أكد الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطاالله أن الاحتلال فشل في تحقيق هدفه المعلن المتمثل في القضاء على المقاومة في مخيم جنين الذي خاض مقاوموه معركة ضارية مع جيش الاحتلال.

وأوضح عطاالله في حديث "شمس نيوز" أنَّ هناك دلالات عدة تشير إلى فشل العدوان على جنين، أبرزها ما صرَّح به رئيس أركان الاحتلال هرتسي هليفي من أنهم لم يستطيعوا اعتقال المقاتلين في مخيم جنين.

وأشار إلى انَّ هدف مصادرة السلاح من مخيم جنين باء بالفشل الذريع، إذ لم تستطع (إسرائيل) دخول المخيم، فضلاً عن جمع ومصادر الأسلحة منه.

وبيَّن انَّ اسم العدوان الاسرائيلي على جنين "حديقة ومنزل" يدل على نية الاحتلال في اقتحام كل منزل في جنين، وهذا لم يحدث، بفعل التصدي القوي من قبل المقاومة.

وشدد على أن "إسرائيل" ستدفع ثمن فشل عدوانها، وستتحول جنين الى رمز ونموذج سنشاهده في مناطق أخرى في الضفة، على اعتبار أن اسرائيل حاوت كسر جنين التي تعتبرها عاصمة المقاومة؛ غيرَ أنها لم تستطع فعل ذلك، وبالتالي هذا سيدفع مناطق أخرى للحذو حذو جنين.

وأوضح أن جنين تقدم نموذجاً فريداً في التصدي والبطولة، وذلك ليس عبثا، فالمقاومة راكمت خبراتها قبل أن تراكم عملها العسكري، وهذا نتاج ثقافة خاصة أنتجها مخيم جنين الذي يورث الحكايات والرموز والبطولة والتضحيات.

وقال :"تربى أبناء جنين وأطفاله على طوالبة وأبو جندل، وكبروا على روايات البطولة والفداء التي سطروها الشهداء، ما صقل في نفوسهم ثقافة المقاومة وحب التضحية".

وبين أن مخيم جنين استطاع تجاوز حالة التفتت والانقسام الفلسطيني، وسطر حالة من الوحدة أنتجت هذا التصدي. مستشهدا بالاستهداف الذي نفذه الاحتلال على سيارة للمقاومة في جنين وكان فيها قائد في كتيبة جنين وآخر في شهداء الأقصى وآخر في القسام، بمعنى أن هناك تجسيد لحالة المقاومة من خلال الوحدة الوطنية، وهو ما نتج عنه هذا القدر من العمل والإنجاز الذي شهدناه في مخيم جنين.

وأشاد ببسالة المقاومين في جنين الذين واصلوا القتال على الرغم من كل تلك الآليات والجرافات والقوات العسكرية التي تكفي لاحتلال الضفة المحتلة، مشيراً إلى انَّ عزيمة المقاتلين ظلت عالية واردتهم القتالة بقيت صلبة في مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية.

ولفت إلى انَّ التكتيك الذي اتبعه المقاتلون، المتمثل بنصب كثير من العبوات محلية الصنع، والاقتصاد في حجم النيران، مكنهم من تقليص الخسائر في الأرواح والعتاد، ولم يعطِ الاحتلال فرصة للانقضاض عليهم، وهو ما أدى في نهاية المطاف لإقناع المنظومة الإسرائيلية بضرورة الانسحاب سريعاً من المخيم.

يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية المحتلة يوم الاثنين، إذ بدأ العملية العسكرية التي أطلق عليها اسم "الحديقة والمنزل" بشن غارات جوية استهدفت منازل ومناطق متفرقة في المدينة ومخيمها، بالتزامن مع اقتحام بري بالآليات والجرافات العسكرية وانسحب الليلة الماضية دون أن يتمكن من دخول مخيم جنين.

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة، عن ارتقاء 12 شهيداً برصاص قوات الاحتلال في عدوانها المستمر على جنين، إضافة إلى أكثر من 100 جريح بينهم العديد من الحالات الخطرة.

فيما أعلنت فصائل المقاومة وعلى رأسها سرايا القدس كتيبة جنين عن تمكن مجاهديها من التصدي للعدوان الإسرائيلي بصليات مكثفة من الرصاص والعبوات الناسفة، ما أوقع عددا من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح، وإعطاب عدد من الآليات العسكرية.