غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

فالله خيرٌ حافظاً

مصطفى الصواف
بقلم/ مصطفى الصواف

يبدو أن الساسة البريطانيون على سوئهم أكثر ذكاءً من ساسة أوروبا الآخرين، لذلك تمكنوا في لحظة من اللحظات السيطرة على العالم، حتى وُصفت بريطانيا بالمملكة التي لا تغيب عنها الشمس في ذلك الوقت، والشاهدُ فيما أقولُ ما يجري من تصرفات حكومات أوروبية في التعامل مع القرآن الكريم، وآخرُها سماح دولة السويد للملحدين بالتظاهر أمام سفارتي العراق وتركياـ وحرق نسخ من القرآن الكريم، وكأنَ الحرق قد يحرقُ الإسلام والمسلمين، رغم أن الفعل مدانٌ ومستنكر، ولا يعبر عن حرية لا في الفكر ولا في الرأي، بل يعبرُ عن حقد وخوف دفين سواء لدى حكومة السويد أو لدى الملحدين في العالم .

بريطانيا يوم كانت تسيطرُ على العالم، وكانت تسعى للسيطرة على بلاد المسلمين وشعوبها، وجدت مقاومة في كافة الاتجاهات، فكان هناك لقاء في مجلس اللوردات البريطاني، وتحدث أحدُ السياسيين: أن بريطانيا إذا أرادت السيطرة علي الشعوب الإسلامية، عليها العمل على هزيمة الإسلام والمسلمين، فقام عضو في مجلس اللوردات يحمل مصحفا مزقه، فصرخ ذلك المتحدث في وجه ذلك الأرعن الذي مزق المصحف، وقال له: يا غبي، ليس هكذا يمكن أن نحاربُ الإسلام، ولكننا نريد أن نخرج هذا القرآن من صدورهم، ليس بتمزيقه وإحراقه، ولكن بزرع ما نريد بدلاً منه.

هذا ما فعلته بريطانيا، وفشلت فيه، ولكنها لجأت هي والغرب وأمريكا إلى سياسة السيطرة على قادة الأنظمة العربية في محاولة للسيطرة على شعوبها المسلمة ونجحت في كثير منها، وعملت على صناعة الرؤساء التي نجحوا فيها إلى حد كبير.

لذلك ما تقوم به السويد من السماح بحرق نسخ من القرآن هو دليل ضعف وحقد لن يكون له الأثر السيء على الإسلام والمسلمين، فالقرآن محفوظ في الصدور، والله من سبع سماوات حفظه وتكفل في حفظه، وهذا الذي تقوم به السويد ومن قبل هولندا وفرنسا، يؤكد خوف وقلق هذه البلدان من الإسلام الذي بات ينتشر في هذه البلدان ليقنع أهلها بأنه دين الحق.

ومع ذلك؛ يجب علينا كمسلمين أن نضع حداً لمثل هذه التصرفات والأعمال دفاعا عن ديننا وقرآننا من خلال العديد من الطرق، بأن نعمل على توجيه إنذار لهذه الدول، والتأكيد على أن مثل هذه التصرفات لن تؤدي إلا إلى مزيد من الكراهية، وكذلك استدعاء سفراء هذه الدول من قبل الدول المسلمة التي تحترم نفسها وتحترم شعوبها، وتقديم إنذار لهم إذا استمر هذا التصرف سنقطع العلاقات معهم إضافة إلى سحب سفراء الدول الاسلامية من هذه البلدان، وعلى المستوى الشعبي؛ علينا مقاطعة هذه الدول اقتصاديا وعدم استيراد منتجاتها حتى لو كانت أساسية والامتناع عن استهلاكها. على الجميع أن يتحرك بشكل عملي إعلامي وسياسي واقتصادي ضد هذه الدول المارقة، فهؤلاء لا يخشون إلا على مصالحهم، وتضرر هذه المصالح سيضع حدا لهذا الجنون الذي هم عليه.

القرآن؛ تعهد الله بحفظه، وإحراقه نسخ ورقية منه لا يشكل إلا استفزازاً لمشاعر المسلمين ولن يؤثر فيهم عمل أرعن مثل هذا، فالقرآن باق وسيسود بإذن الله تعالى.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".