غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

العدو ورَّطَ نفسه في "عش الدبابير"

خبير عسكري لـ"شمس نيوز": السيناريوهات مفتوحة على كل الاحتمالات و"مقاتلو جنين" هم من سيحسمون الجولة

كتيبة جنين تستعرض بقايا آلية النمر التي دمرتها في معركة بأس الأحرار 3.jpg
شمس نيوز - باسل عبدالنبي

يرى المُحللُ العسكري والاستراتيجي واصف عريقات أنَّ إسرائيلَ وضعت نفسها بمأزق حقيقيٍ على المستوى السياسي والعسكري والأمن لدى شروعها بعمليةٍ عسكريةٍ موسعةٍ في جنين، مع إشارته إلى انَّ السيناريوهات مفتوحة على جميع الاحتمالات، وأنّ الساعات المقبلة ستكون حُبلى بالمفاجآت.

وقال عريقات لـ"شمس نيوز": "صحيحٌ أنَّ إسرائيل اختارت ساعة الصفر لبدء العملية العسكرية في جنين، لكنها في كل الأحوال لن يكون بمقدورها تحديد ساعة النهاية لتلك المعركة حامية الوطيس".

وذكر أنَّ إسرائيل لن يكون بمقدورها التحكم في مجريات القتال، ولا حيثياته، ولا نتائجه، وسيتعمق المأزق الإسرائيلي حال اتخذت المقاومة الفلسطينية قراراً بتوسيع دائرة الاشتباك مع العدو في جميع محافظات الضفة المحتلة، حينها ستنفلت الأمور من يد العدو، وسيبدأ في تعداد خساراته أمام مقاتلي المقاومة.

وذكر عُريقات أنَّ "اسرائيل تهدف من وراء العملية العسكرية في جنين إلى اجتثاث البنية التحتية للمقاومة فيها، متوقعاً استمرار العدوان الإسرائيلي من 48 الى 72 ساعة".

كما، ويشير إلى انَّ اسرائيل تسعى من خلال تلك العملية لاستعادة قوة الردع وتريد أن تُحجّم المقاومة الفلسطينية، وتستطلع عما لديها من مقدرات عسكرية، كالعبوات محلية الصنع، والصواريخ التي زعمت "إسرائيل" العثور على منصتها في جنين.

وبيَّن أنَّ العملية العسكرية في جنين تهدف حكومة الاحتلال إلى ارسال رسائل عدة من خلالها إلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية والمعارضة بأن الحكومة والجيش قادرون على التحرك تجاه المقاومة الفلسطينية، وإزالة أي تهديدات تعترضهم.

ويرى عريقات أنَّ المقاومة ستصرُ على كسر المعادلات الإسرائيلية، وتثبت من جديد أنها -أي المقاومة- عصية على الانكسار، وأنها قادرة على مواجهة العدو رغم الامكانيات المتواضعة.

ولم يخفِ عريقات تخوفه من السيناريوهات المقبلة في جنين، قائلاً: "هناك حشد للوحدات الخاصة (النخبة)، والجولاني، وتحليق مكثف للطيران في سماء جنين، وعدد من الآليات والدبابات العسكرية، لذلك على الفلسطينيين توسيع دائرة المشاركة وتشتيت الجهد الاسرائيلي لكي لا يتركز على جنين، فإسرائيل مستعدة جيدا للاقتحام ونلاحظ من خلال القوات المنتشرة أنها معركة معلوم بدايتها وغير معلوم نهايتها".

وتوقع الخبير عريقات أن تنتهي العملية العسكرية قريبا إذا توسعت دائرة الاشتباكات مع الاحتلال؛ فالاحتلال لا يريد إطالة أمد المعركة، بل يسعى إلى حصرها في مدينة جنين ومخيمها، حتى أن اسم العملية "بيت وحديقة" يدلل على ذلك.

وأضاف: "اذا استطاع الفلسطيني أن يثبت ما تنبأت به اسرائيل، وأن يوقع خسائر في صفوف الجيش، ويفاجئ الاحتلال فادا تحقق ذلك فإنه يقصر من عمر المعركة، والا فان هناك أهدافاً إسرائيلية أقلها أن نتنياهو يريد أن يستعيد قوة الردع أمام معارضيه والجبهة الداخلية"، داعياً إلى توسيع دائرة المقاومة وتشتيت تركيز الاحتلال عن جنين.

وأشاد عريقات بالتصدي الباسل للمقاومة الفلسطينية في جنين، ومحاولة الكتائب الأخرى مساندتها من خلال إطلاق نار على محاور متفرقة في الضفة المحتلة، قائلاً: "كل هذا ولا أحد يعمل ماذا اعدت المقاومة للعدو في جنين من مفاجآت".

وأوضح أن العدوان الحالي على جنين سيفشل مثلما فشلت كثير من العدوانات على المخيم، لاسيما أنَّ إسرائيل تطرح فكرة إزالة المقاومة واجتثاث ثقافتها منذ عام 1948 غير أنها لم تفلح مطلقاً في تحقيق هذا الهدف بعيد المنال.

وقال: "نفتخر بجنين ومقاومتها، ونرفع بهم رؤوسنا عاليا، فهذا الجيش الذي يدعي أنه لا يقهر، قد أعدَّ آلاف الجنود لهذه العملية، ونفتخر أن هذا المخيم أجبر الاحتلال على جلب الطائرات والدبابات والجرافات والوحدات الخاصة بكل هذا العدد لمواجهة مخيم جنين".

وأكمل عريقات: "هذا الجيش الذي هزم الجيوش العربية عام 1967 يواجه مجموعة من المقاتلين الذين آمنوا بربهم، وبقدرتهم على المواجهة، ويستطيعون أن يشتبكوا ويفجروا العبوات الناسفة، وقادرون على الصمود في وجه الاحتلال".

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتقاء 9 شهداء وإصابة 27 شخصاً آخرين بجروح، بينها 7 إصابات خطرة، في قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على مواقع ومنازل في جنين.

يأتي ذلك بعدما أعلن "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الاثنين، البدء بعملية عسكرية واسعة تستهدف مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية المحتلة.

في غضون ذلك، أكّدت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية أنّ استمرار العدوان على جنين وسلوك الاحتلال هو "ما سيحدد طبيعة رد المقاومة"، وأنّ "أبطال جنين عازمون على إذلال العدو وكسر عنجهيته".