إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
بتاريخ 7 يونيو عام 1985م، كانت بلدة يعبد بمحافظة جنين على موعد مع فارسها سميح جمال عمارنة، لعائلة مجاهدة من عوائل فلسطين التي ربته على حب الجهاد والمقاومة، وقد تلقى تعليمه في مدارس البلدة حتى المرحلة الثانوية، ثم عمل كموظف في وزارة الزراعة.
انتمى فارسنا إلى حركة الجهاد الإسلامي، وعشق فكرها ونهجها حيث كان من أبرز الفاعلين في بلدة يعبد، وشارك مع إخوانه وأبناء بلدته في المواجهات مع قوات الاحتلال التي كانت تقوم بعمليات اقتحام متكررة، فلم يتأخر عن واجبه الجهادي في تقدم الصفوف والتصدي والدفاع.
تعرض فارسنا على خلفية نشاطه المقاوم للاعتقال لدى الاحتلال عدة مرات أمضى خلالها سنوات وراء القضبان إلى أن تم الإفراج عنه، لكنَّه واصل طريق الجهاد والمقاومة ولم تزده سنوات السجون إلا صلابة وثباتًا على مواقفه.
شهيدًا على طريق القدس:
في الأول من يونيو للعام 2022م، قامت قوات كبيرة من جيش الاحتلال المدعومة بالآليات العسكرية باقتحام بلدة يعبد لهدم منزل الاستشهادي ضياء حمارشة منفذ عملية تل أبيب البطولية التي قتل خلال 5 مستوطنين، وكعادته خرج فارسنا سميح برفقة إخوانه للتصدي للاقتحام فاندلعت المواجهات العنيفة، وتمكن قناص صهيوني حاقد من إطلاق رصاصة مباشرة أدت لإصابته بصورة حرجة، نقل على إثرها للمستشفى الاستشاري بمدينة رام الله ومكث فيها عدة أيام إلى أن فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها بتاريخ 11 يونيو مقبلاً غير مدبر.
وزفت حركة الجهاد الإسلامي في بيان لها شهيدها الأسير المحرر سميح عمارنة، وأكدت أن طريق الجهاد والمقاومة مستمرة ولن تنتهي بارتقاء الشهداء بل ستزيده اشتعالاً.