أكد الكاتب والمحلل السياسي اللبناني خليل نصرالله، أن إطالة أمد العدوان الإسرائيلي ضد مدينة جنين ومخيمها قد يدفع لتوسيع دائرة النار والاشتباك مع المقاومة الفلسطينية في ساحات مختلفة لا سيما في قطاع غزة أو الضفة المحتلة، وربما تصل إلى حدود لبنان.

وأوضح الكاتب اللبناني في تصريح خاص لـ"شمس نيوز" أن المقاومة في شمال الضفة المحتلة باتت تفرض قواعد اشتباك جديدة مع العدو الإسرائيلي الذي اكتشف متأخرًا بأنه يواجه حرب أدمغة في الضفة المحتلة.

وقال الكاتب نصرالله: "إن المقاومة تمكنت خلال العامين الماضيين من مراكمة قوتها وعتادها بشكل لافت وهذا ما أثبته كمين جنين قبل أسبوعين بنصب كمين محكم لآليات عسكرية إسرائيلية وإعطابها وقتل وإصابة من فيها من جنود الاحتلال".

وأضاف: "إن العدو الإسرائيلي من خلال عدوانه ضد جنين ومخيمها يهدف لتحقيق حسم سريع للأهداف التي أعلن عنها قبل مرور 48 ساعة خشية من انزلاق الأوضاع الميدانية وتوسيع دائرة الاشتباك مع ساحات أخرى للمقاومة الفلسطينية".

وأشار إلى أن العدو يرى بأن جنين عقدة كبيرة جدًا لا يمكن السيطرة عليها بسهولة، إذ أن العدو لم يتمكن منذ أكثر من 15 ساعة من تحقيق أي تقدم يذكر في مخيم جنين سوى من بعض المحاور التي تحيط بالمخيم.

ويعتقد الكاتب نصرالله بان العدو الإسرائيلي تراجع عن اهدافه التي اعلنها في ساعات الصباح الباكر من عملية واسعة إلى عمل مكثف إلى أهداف محددة وصولًا إلى ضبط بعض من العتاد العسكري، لافتًا إلى أن تراجع العدو تدريجيًا بتحقيق جميع الأهداف المحددة يدلل على قوة وقدرة المقاومة في الصمود والتحدي.

وأشار إلى أن بعض صور العبوات الناسفة والأسلحة ومخازن التصنيع التي نشرها الاحتلال هي محاولة لتحقيق نصر مزيف على المقاومة وإيصال تلك الرسالة إلى المجتمع الإسرائيلي بان الجيش حقق النصر على المقاومة في جنين، لكن الحقيقة وفقًا للكاتب نصر الله بأن العدو وقع في شر أعماله بدخوله عش الدبابير.

وتوقع الكاتب اللبناني بأن مساس جيش الاحتلال الإسرائيلي ببنية المقاومة في جنين سيؤدي إلى تدحرج الأوضاع العسكرية لتنتقل لساحات أخرى، علمًا أن جيش الاحتلال يخشى توسع كرة النار مع المقاومة سواء في فلسطين أو لبنان.

يُشار إلى ان جيش الاحتلال الإسرائيلي شن عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة، إذ بدأ العملية العسكرية التي أطلق عليها اسم "الحديقة والمنزل" بشن غارات جوية استهدفت منازل ومناطق متفرقة في المدينة ومخيمها، بالتزامن من اقتحام بري بالآليات والجرافات العسكرية.

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة، ارتقاء 8 شهداء برصاص قوات الاحتلال في عدوانها المستمر على جنين، إضافة إلى شهيد في رام الله والبيرة؛ ما يرفع حصيلة شهداء اليوم لـ9 إضافة إلى 50 جريحاً بينهم 10 بحالة الخطر.

فيما أعلنت فصائل المقاومة وعلى رأسها سرايا القدس كتيبة جنين عن تمكن مجاهديها من التصدي للعدوان الإسرائيلي بصليات مكثفة من الرصاص والعبوات الناسفة ما أوقع عدد من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح واعطاب عدد من الآليات العسكرية.