يتألق مازن (25 عاماً) وهو صاحب صالون حلاقة، من مدينة النصيرات وسط قطاع غزة، في حلاقة شعر زبائنه وَقَصِّه بإتقان محكم، ودقة كبيرة؛ للوصول إلى مظهر أنيق وتسريحة مميزة مُوَاكِبة لأحدث القصات العصرية التي يطلبها زبائنه الذين يتوافدون بشكل كبير قبيل عيد الأضحى المبارك.

وتشهد مهنة الحلاقة، انتعاشاً كبيراً خصوصاً في موسم الأعياد، في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، والكساد الاقتصادي، وعدم قدرة الكثير من المواطنين على شراء الأضحية ونحرها صبيحة يوم العيد.

ويحاول مازن بجهد وتفانٍ جَعْلَ زيارة زبائنه إلى صالونه تجربة جميلة لا تُنسى، محوِّلاً إياها من لحظة روتينية لقص الشعر إلى لحظات استثنائية وراحة، مليئة بالأناقة، والتفاصيل المميزة، بفعل مهارته العالية في الحلاقة.

وبالإضافة إلى تميزه في فن الحلاقة، يتميز بأسلوبه المميز، وتعامله الراقي، وروحه المرحة، واستقباله الحسن لزبائنه، ما أدى إلى اعتباره وجهةً مفضلةً لكثير من الشباب الذين يرغبون في الظهور بأبهى صورة وإطلالة جذابة يوم العيد.

يقول مازن، وهو يمسك ماكينة الحلاقة بدقة وتركيز عالٍ ويمررها بحركة انسيابية على شعر إحدى زبائنه: "الأعياد موسم للخير والبركة، إذ نشهد فيها إقبالاً كبيراً من الزبائن"، مشيراً إلى أنه ينتظر هذا الموسم بفارغ الصبر، كونه يشكل مصدراً جيداً للرزق".

ويضيف: "على الرغم من حالة التعب والإرهاق والإنهاك الشديد التي يعاني الحلاقون منها خلال هذا الموسم؛ نظراً لاضطرارهم الوقوف طيلة ساعات متواصلة، والتركيز بدقة كبيرة، إلا أننا نشعر بالفرح والسعادة خلال هذا الموسم الوفير رزقه".  

أما عن الأُجْرَة التي يتقاضها الحلَّاق من زبائنه، فتتفاوت حسب المرحلة العمرية، فالطفل الصغير تكون ثمن حلاقته (3 شواقل فقط)، أما الشباب فتكلفهم الحلاقة من 10 إلى 15 شيكل؛ وذلك وفقاً لطبيعة صيحة الشعر التي يختارونها.

باكراً، استيقظ خالد (21 عاماً) من نومه، وقبل أن يغسل وجهه بالماء، التقط هاتفه الموجود بجانبه، واتصل على صديقه الحلاق؛ ليحجز دوراً له، قبل أن يتكدس المواطنون بأعداد كبيرة على الصالون.  

يفضل خالد حلاقة شعره وفقاً للقصات الجديدة، يقول: "في موسم العيد يجب أن أعتني بنفسي وبمظهري بشكل كبير؛ لأنني سأزور أقاربنا وأرحامنا، وبالتالي يجب أن أظهر بشكل جميل".

وتعد الحلاقة وسيلة للتعبير عن الأناقة، والاهتمام بالمظهر الشخصي، والذوق، إذ إنها ليست مجرد مهنة فحسب، وفي كل عام، تأتي الأعياد؛ لتجلب البهجة والسرور، والبركة على كافة شرائح المجتمع.