"صاحب العريس".. كلمتان جميلتان عُلقتا على مقدمة إحدى المركبات في نابلس استعدادًا لزفاف العريس، فقد كتبتا بقلب مليءٍ بالحب والسعادة والفرح؛ لكن الحياة في فلسطين ليست وردية كما يعتقد الكثيرون، فقد امتلأت تلك الورقة المعلقة على مقدمة المركبة بدماء صاحبها.
عندما وصلت عقارب الساعة إلى السابعة صباحًا، فتحت قوات الاحتلال فوهة بنادقها القاتلة صوب مركبة كانت تسير بأمن وأمان في محيط منطقة بوابة الطور بمدينة نابلس، ورصدت جريمة الاحتلال خلال مقطع فيديو مثبت في أحد الطرقات.
رصاص لا يتوقف لحظة، جنود كالجراد ينتشرون على جانب الطريق، أحدهم أفرغ كل الرصاص في "المخزن الأول"، ومن بعيد شوهد أحد الأبطال يحاول الصعود إلى المركبة إلا أن رصاص جنود الاحتلال كانت له بالمرصاد.
استمر جنود الاحتلال بإطلاق النار صوب المركبة لدقائقٍ عدة، قبل أن تصعد أرواح ثلاثة شبان إلى بارئهم لتستفيق نابلس وفلسطين عامة على وقع جريمة إسرائيلية جديدة تضاف إلى سجل جرائم الاحتلال ضد أبناء شعبنا.
لم تتوقف جريمة الاحتلال عند قتل الشباب الثلاثة فقط؛ إنما منعت طواقم الاسعاف التي هرعت للمكان من تقديم الاسعافات الأولية لهم، وهاجمتهم بشكل همجي إذ صوب الجنود القتل بنادقها في وجه ملائكة الرحمة.
وبعد نصف ساعة تقريبًا عندما تجمدت دقات قلوب الشبان الفلسطينيين، وجفت دمائهم الطاهرة، اختطفت قوات الاحتلال جثامينهم؛ لتعلن عن احتجاز الجثامين في مقابر الأرقام.
صاحب العريس
وبعد ذلك خيم الحزن والألم أبناء شعبنا في فلسطين، لما جرى للشبان الثلاثة، فقد تداول النشطاء مقاطع فيديو توثيق لحظة الجريمة النكراء، ودماء الأبطال التي حولت منطقة بوابة الطور إلى بركة من الدماء.
وفي صورة تداولت بشكل كبير على منصات التواصل الاجتماعي ظهرت يافطة كتب عليها "صاحب العريس" وقد كانت معلقة على مقدمة مركبة الشبان الثلاثة في منطقة الطور بنابلس، وهو ما يدلل على حجم الجريمة القاتلة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق جميع الأديان السماوية والقوانين الحقوقية والإنسانية.
