هل فهم محمود عباس وفريق أوسلو رسالة زياد النخالة حول أن الجهاد الإسلامي لن يشارك في لقاء الأمناء العامين في القاهرة ما لم يتم الإفراج عن المعتقلين من حركة الجهاد في سجون السلطة؟ هل يريد عباس وفريق أوسلو رسالة أخرى من حماس تؤكد أن مشاركتها في اجتماع القاهرة مرهون بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ليس من أبنائها فقط، بل كل المعتقلين السياسيين من أبناء الشعب الفلسطيني، فكلهم أبناؤها، وهي حريصة على الوحدة وضرورة تحققها على أرض الواقع، ولكن الذي يقرأ مما يقوم به عباس وفريق أوسلو من حملة اعتقالات على خلفية الانتماء السياسي والمقاومة، وقد كان آخرها اعتقال الشيخ أبو عرة ووضعه في سرير المرض مقيدًا بالسلاسل كما يقول الدكتور النائب حسن خريشة، والذي شاهد ذلك المنظر المخزي الذي تمارسه أجهزة السلطة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وهي السياسة نفسها التي عهدناها على الاحتلال الصهيوني في تقييد الأسرى بالسلاسل خلال مكوثهم للعلاج.
هل يعتقد محمود عباس أن دعوة الأمناء العامين في القاهرة بعد جريمة الاحتلال في جنين يمكن أن يكتب لها النجاح، وهو يمارس السياسة نفسها التي يمارسها الاحتلال عبر أجهزته الأمنية؟!
كيف يفكر هذا الرجل، والذي لم يعد يملك أوراق قوة لا أمام أبناء الشعب الفلسطيني وهذا الأهم، ولا مع الاحتلال الذي يتلاعب به.
هل يظن هو وفريق أوسلو أن تسليط سيف الاعتقالات السياسية على رقاب الشعب الفلسطيني وقواه الحية يمكن أن يجعلها تقبل بما قبل به عباس من تعاون أمني واعتراف بالكيان الصهيوني والمشاركة مع الاحتلال كما يفعل هو وفق اتفاق أوسلو.
هل يرى محمود عباس أن الاعتقالات السياسية، وملاحقة المقاومة ومطاردة المقاومين هي السبيل نحو تحقيق الوحدة الفلسطينية، وأن وقف التصدي للاحتلال المجرم ومستوطنيه هو الطريق الأسلم للوحدة الفلسطينية، وهل مازال يعتقد أن "أوسلو" هي الطريق الوحدة التي تحقق ما يسعى إليه الشعب الفلسطيني، بعد أن بات مرفوضًا من غالبية الشعب الفلسطيني؟
كثيرة هي التساؤلات التي تجول في الخاطر لدى أبناء الشعب الفلسطيني، والذي يرفض مشروع الاستسلام والتفريط بالحقوق ووقف المقاومة، ولكن مع الأسف، عباس وفريق أوسلو لا يريد إلا الاستسلام والتسليم للاحتلال بكل ما يريد، حتى التفريط بالأرض والمقدسات والحقوق.
هل حقيقةً عباس وفريق أوسلو لم يفهم الاحتلال وما يريد؟ أم أن عباس وفريق أوسلو يفهمون، ولكنهم يخشون على مصالحهم المرتبطة بمشروع أوسلو؟ ويخشون أن يصبح المشروع في مهب الريح، وهو ما يخشاه الاحتلال أيضا.
لم يعد يفصل بيننا وبين لقاء الثلاثين من الشهر الجاري في القاهرة الكثير من الوقت، اللقاء الذي تحرص القوى كلها على نجاحه، ولكن يبدو أن هناك خشية من فريق أوسلو أن يكون اللقاء مقدمة لحالة من التغيير ستعصف باتفاق أوسلو وفريقه.
علينا أن ندرك إن لم يكن هناك خطوات تؤكد على أن محمود عباس بالفعل يريد وحدة فلسطينية تحقق ما يريده الشعب الفلسطيني، الخطو الأولى منها هي وقف الاعتقالات السياسية والإفراج عن كل المعتقلين السياسيين، وما لم يحدث ذلك، فإن اللقاء يسير نحو الفشل، وإن عقد في الميعاد المقرر.