غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

عملية تقوع البطولية تصيب الإسرائيليين باليأس والإحباط

خالد صادق
بقلم/  خالد صادق

في اول رد فعل على عملية تقوع البطولية التي نفذها مقاوم فلسطيني وأدت الى إصابة ثلاثة مستوطنين صهاينة أحدهما وصفت جراحه بالخطيرة قال ما يسمى برئيس حزب «إسرائيل بيتنا» افيغدور ليبرمان تعليقاً على عملية تقوع: فقدت الحكومة الردع والسيطرة ولا يوجد لا حوكمة ولا أمن, وهذه الجملة التي جاء على لسان المتطرف الصهيوني ليبرمان تدل على حالة الإحباط وعدم الثقة بحكومة نتنياهو وبالجيش الإسرائيلي الذي بدأ يفقد صورة الردع بشكل متسارع, ويثبت كل يوم فشله في تحقيق أي انجاز لصالح الإسرائيليين, فقد اخفق في ثأر الاحرار بغزة ولم يحقق اهداف العدوان, واخفق في بأس الاحرار بالضفة ولم يحقق أيضا اهداف العدوان, كما اخفق في بأس جنين باجتياحه للمخيم وعدم قدرته على تحقيق اهداف العدوان المحددة بالقضاء على المقاومة في بيتها وهو مخيم جنين, لكنه فوجئ بصمود اسطوري للمخيم, ولم يتوقف الفعل المقاوم بل ازداد وتنوع ليضرب في قلب تل ابيب والخليل ونابلس وبيت لحم, الامر الذي أصاب المحتلين باليأس والإحباط, عملية تقوع تحمل من الدلالات ما يثبت ان المقاومة في تطور مستمر ويتنوع الفعل المقاوم وتتسع رقعته, ويصل الى مناطق كان الاحتلال يعتبر انها مناطق هادئة وامنة لتحرك المستوطنين, ثم يتفاجأ في النهاية انه ليس في امان طالما انه يحتل ارضنا, ويستوطنها ويعيث فيها دمارا وخرابا, وان قدرات الفلسطينيين العسكرية تتطور, وما شهده الاحتلال في قطاع غزة يتكرر اليوم في الضفة, فالمقاوم الفلسطيني يمتلك جرأة على الفعل المقاوم, بحيث يترجل من السيارة وهو يحمل سلاحة ويضع فوهة السلاح من نافذة السيارة ويطلق النار على من بداخلها ثم ينسحب من المكان, بمعنى انه يحمل من الجرأة والشجاعة ما يجعله يشتبك مع جنود او مستوطنين مسلحين من مسافة صفر, وهذا الامر هو الذي يثير الإسرائيليين, ويدفعهم لتوجيه اللوم لنتنياهو وحكومته وللجيش النازي الصهيوني.

التباين الواضح في المواقف الإسرائيلية أدى الى اتساع الفجوة في المجتمع الصهيوني، وبين قادة الاحتلال، بالأمس فقط هاجم ما يسمى بالحاخام الأكبر لإسرائيل يتسحاك يوسف، وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير، خلال درسه الأسبوعي، قائلاً «هناك أحد وزراء الحكومة، لا أريد أن أذكر اسمه، ولا يستحق أصلا أن أذكر اسمه هنا في هذا المكان، يدخل الأقصى بجرأة ووقاحة». وأضاف «بسبب هذا الوزير يضل الكثير من الناس» رغم ان ابن غفير يتلقى تعليماته من الحاخامات, لكن فشله المتكرر والثمن الذي يدفعه الإسرائيليون امام سياسته الدموية دفعتهم الى مهاجمته ودعته للتوقف عن جر إسرائيل الى مربعات الموت المفزعة, اما صحيفة معاريف العبرية، فقد نشرت يوم الجمعة الماضي، نتائج أحدث استطلاع للرأي العام الإسرائيلي، والذي أظهر تراجع شعبية حزب «الليكود» الحاكم بزعامة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وبحسب النتائج، فإنه لو جرت انتخابات «الكنيست» الإسرائيلية الآن، لحصل الليكود على 28 مقعدا، مشيرة إلى تقلص الفارق بين «الليكود» و»المعسكر الوطني» برئاسة بيني غانتس ، إلى مقعدين، حيث حصل على 26 مقعدا. ووفقا للمعطيات، ستحصل أحزاب المعارضة الحالية مجتمعة على 66 مقعدا مقابل 54 مقعدا لأحزاب الائتلاف الحالي, وهذه النتائج تظهر حالة عدم الرضا عن أداء الحكومة الصهيونية, وعدم القدرة على تحقيق مطالب الإسرائيليين بتوفير الأمان لهم, اعتقدوا واهمين ان وصول غلاة المستوطنين المتطرفين لسدة الحكم, سيؤدي الى نتائج افضل بقمع المقاومة والقضاء عليها وتوفير الامن والأمان لهم, لكنهم فوجئوا بملازمة الفشل لهذه الحكومة النازية اليمينية المتطرفة على مدار الوقت, ففقدوا الثقة بها, ووجهوا اليها أصابع الاتهام بانها فاشلة ولا تستطيع حمايتهم, واليوم باتوا يبحثون عن بدائل لها, اعتقادا منهم ان البديل يمكن ان يكون قادرا على حمايتهم بشكل افضل وتأمين حياتهم.

تطور الفعل المقاوم في الضفة الغربية تحديدا يتم بشكل ممنهج, و»إسرائيل» لن تجني من سياستها الدموية الا الفشل, لكنها اليوم باتت تبحث عن خيارات أخرى, فهي تريد ان توظف السلطة وأجهزتها الأمنية لمواجهة تنامي الفعل المقاوم في مدن الضفة المحتلة, وهذا مخطط امريكي إسرائيلي متوافق عليه, فالسلطة عليها ان تقوم بمهمة القمع والملاحقة وتضييق الخناق على المقاومين الفلسطينيين مقابل حلول اقتصادية تمنحها إسرائيل وامريكا للسلطة بنظام «القطارة» حتى تبقى السلطة بأجهزتها الأمنية تحت السيطرة, وضمان الا ينفلت أي عنصر من عناصرها ويتمرد على سياسة السلطة ويقاوم الاحتلال, لذلك هناك توجه لفتح دورات تدريب وتدجين لعناصر السلطة الأمنية في الأردن ودول عربية أخرى, وهناك توجه لمد السلطة بالسلاح الخفيف وأدوات القمع لمواجهة أي تحرك للشارع الفلسطيني ضد سياستها, وهناك توجه أيضا ليشمل التنسيق والتعاون الأمني بين إسرائيل والسلطة دولا أخرى عربية مهمتها مساعدة السلطة ومدها بكل ما يلزم من معلومات لإحكام سيطرتها على المدن الفلسطينية في الضفة, وفي نفس الوقت تتم الدعوة لحوار بين السلطة والفصائل يأخذ طابعا شكليا لاثبات ان السلطة حريصة على ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني, وانها تسلك كل السبل لتحقيق ذلك, ليبقى هذا الامر مبررا للسلطة امام الشعب الفلسطيني, اذا ما أقدمت على عمليات قمع او اعتقال او حتى تصفية للمقاومين الفلسطينيين, إسرائيل تبحث عن بديل لينوب عنها في قمع المقاومة, ووجدت في السلطة البديل الكفء لذلك.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".