إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.
كانت الحارة الشرقية بمخيم جنين على موعد مع فارسها ضرار رياض الكفريني بتاريخ 20 مايو/ آيار لعام 2006م، لعائلة مجاهدة من عوائل فلسطين، وعانت كغيرها من العائلات تحت وطأة الاحتلال وإجرامه، وتربى وترعرع في أزقة المخيم، كما تلقى فارسنا تعليمه في مدارس مخيم جنين ثم اضطر للعمل في أحد المطاعم للمساعدة في إعالة أسرته.
رغم صغر سنه إلا أنه أحب طريق الجهاد والمقاومة وعشق نهج البندقية فالتحق بركب حركة الجهاد الإسلامي ووجد فيها مبتغاه، فكان يشارك مع إخوانه في كافة المواجهات مع الاحتلال الذي كان يقتحم جنين ومخيمها فلم يتأخر يومًا من الأيام عن الدفاع عن مخيمه.
في أواخر العام 2021م ومع تأسيس كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس التحق فارسنا بها وأصبح أحد أشبالها، حيث تولى من خلالها مهمة الرباط على ثغور مخيم جنين وكان أحد فرسان وحدة الإرباك الليلي التابعة للكتيبة والتي برز دورها في استهداف قوات الاحتلال التي تتوغل في جنين بالعبوات الناسفة محلية الصنع.
شهيدًا على طريق القدس
بتاريخ الأول من أغسطس/ آب عام 2022م، أقدمت قوات الاحتلال على اقتحام مخيم جنين بعشرات الآليات العسكرية لاعتقال الشيخ المجاهد والقيادي البارز في الحركة بسام السعدي حيث خاضت سرايا القدس – كتيبة جنين اشتباكات مع القوات المقتحمة وكعادته خرج فارسنا للتصدي لاقتحام الاحتلال وخلال المواجهات أصيب برصاص قناص صهيوني ما أدى لارتقائه شهيدًا ليلتحق بركب من سبقه من الشهداء.
وفي بيان لها زفت حركة الجهاد الإسلامي ابنها الشهيد المجاهد ضرار الكفريني أحد فرسان وحدة الإرباك الليلي في كتيبة جنين الذي ارتقى خلال تصديه لاقتحام مخيم جنين مؤكدة أن اعتقال القيادي الشيخ بسام السعدي وارتقاء الشهداء سيشعل الثورة في وجه الاحتلال ولن يكسر إرادة أبناء شعبنا.