غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

شهداء التنسيق الأمني.. كانوا ثلاثة رجال.. يتسابقوا عالموت

خالد صادق
بقلم/ خالد صادق 

اكثر من مائة رصاصة اطلقها الجيش النازي الصهيوني على سيارة كانت تقل الشهداء الثلاثة الابطال نور الدين تيسير العارضة (٣٢ عامًا)، منتصر بهجت علي سلامة (٣٣ عامًا)، وسعد ماهر الخراز (٤٣ عامًا)، كانوا ثلاثة رجال يتسابقون عالموت, اقدامهم عليت فوق رقبة الجلاد, صاروا مثل يا خال طول وعرض البلاد, كان الرجال الثلاثة ضحايا عملية تصفية واغتيال مباشر, بفضل التنسيق الأمني «المقدس» مع الاحتلال الصهيوني, تنسيق متعاون امني غير مسبوق يدل على حالة السقوط والتهاوي والانزلاق التي وصلت اليها السلطة, والتي تمارس سياسة الملاحقة واعتقال المقاومين الفلسطينيين الذين يدافعون عنها أولا, وعن شعبهم وقضيتهم ومقدساتهم, لقد بتنا كل يوم نصحو على جريمة جديدة, تقف امامها سلطة محمود عباس صامته لا تملك الا بيان الشجب والاستنكار, وفي نفس الوقت تمارس جريمة التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال, وتلاحق المقاومين الفلسطينيين وتعتقلهم, وتضرب بعرض الحائط كل المناشدات الوطنية التي تهدف الى إعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني, من اجل مواجهه كل الاخطار التي تحدق بقضيتنا, وتعصف بها عصفا, حرب استنزاف يخوضها الاحتلال الصهيوني بشكل ممنهج ضد الفلسطينيين, يضرب في جنين ونابلس وطولكرم ومخيم عقبة جبر ومخيم عسكر ومخيم نور شمس, ولا يعبأ ببيانات الشجب والاستنكار وينظر اليها على انها ليست اكثر من أوراق بالية مكانها الطبيعي سلة المهملات, يجهر بنواياه تجاه المسجد الأقصى المبارك, الذي يقتحمه قطعان مستوطنيه الأشرار بشكل يومي, ويتحدث عن التقسيم الزماني والمكاني له, والسيطرة على 70% من مساحته, وإقامة الهيكل المزعوم على انقاضه, وتهويد القدس وتهجير سكانها منها, فهي العاصمة الموحدة للكيان المجرم.

هذا كله يحدث وهم يتفرجون, ولا يملكون الا غض البصر واشاحة الوجه, لا يرون لا يسمعون لا يتكلمون, بينما أصحاب الوصاية والجلالة لا زالوا مشغولين في عرس ولي العهد, وشهر العسل الميمون على شواطئ أمريكا الشمالية, وابتسامة جلالته وطلة سموه وبروتوكولات العرس الميمون, دون ان يلتفتوا لما يحدث في الأقصى, وما يتعرض له من مؤامرات, حتى وهم يعيشون عجزهم وقلة حيلتهم امام الاحتلال الصهيوني المجرم , يمكنهم ان يفعلوا شيئاً, لكنهم لا يفعلون, طرد السفير الإسرائيلي من عمان, فالشعب الأردني يخرج في كل المناسبات ليطالب بطرده, لكن القيادة الأردنية تتبع معه سياسة « اللا مساس» او استدعاء سفيرهم من تل ابيب, او التخلص من اتفاقية وادي عربة, التي أصبحت هي واوسلو وكامب ديفيد اقدس لديهم من الكتاب المقدس نفسه, «إسرائيل» لا ترى عائقا امام كل جرائمها ومخططاتها العدوانية ضد الفلسطينيين الا في المقاومة فقط, فقد امنت الملاحقة الدولية بفضل سياسة السلطة الانهزامية واستسلامها الكامل لاملاءات الاحتلال وتهديداته لها, فهي تسعى فقط لان تسمح لها «إسرائيل» بالعيش فوق الأرض الفلسطينية, حتى لو كان عيشا ذليلا, وصفة رئيس السلطة بانه يعيش تحت بساطير الاحتلال, وبات الفيتو الأمريكي حصن امان حصين «لإسرائيل» لمنع ادانتها او تعرضها لعقوبات, والمجتمع الدولي ينتهج سياسة غض الطرف عن جرائم «إسرائيل», والتسويف والمماطلة والرهان على الوقت للنسيان, فمنذ قتل جنود الاحتلال الصهيوني للطفل محمد الدرة في العام 2000م والكل ينتظر محاكمة الاحتلال على جريمته لكن ذلك لم يحدث, فقتلوا بعده المتضامنة الامريكية راشيل كوري, والطفل محمد خضير الذي احرقوه حيا, وأطفال عائلة دوابشة وهم نيام في منزلهم, واسرة هدى غالية وهى تستجم على شاطئ بحر غزة والعشرات من الجرائم الصهيونية البشعة دون ان يحاسبوا على تلك الجرائم, اما العرب فهم نائمون.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".