غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الذكرى الأولى لاستشهاد المجاهدين إبراهيم النابلسي وإسلام صبوح  

النابلسي وصبوح
شمس نيوز - إعلام الضفة

إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.   

الشهيد القائد: إبراهيم النابلسي  

كانت البلدة القديمة بمدينة نابلس بتاريخ 13 أكتوبر عام 2003م على موعد مع فارسها إبراهيم علاء النابلسي لعائلة مجاهدة من عوائل فلسطين التي ربته على حب الجهاد والمقاومة، وقد ترعرع في أزقة البلدة القديمة التي كانت شاهدة وشهيدة على بطولات أبنائها وصنيعهم ضد الاحتلال.   

تلقى فارسنا تعليمه في مدرسة طلائع الأمل في مدينة نابلس حيث كان من المتفوقين وحفظة القرآن الكريم، وخلال دراسته في الثانوية العامة تعرض للاعتقال لدى أجهزة السلطة، كما حظي بشعبية كبيرة بين أقرانه وأصدقائه وجيرانه لدماثة أخلاقه وحبه لوطنه وأبناء شعبه.  

عشق فارسنا إبراهيم حياة الجهاد والمقاومة منذ صغر سنه فكان يشارك في المواجهات مع قوات الاحتلال التي تقتحم البلدة القديمة حيث كانت بداية عمله المقاوم في سن السادسة عشر حينما وضع عبوة ناسفة قرب موقع صهيوني وقام بتفجيرها، ومع عودة زمن الاشتباك في الضفة، والذي توج بعملية "نفق الحرية" وما تبع ذلك من تأسيس لكتيبة جنين التابعة لسرايا القدس وامتداد أثرها لباقي المحافظات حيث كان تأسيس كتيبة نابلس والتي أسسها الشهيد القائد محمد أبو بكر الجنيدي. 

انتمى فارسنا إبراهيم إلى سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وأصبح أحد أبرز مجاهدي كتيبة نابلس التابعة لها، وتعرض للاعتقال لدى أجهزة السلطة مرتين خلال مسيرته الجهادية، ونجى من عدة محاولات اغتيال والتي كان أبرزها بعد استهداف السيارة التي كان يتواجد فيها وارتقى على إثرها الشهداء: أدهم مبروكة وأشرف المبسلط ومحمد الدخيل، وكذلك نجاته بعد محاصرة منزله من قبل القوات الصهيونية في البلدة القديمة حيث أصيب بجروح طفيفة.  

نفذ فارسنا إبراهيم العديد من المهام الجهادية والتي كان من أبرزها خوض العديد من الاشتباكات مع قوات الاحتلال التي كانت تقتحم البلدة القديمة في نابلس، واستهداف قطعان المستوطنين الذين كانوا يقتحمون المنطقة الشرقية لمدينة نابلس ومنطقة قبر يوسف وإمطارهم بصليات الرصاص، وكذلك المشاركة في استهداف حواجز الاحتلال المحيطة بنابلس.

كان على علاقة مع الشهداء والذين من أبرزهم رفاق دربه أشرف المبسلط وأدهم مبروكة ومحمد الدخيل الذين افتقدهم وبكى لرحيلهم بكل حرقة، وجسد أنموذجاً ملهماً للمقاومة في محافظة نابلس، وأيقونة تهتف لها الجماهير، وتقتدي به الأجيال اللاحقة.   

الشهيد المجاهد: إسلام صبوح  

كانت البلدة القديمة بمدينة نابلس بتاريخ 6 يوليو عام 1990م على موعد مع فارسها إسلام محمد صبوح لعائلة مجاهدة من عوائل فلسطين التي ربته على حب الجهاد والمقاومة وقدمت من أبنائها الشهداء والأسرى فشقيقه الأسير شادي، وقد ترعرع فارسنا في أزقة البلدة القديمة بنابلس التي سطرت بطولاتها ضد العدو وقواته. 

شارك فارسنا إسلام في تنفيذ العديد من العمليات البطولية ضد قوات الاحتلال، والتي من أبرزها التصدي لاقتحامات البلدة القديمة وخوض الاشتباكات معها، واستهداف قطعان المستوطنين في المنطقة الشرقية وقبر يوسف، كذلك استهداف حواجز الاحتلال في محيط نابلس.   

كان فارسنا إسلام على علاقة وثيقة بالشهداء والقادة الذين تخرجوا من رحم البلدة القديمة وسجلت بطولاتهم على أرضها ومن أبرزهم القائد المجاهد محمد الجنيدي والقائد حسام اسليم وإبراهيم النابلسي ومحمد العزيزي وعبود صبح وغيرهم من الشهداء الذين رووا تراب البلدة القديمة بدمائهم وارتقوا دفاعًا عنها.   

شهداء على طريق القدس: 

بتاريخ 9 أغسطس / آب عام 2022م، تسللت قوة خاصة صهيونية إلى البلدة القديمة بمدينة نابلس وعقب اكتشاف أمرها دفع الاحتلال بعشرات الآليات العسكرية ومئات الجنود حيث تمت محاصرة المنزل الذي كان يتواجد به الفارسان إبراهيم النابلسي و إسلام صبوح حيث طلبت القوات الصهيونية منهم تسليم أنفسهما، لكنها رفضا وخاضا اشتباكات عنيفة مع القوات المتوغلة لأكثر من 5 ساعات الأمر الذي دفع الاحتلال إلى قصف المنزل بالصواريخ بعد عجزه عن الوصول إليها أحياء، ليرتقيا شهيدين مقبلين غير مدبرين ملتحقين بركب من سبقهم من الشهداء بعد ملحمة بطولية سطروها على أعتاب البلدة القديمة لتبقى شاهدة وشهيدة، كما ارتقى برفقتها الشهيد الطفل حسين طه خلال المواجهات التي اندلعت في المكان.   

وعقب الإعلان عن ارتقاء الشهداء خرجت الجماهير الفلسطينية بالآلاف في موكب جنائزي مهيب لتشييعهم إلى مأواهم الأخير مجددين البيعة للمقاومة ومنددين بجريمة الاحتلال.