غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

جنين تؤسس لواقع مقاوم جديد وكتائبها تربك الاحتلال

خالد صادق
بقلم:  خالد صادق

تفويض حكومة بنيامين نتنياهو المجرمة لوزير ماليتها بتسلئيل سموتريتش بإصدار المصادقة الأولية للتخطيط والبناء في المستوطنات في أراضي الضفة الغربية دون مصادقة المستوى السياسي «الإسرائيلي», تبعه مطالب للمجرم المتطرف سموتريتش أولها شن عملية عسكرية كبيرة شمال الضفة الغربية المحتلة، وقال «سموتريتش» إن الوقت قد حان «لاستبدال الأنشطة العينية بعملية واسعة في شمال الضفة واستعادة الردع والأمن في المنطقة». وأضاف أنه «لقد حان الوقت لجلب القوات الجوية وقوات المدرعات لحماية أرواح محاربينا», سموتريتش تحدث برؤيته ومواقفه الدموية المعروفه عنه, وبمنطقه غير المسؤول, فهو لا يخفي نواياه تجاه الضفة المحتلة التي يعتبرها جزءاً من ارض «إسرائيل» وانها أي الضفة «يهودا والسامرة» ويجب طرد سكانها الفلسطينيين منها بالقوة, وكذلك طرد السلطة الفلسطينية التي تتعاون امنيا مع الاحتلال, وان هذه الخطوة مهمة لتمرير مخطط البناء والتوسع الاستيطاني, وتشريع بؤر استيطانية جديدة, وهذا يوحي ان الجيش الصهيوني يمضي في مخطط الهجوم العسكري على مدن الضفة واستهداف المقاومين الفلسطينيين, فجنين هي البداية والاحداث في الضفة ستتصاعد خلال الأيام القليلة القادمة, في ظل تفويض حكومة نتنياهو المجرمة لسموتريتش بالشروع في تنفيذ مخططه الاستيطاني في الضفة وفق رؤيته ومشروعه المعلن بتهويد الضفة بالكامل, ويبدو ان هذا التفويض الصهيوني لسموتريتش مرتبط بمناكفة حكومة الصهيونية الدينية بزعامة بنيامين نتنياهو للإدارة الامريكية ورئيسها جو بايدن, وذلك ردا على إصرار أمريكا على المضي بالتفاوض مع ايران حول ملفها النووي, وامتناعها عن الانجرار لعدوان عسكري مباشر معها  كاستجابة لرغبة «إسرائيل», وردا على رسائل الولايات المتحدة لإسرائيل مفادها أن «منتدى النقب» الذي كان من المقرر عقده في بداية شهر يوليو المقبل في المغرب سيتم تأجيله بسبب المصادقة على خطط بناء 4500 وحدة استيطانية في الضفة والقدس.

 

«إسرائيل» بدأت بشن عمليتها العسكرية الخطيرة جدا في جنين,  وكانت تظن انها مجرد نزهة, ففوجئت بقدرات المقاومة العسكرية المتصاعدة, وجرأة غير عادية في الميدان, وزرع عبوات ناسفة شديدة الانفجار, ما أدى الى إصابة سبعة جنود صهاينة بجراح تم نقلهم بطائرات مروحية الى المستشفيات داخل الأراضي المحتلة عام 48م, امام ذلك الفعل المقاوم استخدمت «إسرائيل» لأول مرة في عدوانها على جنين طائرات الاباتشي واستهدفت منازل الفلسطينيين, كما حلقت طائرات «الاف16» في أجواء محافظة جنين, وهذا دليل على حجم المأزق الذي وضعت فيه «إسرائيل», والمفاجآت التي اظهرتها المقاومة في الميدان, الجيش الذي كان مكلفاً بمهمة الوصول الى المقاومين في جنين وتصفيتهم واعتقالهم, تحولت مهمته فجأة الى محاولة اخلاء خمس آليات عسكرية إسرائيلية معطوبة, وان هذا يحتاج الى ساعات, والاستعانة بقوات إضافية, واستخدام الطائرات الحربية, فجنين بمقاومتها الباسلة وبكتائبها المجاهدة فرضت معادلة جديدة في الميدان, دفعت المؤسسة العسكرية الصهيونية بالمطالبة بالتحقيق في قدرات المقاومة العسكرية المتصاعدة, وقدرتها على تسخير الميدان لصالحها, ونصب العبوات الناسفة في أماكن حساسة حيث تمر آليات الاحتلال العسكرية الصهيونية, الجيش الصهيوني قال إنه يحقق بشأن العبوة الناسفة التي زرعت امام قواته المتوغلة في جنين ونوعيتها, وهى العبوة التي أدت لإصابة سبعة جنود صهاينة بجراح, وربما تؤدي هذه البسالة منقطعة النظير التي ابدتها المقاومة في جنين, الى احباط مخطط أوسع ينوي الاحتلال تنفيذه في محافظة نابلس وطولكرم ومخيم عقبة جبر وغيرها من مدن الضفة, ومشروع سموتريتش بتهويد الضفة قد يتآكل امام الفعل المقاوم, خاصة اذا ما امتدت الاحداث وتصاعد الفعل المقاوم, فمخطط التوسع الاستيطاني مرهون بالقضاء على المقاومة بالضفة والقضاء عليها تماما وهذا مستحيل. 

 

العملية العسكرية في جنين والتي اطلقت عليها كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اسم «بأس الاحرار» هى امتداد للعملية التي خاضتها سرايا القدس في قطاع غزة الشهر الماضي واطلقت عليها اسم «ثأر الاحرار», وهى دليل على وحدة الساحات، وقدرة حركة الجهاد الإسلامي على تحويل شعار «وحدة الساحات» الى فعل حقيقي على الأرض, مصدر مسؤول في حركة الجهاد الإسلامي قال « نحذر الاحتلال من أن اللجوء إلى الغارات الجوية بالطيران سيدفع مجاهدينا لاستخدام وسائل ستفاجئ العدو, مؤكدا «مجاهدونا في حالة تأهب كبير ومستعدون لخوض المواجهة واتساعها حال اقتضت الضرورة ذلك», والمقاومة تسعى لتوسيع رقعة المواجهة, بحيث تنتقل من جنين الى ساحات أخرى, على اعتبار ان ذلك يمثل إحباطاً لمخطط كبير تسعى اليه حكومة الصهيونية الدينية في الضفة, واحباط المخطط يتطلب تحركا سياسيا على مستوى الحدث, ووقف التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال الصهيوني, ووقف مؤتمرات التطبيع التي تشارك فيها «إسرائيل» بدعوة من دول عربية كالمغرب حيث ما يسمى بمنتدى النقب» والامارات التي تسابق الزمن في التطبيع مع الاحتلال, والبحرين التي تستميت في تطوير علاقاتها مع إسرائيل, والانجرار الى مستنقعات التطبيع القذرة والتي تتخطى حدود العقل, وكلهم يتحدثون عن تطبيع ساخن بينهم وبين «إسرائيل», امام هذه القتامة الرسمية العربية المحبطة, يبدو مشهد المقاومة في فلسطين اكثر جلاء ووضوحا من ذي قبل, فقوة الردع الصهيونية تتأكل, والفعل المقاوم في الضفة يتطور تقنيا وميدانيا, وجنين تؤسس لواقع مقاوم جديد, وكتائبها المظفرة التي توثق عملياتها العسكرية لتفضح تكتم الاحتلال على خسائره البشرية باتت تربك «إسرائيل» بشدة.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".