غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

(ضربتين عالراس بتوجع).. بعد "بأس الأحرار" وعملية "عيلي" ما هي السيناريوهات المتوقعة؟

أول الغيث.jpg
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

الضربات الأخيرة التي تلقتها حكومة الاحتلال خلال اليومين الماضيين، فتحت الشهية أمام قادتها المتطرفين، الذين بدأوا بالتحشيد والدعوة لتنفيذ عمليات القتل والإعدام الميداني للمواطنين، تحت أي ذريعة.

التصريحات بدت جلية على لسان ما يسمى بـ"وزير الأمن القومي" ايتمار بن غفير، الذي هدد خلال تواجده في مكان عملية مستوطنة "عيلي" أمس الاثنين، داعيًا لشن حملة عسكرية كبيرة على الضفة، بالإضافة لحمل المستوطنين للسلاح والمزيد من إجراءات هدم المنازل.

المحلل السياسي عدنان الصباح، لم يبد استغرابه من هذه الدعوة التي تنم عن مدى الأزمة التي تعيشها حكومة الاحتلال، مبينًا أن بن غفير وسموتريش وصلا إلى سدة الحكم خلال تصريحاتهم ووعودهم للمستوطنين.

وذكر الصباح لـ"شمس نيوز" أن بن غفير وسموتريتش، رغم مرور نحو 6 أشهر على توليهما مناصبهما الحكومية إلا أنهما فشلا فشلًا ذريعًا طوال تلك الأشهر، ولم يستطيعوا الحصول على ما وعدوا به المستوطنين.

وقال: "من ضمن الوعود أنهما سيجلبان الأمن الفردي والجمعي، وسيعملان على وأد العمليات الفدائية، إلا أن ما جرى عكس تلك الوعود؛ فالمقاومة اشتد عودها، والعمليات الفدائية والثورة الشعبية استمرت وتنامت".

وأضاف "كل عملية جديدة للمقاومة تقفز بها خطوة إلى الأمام، وتقدم صدمة للعدو، ليس فقط بالمعنى المادي، ولكن حتى على مستوى الوعي الذي باتوا يتحدثون عنه".

جنين البداية

الصباح عاد إلى ما جرى في جنين صباح الأحد الماضي، قائلًا: "ما أنجز في مخيم جنين بالشكل والكم من الإصابات المادية والجسدية في صفوف الجيش -الذي لا يقهر-، شكل انتكاسة في وعي جمهور الاحتلال".

وأردف "الانتكاسة لدى الاحتلال قابلها نمو واعتزاز بالكرامة والقدرة لدى المقاومة وأنصارها، بأن التحرير والانتصار ممكن"، مبينًا أن ذلك جاء متراكمًا بفعل المقاومة يومًا، فيوم وإنجازًا فإنجاز.

وبشأن سيناريوهات المرحلة المقبلة، قال الصباح: "علينا قراءة السيناريوهات بالطرفين، وليس في طرف واحد"، موضحًا أن السيناريوهات عند الاحتلال، انحصرت وباتت محدودة.

وأضاف "منذ عملية (بأس الأحرار) في جنين يجري الحديث لدى السياسيين والإعلاميين والمحللين الصهاينة عن محاولة تكرار نموذج غزة، ونموذج حزب الله في شمال الضفة الغربية وجنين بالتحديد".

وأوضح أن الحديث في الإعلام العبري يعني منع دخول الجيش والمستوطنين في أي عملية داخل جنين، وإنما استخدام وسائل وأشكال مختلفة؛ كون وحدات الدفدوفان واليمام والمستعربين باتت والآليات حيدت وخرجت عن الخدمة".

وتابع الصباح "ما جرى من الإصابات على الأرض، والإصابة الموجعة للمروحية العسكرية التي اضطرت للهبوط في غير موقعها، ونقلها بآلية إلى موقعها، يعني أن استخدام الآليات العادية أو المروحيات بات غير ممكن على الأرض".

وبحسب اعتقاده فإن الاحتلال من خلال ما جرى يلوح باستخدام الطائرات الانتحارية وطائرات الاغتيال، وقد يصل الأمر بهم إلى إدخال الطائرات الحربية "f16"، التي حلقت خلال اليومين الماضيين أكثر من مرة في سماء جنين.

وأضاف الصباح توقعه "في حال لم ينجح سموتريتش وبن غفير بجر نتنياهو لهذا الخيار، فإنهما سيعملان على استخدام نفوذهما الحكومي في أدواتهم الأخرى، المتمثلة في عصابات المستوطنين في الضفة الغربية والقدس".

عملية "عيلي" صدمة أخرى

وعن عملية مستوطنة "عيلي" التي نفذها مجاهدان فلسطينيان، وأسفرت عن مقتل 4 مستوطنين وإصابة آخرين، قال: "عملية عيلي البطولية شكلت صدمة جديدة، وضربة قاصمة للاحتلال".

وبيَّن أن صدمة العملية قائمة على عدة عوامل أهما سرعة التنفيذ، والموقع، والنتائج، وعدم قدرة الاحتلال على معرفة صورة الوضع، مكملًا "هذا يذكر بعملية الحمراء، عندما مر أكثر من ساعة ولم يعرفوا ماذا يجرى".

ومضى الصباح يقول "تكررت العمليات التي نفذت، ولم يعلم الاحتلال بوقوعها إلا بعد فترة، وربما تمكن المنفذون من الانسحاب، دون معرفة التفاصيل، هنا نتيقن أن أجهزة الاحتلال وجيشه المنتشر في الضفة منهكان، وأصبح هذا الجيش يشكل عبئًا على ميزانية الحكومة".

ما على المقاومة فعله

الصباح أشار إلى أن التوقعات والسيناريوهات للمرحلة المقبلة، تحتم على المقاومة أن يكون لها سيناريوهات هي الأخرى، من خلالها تحافظ على ما أنجزته في السنوات الماضية، وتواصل التقدم خطوة بخطوة.

وقال: "الفعل المقاوم المتنامي في الضفة ينم عن أننا أمام مقاومة مختلفة، ناضجة ومخططة ومبدعة، وهذا يذهب بنا إلينا، أي عندما نتقدم خطوة لنسجل إنجازًا ما، لا نستطيع أن نعود إلى الوراء".

وزاد الصباح بالقول: "ما أُنجز في مخيم جنين، وما جرى في عملية عيلي يؤكد أن ما هو قادم أسوأ، وهنا يضعنا أمام السؤال عما هو علينا نحن؛ لأننا أمام عدو موجوع مهان، هناك ضغط عليه لا يوصف، وهناك أزمات أخرى داخلية سياسية وأمنية داخل الحكومة".

وأوضح أن الأزمات الداخلية لدى حكومة الاحتلال لم تتوقف عند المشاكل الأمنية والسياسية، وإنما تمر بتلويح عدد من أعضاء الائتلاف الحكومي بالانسحاب في حال لم ينفذ نتنياهو مطالبهم.

وأكمل صباح "نتنياهو متمسك بالحكم على أي حساب حتى لو استجاب إلى كل الأصوات الغوغائية، على حساب تحذيرات الجيش والمؤسسة الأمنية"، مرجحًا أن يذهب إلى أي مواجهة يريدها المتطرفان -بن غفير وسموتريتش- مقابل الحفاظ على كرسيه.

وعن المطلوب من المقاومة في هذه الحالة قال: "المقاومة مطلوب منها عدم استخدام أدواتها القديمة، والعمل على (نثر البذور)، وعدم تجميعها في جرة واحدة، بحيث لا يكون عنوان يستطيع الاحتلال الوصول إليه".

ومضى الصباح يقول "المقاومة عليها إعداد العدة واستخلاص العبر، وإدراك أن مسؤولياتها باتت بحجم نجاحاتها، وبالتالي القادم يجب أن يكون بمستوى النجاح، بخطوة للأمام تتبعها خطوة أخرى؛ لأن الوقوف في الموقع قاتل".

ووفق ما يرى فإن المقاومة إذا لم تقدم حلولًا سريعة وتستخلص العبر، فإنها تفتح المجال أمام العدو المهان، والمضغوط عليه أكبر بكثير من أي وقت مضى؛ لينفذ مخططاته بأقل خسائر ممكن أن تصيبه.