحاول النخالة حث الأمة على التفاعل مع القضية الفلسطينية التي تمثل مركزية القضايا، فقال: "إن أمتنا اليوم أمام فرصة نادرة، وعليها أن لا تضيعها، إن كانت جادة في دعم صمود الشعب الفلسطيني على الأقل"، داعياً المؤتمرين في القمة المنعقدة حاليًّا في جدة لتحمل مسؤوليتهم تجاه القضية الفلسطينية، ومعاناة الشعب الفلسطيني.

وثمنَ القائد النخالة موقف الإخوة في حزب الله الواضح، والمتمثل في خطاب سماحة السيد حسن نصر الله، الذي أشار فيه إلى إمكانية تدخل المقاومة في لبنان، لصالح الشعب الفلسطيني، مع إشارته – النخالة – إلى انَّ الموقف وجد تقديراً كبيراً من المقاومة وعموم الشعب الفلسطيني.

ولم ينس النخالة أنْ يوجه شكره إلى كل الذين وقفوا مع الشعب الفلسطيني في معركته الأخيرة، سواءً المؤيدين او المساندين، وعلى رأسهم الجمهورية الإسلامية في إيران، وحزب الله، وسوريا، واليمن الذين خرجوا عن بكرة أبيهم، وأبدوا استعدادًا للقتال بجانب الشعب الفلسطيني، كما توجه بشكره إلى مصر التي أدّت دورًا مهمًّا في وقف العدوان، وكذلك دولة قطر.

كما، واهاب النخالة بالمقاتلين في كل مكان وعلى وجه الخصوص في غزة والضفة الابتعاد عن كل الأدوات والوسائل وخاصة أجهزة الهاتف الجوال؛ خشية من أنْ يستفيد منها العدو تحديد أماكن تواجدهم.

واثنى كذلك على  كل وسائل الإعلام التي غطت أحداث العدوان، وكانت مؤيدة ومساندة. وإلى كل الذين اتصلوا، وأعربوا عن تأييدهم لمقاومة شعبنا، وعلى رأسهم الإخوة في العراق.