أكد الكاتب والمختص في الشؤون الإسرائيلية فراس ياغي أن نتنياهو يريد تحسين وضعه الداخلي على حساب الدم الفلسطيني في جنين، شأنه شأن كافة رؤساء حكومات الاحتلال، مع إشارته إلى انَّ هذا لن يحدث مع وجود المقاومة الشرسة من مقاتلي المخيم الصامد.

وذكر ياغي في حديثٍ مع "شمس نيوز" انَّ نتنياهو يهدف إلى إنهاء صراعاته الداخلية على حساب الدم الفلسطيني، فقد عَجّل في توقيت العدوان على جنين، لأنه يعلم أن طرح المسالة الأمنية، من شأنها تأجيل كل الصراعات الداخلية في إسرائيل.

وشدد على أن حكومة الاحتلال تحاول حسم صراعاتها الداخلية القائمة في إسرائيل من خلال تحويل الهوية الاسرائيلية الى هوية يهودية، وتبحث عن حسم الصراع مع الفلسطينيين، عبر السيطرة وفرض الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني، وإنهاء طموحه في الحرية والاستقلال.

ولفت إلى أن نتنياهو وائتلافه اليميني المتطرف، ينظر الى الضفة المحتلة على اعتبارها حق لليهود؛ لذلك يسعى لإنهاء أي بؤرة مقاومة فلسطينية، حتى يستطيع أن يفرض شروطه لضم غالبية أراضي الضفة وتهويد القدس والسيطرة عليها".

وأوضح أن الاحتلال يحاول القضاء على المقاومة في جنين؛ لأنه يرى فيها ملاذا للمقاومين، ويحملها المسؤولية عن العمليات التي تحدث في مدن الضفة، وخصوصا شمالها؛ لذلك يشن هذا العدوان المتواصل منذ يومين على أهلنا في جنين.

وقال: "إسرائيل تعاقب الشعب الفلسطيني وأهل جنين، من خلال ضرب البنية التحتية للمدينة ومخيمها، لأن أهلها احتضنوا المقاومة، وبالتالي يعاقَبون بسبب بذلك".

وأشار إلى أنَّ حالة من القلق يشعر بها نتنياهو بسبب فشله في تحقيق الأهداف التي كان يطمح لها، بسبب الصمود البطولي للمقاومة الفلسطينية في مخيم جنين، مبيناً أنَّ ما يحدث في جنين جزء من هدية يقدمها نتنياهو لسموتريتش وبن غفير، عنوانها تطبيق ما تم الاتفاق عليه في الائتلاف الحكومي بشكل حرفي.

ولفت إلى انَّ التحضيرات التي يجريها الجيش الاسرائيلي لاستخدام مزيدٍ من القوة، لمحاولة تحقيق أهداف تتعلق بتصفية المقاومين واعتقالهم، ومزاعم أخرى يحاول من خلالها مخاطبة الرأي العام، بأنه ضرب البنية التحتية للمقاومة.

وتابع : "في اليوم الذي يخرجون فيه من المخيم اذا ظهر مسلح فلسطيني واحد فان أهداف العدوان قد فشلت لأنها لم تحقق شيئا".

ونوه ياغي الى ما قاله ما يسمى رئيس الاستخبارات الإسرائيلية "لا يمكن الحل باستخدام القوة، ولا حلول من خلال عمليات التصفية، لأنها ستؤدي الى زيادة عدد المقاومين المنخرطين في صفوف المقاومة".

يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن منذ الأمس عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة، إذ بدأ العملية العسكرية التي أطلق عليها اسم "الحديقة والمنزل" بشن غارات جوية استهدفت منازل ومناطق متفرقة في المدينة ومخيمها، بالتزامن مع اقتحام بري بالآليات والجرافات العسكرية.

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة، ارتقاء 11 شهيداً برصاص قوات الاحتلال في عدوانها المستمر على جنين، إضافة إلى 100 جريح بينهم 20 بحالة الخطر.

فيما أعلنت فصائل المقاومة وعلى رأسها سرايا القدس كتيبة جنين عن تمكن مجاهديها من التصدي للعدوان الإسرائيلي بصليات مكثفة من الرصاص والعبوات الناسفة ما أوقع عدد من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح وإعطاب عدد من الآليات العسكرية.