أثيرت حالة من الجدل والتساؤلات بين المصريين، بشأن جودة التعليم في البلاد، وذلك عقب ظهور نتيجة الفرقة الأولى بكلية "الطب البشري" بجامعة أسيوط بجنوب مصر، علاوة على رسوب نسبة كبيرة من طلاب الفرقة الأولى بكلية الطب البشري والأسنان بالجامعة جامعة جنوب الوادي.
وأعلنت "الجامعة" عن رسوب طلاب الفرقة الأولى بكلية الطب البشري بنسبة 72%، أي نحو 366 طالبا، فضلًا عن رسوب 186 طالبا من طلاب الفرقة الأولى بكلية طب الأسنان بنسبة 80% وذلك لأول مرة في تاريخ الجامعة.
غش جماعي
وفي هذا الإطار، أكد "مصدر مسؤول بالجامعة"، أنها تقدم نظما تعليمية ناجحة، ونسب النجاح كانت تتجاوز 90%، سابقًا، موضحًا أن سبب هذه النتائج السيئة يعود إلى تراجع مستوى الطلاب.
ولفت "المصدر"، إلى أنه يمكن أن يرجع السبب في ارتفاع عدد الراسبين إلى لجان الغش الجماعي في العام الدراسي السابق، مشددًا على أن كلية طب جامعة جنوب الوادي تتبع المعايير العالمية في الدراسة، بالإضافة إلى حصولها على معايير الجودة منذ 5 سنوات، ولذلك لن تسمح بخريج غير مؤهل أو غير متقن لعلوم وفروع الطب.
رسوب 60 % من طب أسيوط
والجدير بالإشارة أن "جامعة أسيوط" أعلنت في الساعات الأخيرة، عن رسوب 60% من طلاب الفرقة الأولى، أي حوالي ثلثي الدفعة، حيث أعلن الدكتور علاء عطية، عميد كلية "الطب البشري" بجامعة أسيوط، عن عدد الطلاب بالفرقة الأولى بالجامعة يبلغ 1207، مشيرًا إلى رسوب 720 طالبا وطالبة منهم.
وتصاعدت هذه الأزمة لتصل إلى البرلمان المصري، مما جعل الكثيرين يتساءلون حول جودة التعليم في البلاد.
تحرك برلماني
ومن جهتها، طرحت "سميرة الجزار"، النائبة المصرية سؤالاً برلمانياً على الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، وأيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث، لمعرفة سبب رسوب 60٪ من طلاب الطب بجامعة أسيوط.
وناشدت عضو لجنة القيم بالبرلمان المصري، بسرعة تشكيل لجنة من كلية بكلية الطب بجامعة القاهرة، إحدى أهم كليات الطب في الشرق الأوسط، للتحقيق في الحادث، وإجراء اختبارات للطلاب الناجحين والراسبين لتقييم مستواهم.
مستوى التعليم في مصر
وأشارت "النائبة"، إلى أن نتائج السنة الأولى في الطب البشري بجامعة أسيوط تمثل أزمة كبيرة لأنها تعكس بشكل عام مستوى التعليم الذي وصلت إليه مصر، بالإضافة إلى حالات الغش الجماعي التي انتشرت في امتحانات الثانوية العامة.
واستطردت "النائبة"، في كلمتها أن مجلس النواب طالب مرارًا بتطبيق النسب الدستورية على التعليم العالي والبحث العلمي.
وأكدت "النائبة": "طالبنا أيضا بضرورة الاهتمام بالتعليم وزيادة الإنفاق عليه بكل مراحله، حتى يصل إلى المعدلات العالمية"، لافتة إلى أنه "سيتم تقديم تساؤلات لوزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور رضا حجازي بشأن امتحانات الثانوية العامة، وحالات الغش الجماعي، لمعرفة أسباب تواجد نسب كبيرة من الطلاب في كليات القمة وهم غير مؤهلين لها".
والجدير بالذكر أن العام الماضي شهدت منصات "السوشيال ميديا" في مصر ضجة كبيرة بسبب رسوب 229 طالبا بالفرقة الأولى في كلية الطب بجامعة سوهاج جنوب البلاد.