يرى الخبير العسكري السوري اللواء المتقاعد محمد عباس أن معركة بأس الأحرار التي قادها مقاتلي كتيبة جنين التابعة لـ"سرايا القدس"، فاجأت العدو وشكلت عاملًا استراتيجيًا مهمًا سيترك تأثيره في ميدان القتال مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح اللواء عباس في تصريح لـ "شمس نيوز"، أن معركة جنين "بأس الأحرار" تعتبر متغيرًا استراتيجيًا في الصراع مع العدو بالضفة المحتلة، ودليلاً على أن جنين لا تقل قوة ومقاومة عن غزة، ولبنان والجولان.
وقال: "إن معركة جنين تضاف إلى سلسلة المعاركة البطولية والمستمرة مع العدو الإسرائيلي، وهي تواصل معركة ثار الأحرار في غزة وجميع جبهات محور المقاومة".
ورثوا عنصر المفاجأة
وأشار إلى أن مقاتلي كتيبة جنين ورثوا عنصر المفاجأة والفاعلية في القتال ضد جيش الاحتلال من أجدادهم أبطال (كتيبة الجمرق) ومعركة الكرامة في لبنان، مشيرًا إلى أن أبناء جنين يتربون على ثقافة وفكرة المقاومة.
وأكد أن كتيبة جنين تمكنت من تنفيذ مهمتها القتالية باستدراج العدو في كمين محكم محققة عنصر المفاجأة والذي أرغم العدو على استخدام طائرة الاباتشي القتالية لتأمين وتغطية انسحاب آلياته العسكرية، لافتًا إلى أن استخدام المقاومين الفلسطينيين للعبوات الناسفة هو متغير كبير في ميدان القتال بالضفة المحتلة.
وأشار إلى أن استخدام المقاتلين الفلسطينيين لكميات كبيرة وكثيفة من النيران والعبوات الناسفة سيدفع العدو إلى اتخاذ خيارات أخرى في عمليات المواجهة مستقبلًا، لا سيما أن العمليات الفردية بملاحقة المطاردين لم تعد آمنة مطلقًا بل باتت اليوم تواجه صعوبات كبيرة وسيئة جدًا بالنسبة للجنود.
قد يفتح الباب لمواجهة أوسع
ويعتقد اللواء السوري أن ما حدث في جنين من تطور كبير للمقاومة يفتح الباب لمواجهة أوسع بين المقاومة وجيش الاحتلال في المستقبل، متوقعًا بأن يستخدم جيش الاحتلال آلية جديدة ضد مدينة جنين ومدن الضفة المحتلة بشكل عام.
ولفت إلى أن العدو يستطيع أن يفعل كل شيء بسبب إمكانياته العسكرية والتكنولوجية الكبيرة؛ إلا أن العدو بات يعيد حساباته بشكل كبير لا سيما بعد ما جرى في جنين، ومن المتوقع أنْ يستخدم منظومات جديدة لتحقيق أهدافه باعتقال المقاتلين والمطاردين الفلسطينيين.
وقال: "الفرق بيننا وبين العدو الإسرائيلي هو اعتقاده بأن عامل الزمن القصير سيحقق أهدافه كما حققه في حرب الأيام الستة، بينما الحقيقة اليوم ليست كما يظن العدو، فعامل الزمن القصير والزمن الطويل سيصب في صالح المقاومة، لأن إرادة الشعب الفلسطيني وثباته وصموده في مواجهة العدو لن يتوقف مهما كان الثمن.
وبين أن "الفاتورة التي يدفعها الفلسطينيون من أجل الوطن والأقصى كبيرة جدًا؛ وهم مستعدون لمزيد من التضحية سواء في الوقت الحاضر -عامل الزمن القصير- أو في المستقبل -عامل الزمن الطويل-؛ لكن جبهة العدو الداخلية لا تستطيع الصمود معنويا مقابل الصمود الفلسطيني الأسطوري".