شمس نيوز/ عبدالله عبيد
تشهد مدينة القدس المحتلة مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين الغاضبين وقوات الاحتلال "الإسرائيلي" في جميع أحياء المدينة في ظل تسارع الأحداث، واستشهاد فلسطينيين على مدار اليومين الماضيين، إلى جانب تنفيذ عملية دهس وطعن طالت جنودا ومستوطنين إسرائيليين.
واشتعلت المواجهات مع قوات الاحتلال في أحياء القدس وهي (شعفاط، العيسوية، باب حطة، سلوان، شارع الواد، وحي الطور)، بالإضافة إلى جميع المناطق المحيطة نتيجة الأحداث المتسارعة.
وبحسب مصادر إعلامية في المدينة فإن قوات الاحتلال أغلقت أمس قرية عناتة شمال شرق القدس بالكامل، إضافة للحواجز العسكرية في جميع أنحاء المدينة، وأفادت مصادر إعلامية أن حشودات عسكرية "إسرائيلية" تواجدت في مناطق الموجهات.
ونقلت مصادر من القدس عن إصابة شاب فلسطيني بجروح خطيرة في "الرأس" خلال المواجهات مع الاحتلال في مخيم شعفاط.
المقدسي مهدد في بيته
ويعتقد مراقبون أن التصعيد الإسرائيلي في المدينة المقدسة سيزيد من حدة المواجهات واستنفار الشباب المقدسيين، وأن ما يحصل من مواجهات ليس إلا أعمالا فردية غير منظمة.
الخبير بالشأن المقدسي، حسن خاطر أوضح أنه لم يعد هناك قيمة للمواطن الفلسطيني في نظر المستوطنين الإسرائيليين، لافتاً إلى أن سلطات الاحتلال تتعامل مع الفلسطيني وكأنه غريب ومطارد ومخلوق دخيل على المدينة المقدسة.
وقال خاطر لـ"شمس نيوز": المواطن المقدسي لم يعد آمنا في بيته، ولا في الدخول والخروج من مدينته، أو الوصول للمسجد الأقصى للصلاة".
وأكد أن استمرار جرائم الاحتلال سيؤدي إلى تصعيد المواجهات واستنفار المقدسيين، للدفاع عن كيانهم وحقوقهم وجذورهم في هذه الأرض المقدسة، منوهاً إلى تصاعد الردود الفلسطينية "التي لا تخضع لقيادات هنا أو هناك وإنما تكون ارتجالية لمواجهة هذه الجرائم، وكلما استمرت جرائم الاحتلال ستستمر المواجهات والمقاومة بأشكالها" بحسب وصف خاطر.
وكان ثلاثة جنود من الشرطة "الإسرائيلية" أصيبوا بجروح مختلفة في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية في عملية دهس بحي الطور. وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية إن ضابطين وضابطة أصيبوا بجروح، أحدهم إصابته متوسطة نتيجة الدهس، فيما انقلبت سيارة شرطة أثناء مطاردة منفذ العملية الذي لاذ بالفرار.
وذكر موقع (0404) العبري أن النيران اشتعلت في حافلة إسرائيلية كانت تمر على طريق 443 قرب محطة دور للوقود القريبة من القدس.
وفي ساعات نهار السبت، أصيب قرابة العشرين مقدسي خلال المواجهات الدائرة بين قوات الاحتلال والشبان المقدسيين في قرية العيساوية شمال شرق القدس المحتلة.
وفي الوقت ذاته، هاجم شبان فلسطينيون سيارة رئيس بلدية القدس نير بركات أثناء توجهه لمكان عملية الدهس، فيما عقّب على ذلك بقوله إن الشرطة بحاجة لفرض السيطرة قبل انفلات الأوضاع.
أعمال فردية
أما المحلل السياسي، عبدالستار قاسم فأكد أن الأعمال التي تحصل في مدينة القدس عبارة تنبع من قرارات فردية، منوهاً إلى أنه لا يوجد تنظيمات تدعم أو تقف وراء مثل هذه العمليات.
وقال قاسم لـ"شمس نيوز": الشعب الفلسطيني غير جاهز لمواجهة الاحتلال، وغالباً هذه العمليات تسد فراغاً قائماً في الضفة الغربية منذ سنوات، بمعنى أنا الاحتلال يمارس كل إجراءاته القمعية دون أن يكون هناك تحدٍ حقيقي له".
واستبعد أن يكون هناك انعكاسات كبيرة على أرض الواقع، "وذلك لأن الأعمال الفردية تحقق نتائج آنية لا يستمر صداها على المدى البعيد".