غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الوقاحة والبجاحة صفة دائمة مقترنة بإسرائيل

خالد صادق
بقلم/  خالد صادق

في اعقاب عملية النقب البطولية التي قتل فيها ثلاثة إسرائيليين, وأصيب عدد آخر بجراح على يد جندي مصري شجاع وبطل استشهد وهو يدافع عن ارضه, هاجم سياسيون ومسؤولون سابقون في الأمن الإسرائيلي، مقربون من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بشدة الموقف المصري من العملية التي جرت على الحدود بين مصر والكيان الصهيوني، وفي أول تصريح لمسؤول صهيوني حول العملية، قال السفير الإسرائيلي الأسبق، عضو الكنيست الحالي عن حزب الليكود «داني دانون»، إن: «الموقف المصري من الهجوم مخجل ولم يكن متوقعًا من دولة تربطها علاقات سلام مع إسرائيل». وأضاف دانون، المقرب من نتنياهو، «البيان المصري الذي أعقب الهجوم كان مخجلًا ووقحًا. نتحدث هنا عن كرامة وطنية؛ فعندما تُصدر مصر بيانًا بأنها تعرب عن أسفها لوقوع ضحايا من الجانبين فهذه وقاحة من وجهة نظري». وتابع «لو كانت الصورة معكوسة ودخل جندي إسرائيلي إلى مصر وقتل جنودًا مصريين لكان الرد الإسرائيلي مختلفًا», ويبدو ان المجرم داني دانون دفعته حماقته وحقده ومراهقته السياسية لوصف الموقف المصري بالمخجل والوقح, وهو الذي قتل جيشه الوقح شيرين أبو عاقلة وراشيل كوري ومحمد الدرة, والاف الشهداء المدنيين الأبرياء من بينهم أطفال ونساء وشيوخ كبار, هذا هو المخجل يا داني دانون, والذي يجب ان تتوقف امامه دائما لتخجل من نفسك ومن أداء جيشك الدموي الإرهابي سفاك الدماء وقاتل الأطفال والنساء, اما من يدافع عن ارضه ويحميها من غدركم وتجرئكم على حرمتها فهو يقوم بواجبه الموكل اليه, ويتحلى بالشجاعة والمسؤولية والبطولة منقطعة النظير, ام انكم تظنون انكم يمكن ان تعبثوا بأمن البلاد واستقرارها كيفما تشاؤون دون ان يحاسبكم احد على جرائمكم, التطبيع يا دانون لن يوفر لكم الامن والأمان, ولن يحميكم من غضبة الشعوب, لأنكم مغتصبون ولكم أطماع معلنة في المنطقة العربية برمتها.

الهجوم الصهيوني الوقح على مصر الشقيقة لم يتوقف عند ذلك فقد هاجم النائبة في الكنيست عن حزب الليكود «تالي غوتليف» الموقف المصري أيضًا. ووجهت «غوتليف» حديثها لوزير الدفاع المصري قائلة: «عليك سيدي الوزير ألا تسخر من الوعي الإسرائيلي وتبعث برسائل تعزية للجانبين. ليس صحيحًا أن المخرب المصري كان يطارد مهربي مخدرات، ولكنه قتل جنودنا وواصل إطلاق النار على قوات الإنقاذ»، وأضافت «سيستخلص الجيش العبر، ولكنني كسياسية لست راضية عن تصريحاتك سيدي وزير الدفاع المصري», وكأنها تحمل تهديداً مبطناً لمصر عندما تقول «سيستخلص الجيش العبر» هل هذا يعني انكم ستشرعون لقرارات جديدة في التعامل مع الجيش المصري الذي يحمي حدوده ايتها الحمقاء, وهل تستطيع «إسرائيل» ان تفرض شيئاً على الجيش المصري لا يقبله, وهل تدركون باتهاماتكم الدائمة لمصر انكم تعبثون بمستقبلكم وتعجلون بنهايتكم, ام ان الصهيونية الدينية التي تقود حكومتكم وتوجه سياسة رئيس حزبكم بنيامين نتنياهو تدفعكم للاداء بتصريحات غير مسؤولة ووقحة ومتجاوزة لكل الحدود والخطوط الحمراء, فمصر اكبر بكثير من ان يملى عليها, او ان توجهوا سياستها, لكنكم كالقطيع المنفلت ليس لكم راعٍ ليجمعكم, ما يسمى بمسؤول شعبة الاستخبارات السابق في جيش الاحتلال الصهيوني المدعو «عاموس يدلين» قال إن: «الشعب المصري لم يتعود على السلام مع إسرائيل، وإن الهجوم- على الرغم من قساوته- إلا انه كان ضمن السيناريوهات المتوقعة». ورأى «يدلين»، أن البيان المصري في أعقاب العملية «غريب ومستهجن ولا يمكن تقبله بأي شكل كان», الشعب المصري لم يتعود على السلام معكم لأنكم لا تؤمنون بالسلام, ولا يمكنكم التعايش في المنطقة الا بمؤامراتكم واطماعكم, كيف يمكن للشعب المصري ان يؤمن بالسلام معكم وانتم تهتفون بالموت للعرب وحدود دولتكم من الفرات الى النيل.

إسرائيل التي تمارس جرائمها بشكل ممنهج ضد الفلسطينيين, وتقتل المدنيين الأبرياء, وتقصف البيوت وأهلها نائمين, ولا تتوقف مخططاتها العدوانية في المنطقة, تستهجن عملية النقب وتداعياتها, وهى لا ترى نفسها عندما ترتكب جرائم بشعة في بحر البقر وحمام الشط وقانا وتقصف دمشق والعراق ولبنان والسودان, وسيناء هذه المجازر وغيرها كلها راسخة في العقول العربية التي تؤمن ايمانا فطريا ان «إسرائيل» كيان معادٍ وجوده في المنطقة يهدد استقرارها وامنها وسلامها وينهب خيراتها وثرواتها, فعملية النقب ليست الاولي فقد تكررت على الحدود المصرية مع الاحتلال اربع مرات, وفي الأردن أيضا تكررت العملية ضد الاحتلال, وفي لبنان ودمشق فدول الطوق لا يمكن ان تستأنس للكيان الصهيوني او تأمن له, لأنها تعلم نواياه جيدا, وحالة الغضب التي تعيشها إسرائيل ورئيس وزرائها المجرم بنيامين نتنياهو الذي وصف العملية بأنها مأساوية, وخطيرة وغير طبيعية, وطالب بتحقيق مشترك مع مصر للوقوف على أسبابها, وكأنه لا يعرف الأسباب وهو يقتل وينتهك حرمة المقدسات الإسلامية, ويشن العدوان تلو العدوان على قطاع غزة, نتنياهو المأزوم والذي يتعرض الان للمساءلة لأنه يدخل من اخفاق الى اخفاق اخر, لا يجد ما يقوله للإسرائيليين, وهو يعيش اضعف مراحله, والصهيونية الدينية تسحب البساط من تحت قدميه دون ان يدري, نتنياهو يتمنى تجاوز هذه المرحلة, ويعتقد انه سيتجاوزها بسفك الدماء وازهاق الأرواح والتهويد والاستيطان, ولا يعلم ان كل ذلك يعرضه هو وجيشه المقهور للضربات الموجعة ليس على يد الفلسطينيين فحسب انما أيضا على يد كل العرب الذين يؤمنون بمركزية القضية الفلسطينية.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".