إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
كانت بلدة كفر راعي بمحافظة جنين على موعد مع فارسها أحمد خيري يحيى بتاريخ 2 أغسطس عام 1982م، لعائلة مجاهدة ربته على حب الجهاد والمقاومة وقد تلقى تعليمه في مدارس جنين ثم التحق بجامعة القدس المفتوحة وأنهى المرحلة الجامعية بتخصص الحاسوب.
انتمى لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مع بداية انتفاضة الأقصى المباركة، وفي عام 2001م، انضم إلى صفوف سرايا القدس حيث شارك في العديد من العمليات والمهمات الجهادية ضد العدو الصهيوني، كما شارك في التصدي لقوات الاحتلال في ملحمة جنين البطولية عام 2002م.
شهيداً على طريق القدس:
بتاريخ 7 يوليو 2003م، فجر الاستشهادي أحمد يحيى نفسه في تجمع للصهاينة في القرية التعاونية الصهيونية "كفار يعبتس" شمال شرق مدينة تل أبيب المحتلة، واعترف العدو الصهيوني بمقتل اثنين من المغتصبين الصهاينة وإصابة أربعة آخرين.
وصية الشهيد.. ثأراً للقدس:
وجاء في وصية الاستشهادي أحمد: "من أجل الله أولًا أتقدم اليوم للرد على جرائم الاحتلال وقطعان المستوطنين. أتقدم اليوم للرد على تدنيس المسجد الأقصى والقبة الشريفة. أتقدم اليوم للرّد على بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي. أتقدم اليوم للرد على شارون وموفاز وكل الراسبين.
نتقدم اليوم نحن سرايا القدس ليعلم شارون وزمرته أننا لن ننسى المعتقلين فيجب إطلاق سراح كافة المعتقلين دون استثناء، ولذا قررت أن أقاتل بإذن الله أيضًا، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".
الأمين الراحل يبارك العملية:
في تعقيبه على العملية البطولية قال الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي الراحل الدكتور رمضان شلَّح: "عملية تل أبيب تندرج في إطار معادلة خروقات مقابل خروقات. لا ينبغي مطالبة الفلسطينيين بالتمسك بالهدنة فيما تواصل دولة الكيان الصهيوني عدوانها واعتقالاتها وعدم وفائها بشروط الهدنة".
واعتبر الأمين العام في حينه أن العملية "تؤكد أن زمام المبادرة لا يزال بأيدي المقاومة، وأن حركة الجهاد لم تقبل بقرار الهدنة ضعفًا أو خوفًا من شارون أو رئيس أركانه الجنرال موشيه يعلون الذي ادعى تحقيق النصر على الانتفاضة".