في مواجهة عمليات الاقتحام المتزايدة للمسجد الاقصى المبارك من قبل قوات الاحتلال الصهيوني وقطعان المستوطنين, وجلب البقرات الحمراء التي تنذر بهدم الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم على انقاضه, حيث اوضح وزير الأوقاف والشؤون الدينية حاتم البكري، إن المستوطنين بحماية قوات الاحتلال اقتحموا المسجد الأقصى المبارك 21 مرة، بينما منع الاحتلال رفع الأذان 54 وقتاً في الحرم الإبراهيمي خلال شهر تموز الماضي, ما يعني ان الاحتلال وقطعان مستوطنيه الأشرار باتوا يشعرون ان الفرصة سانحة لهم اليوم اكثر من أي وقت مضي لتنفيذ مخططهم بالتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك, والتمهيد لإقامة الهيكل المزعوم على انقاضة, وذلك في ظل حكومة الصهيونية الدينية التي يتزعمها بنيامين نتنياهو, ويغذي حالة التطرف فيها ما يسمى بوزير الامن الداخلي الصهيوني ايتمار بن غفير, ووزير المالية الصهيوني المتطرف بتسلئيل سموتريتش, وما يسمى بوزير العدل الصهيوني ياريف ليفين فحالة التحدي لهذه الحكومة تخطت «اللامعقول» فهم يتحدون الصهيونية العلمانية, ويواجهونهم بالقوة المفرطة خلال التظاهرات الصاخبة التي تخرج الى الشوارع ضد قرارات الحكومة, ولا يتوانون في استخدام قوة اكبر ضد الفلسطينيين للمسارعة في تنفيذ مخططاتهم العدوانية خوفا من انهيار الحكومة في اية لحظة, مجموعة متصهينة تعيش في قالب التوراة الزائف لتحقق واقعاً جديداً على الأرض يمكن فرضه بالقوة والقتل وسفك الدماء, وليس لهم حدود او محذورات من اجل الوصول الى أهدافهم, بعد ان تلاقت مصالحهم جميعا, فكلهم محاطون بقضايا الفساد, وباتت مهمتهم فك طوق الفساد من حول رقابهم باي ثمن كان, والدخول في حالة تحدٍ مع الجميع, لان فشلهم يعني نهاية مستقبلهم السياسي وزوالهم تماما.
الأهم في مواجهة كل هذا التطرف تصنعه دائما المقاومة الفلسطينية, فهي لا تبعث برسائل للإدارة الامريكية كما تفعل سلطة محمود عباس, لأنها تدرك ان أمريكا شريك مباشر فيما يحدث من جرائم بحق الانسان الفلسطيني والمقدسات والاستيطان, لذلك هي ترد بواقعية ومسؤولية وقدرة فائقة على الفعل النضالي المميز, ففي رد اولي على خطوات الاحتلال التصعيدية في الأقصى جاءت بالأمس عملية مستوطنة معاليه ادوميم حيث قام بطل من ابطال فلسطين مهند المزارعة 20 عاما باقتحام المستوطنة وهو يرتدي زي حارس امن صهيوني وفتح النار على مجموعة من قطعان المستوطنين الأشرار فأصاب ستة منهم بجراح اثنان منهم في حال الخطر قبل ان يستشهد, بعدها بساعات قليلة استشهد فتى فلسطينيّ (15 عاما) برصاص قوات الاحتلال الصهيوني، ، بزعم محاولته تنفيذ عمليّة طعن قرب الخليل في الضفّة الغربيّة المحتلّة، حيث قام جنود الاحتلال المجرمون بإطلاق النار على الفتى وبقى ينزف حتى ارتقى شهيدا, وصباح امس أصيبت مستوطنة صهيونية بجراح ، بعد تعرض مركبتها لعملية إطلاق نار في منطقة الحمرا بالأغوار شمال الضفة الغربية المحتلة, حيث وقعت العملية في مكان قريب من العملية التي وقعت قبل أشهر في الأغوار وقتلت فيها 3 «إسرائيليات» والفعل النضالي الفلسطيني يكبر ويتعاظم ضد الاحتلال لمواجهة مخططاته العدوانية, والتصدي لها, وهذا هو السبيل الأمثل لمواجهة حكومة التطرف الصهيونية, فهي تضغط بقوة لتغيير الواقع وفرض ارادتها في المسجد الأقصى ومدينة القدس, وفي كل مرة تجابه بمقاومة باسلة قادرة على إيقاع خسائر في صفوف الاحتلال وتدفيعه ثمن جرائمه, وافشالها فالاستجداء والتوسل لا يجدي نفعا, وهو طريق لا يوصل مطلقا الى الحقوق والاهداف, انما نهايته الحتمية فشل.
حكومة الصهيونية الدينية ستبقى متمترسة في مسارها الذي تسلكه لفك طوق الفساد الملتف حول رقبتها, وهذا يجعلها تستمر في محاولة فرض سيادتها بالقوة, على المستوى الإسرائيلي ستبقى تسعى لتحويل مسار ما يسمى «بالدولة» الى المسار الديني التلمودي الذي يغرقها في الصراع مع اليسار والصهيونية العلمانية, لأنه ليس لديها بديل عن ذلك, وهذا من شأنه ان يزيد من الازمات الداخلية الاسرائيلية, ويدفع نحو حرب أهلية بين اليسار والصهيونية العلمانية من جهة, والحريديم والصهيونية الدينية من جهة أخرى, وعلى الجانب الاخر ورغم ادراك حكومة الصهيونية الدينية صعوبة تمرير مخطط التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى, وإقامة الهيكل المزعوم على انقاضه, وادراكها ان هذه مغامرة قد تفتح عليها أبواب جهنم, الا انها لا تملك ان تتوقف عن مخططها هذا لأنها اختيرت من اليمينيين الإسرائيليين لأجل القيام بهذه المهمة, وعدم قيامها بذلك سيجعلها تفقد مصداقيتها لدى اليهود «المتدينين» وستتراجع …