غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

سياسة الملاحقة والاستهداف وكيفية مواجهتها فلسطينيا

خالد صادق
بقلم/ خالد صادق

يعد مخيم عقبة جبر بمحافظة اريحا بؤرة ثائرة في وجه الاحتلال الصهيوني, ويركز الاحتلال ضرباته على مخيم عقبة جبر بشكل متكرر حيث يستهدف المقاومين الفلسطينيين هناك, فالفعل المقاوم المتصاعد في المخيم اوجع الاحتلال وأوقع في صفوفه خسائر بشرية, ومصدر القلق الصهيوني من تنامي الفعل المقاوم في مخيم عقبة جبر يكمن في عدة امور منها, أولا ان الفعل الثوري في مخيم عقبة جبر لم يكن متوقعا إسرائيليا, وانه خرج فجأة لينفجر في وجه الاحتلال في بقعة جغرافية كان يعتقد الاحتلال انها هادئة وغير قابلة للانفجار, ثانيا ان الفعل المقاوم خرج من مخيم عقبة جبر قويا وفاعلا, وانه أوقع خسائر في صفوف الاحتلال, وهذا اكد ان ثورة مخيم عقبة جبر ليست عشوائية انما هي فعل مخطط ومدروس وواعٍ, وانه يعتمد على بنية تحتية قوية عملت على مدار اشهر لكي تخرج بهذه القوة, وتواجه الاحتلال وتوقع في صفوفه خسائر كبيرة, ثالثا ان اشد ما يقلق الاحتلال الصهيوني في مخيم عقبة جبر ان التشكيلات العسكرية في المخيم جلها تنتمي الى كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس, وكتيبة عقبة جبر التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين, وان عقيدة القتال والمواجهة راسخة في عقول ووجدان المقاومين في مخيم عقبة جبر, ويعتقد الاحتلال ان هناك تواصلا بشكل ما بين القيادة العسكرية للحركتين والكتائب المقاومة في المخيم, ويعد مخيم عقبة جبر الواقع في الجنوب الغربي لمدينة أريحا، أكبر المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وقد لعب دورا مهما في حفظ الهوية الفلسطينية لحفاظه على كينونة المخيم، فهو حارس مدينة الأغوار الفلسطينية على مدار التاريخ, وقد حاول الاحتلال مرارا وتكرارا انهاء الوجود الفلسطيني في المخيم, معتقدا انه سيكون منطلقا للفعل الثوري المقاوم لمواجهة سياسة الاحتلال واطماعه التوسعية والتهويدية في الاغوار.

بالأمس استُشهد مقاومان فلسطينيان خلال اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني مخيم عقبة جبر في مدينة أريحا بالضفة المحتلة واعلنت وزارة الصحة استشهاد الفتى قصي عمر الولجي والشاب محمد ربحي نجوم برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحام مخيم عقبة جبر بأريحا فقد اقتحمت قوات الاحتلال مخيم عقبة جبر بقوات معززةً تُقدر بأكثر من 30 آلية عسكرية. وفي أعقاب اقتحام الاحتلال للمخيم اندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاومين وقوات الاحتلال، وقام جيش الاحتلال بنشر القناصة على أسطح المنازل في مخيم عقبة جبر بأريحا تزامناً مع عملية الاقتحام، وبات من الواضح ان الاحتلال يستخدم العنف المفرط اثناء اقتحامه للمخيمات, ولا يترك أي مجال للمصادفة, انما يعتمد خلال اقتحامه للمخيم على سياسة الأرض المحروقة, لان الجيش لم يعد يحتمل  اية خسائر في صفوفه بعد ان اهتزت صورته على المستوى الداخلي والخارجي الى حد بعيد, وسائل إعلام عبرية، نقلت عن مصادر في الحكومة الصهيونية، أنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يحاول إخفاء الصورة الكاملة حول كفاءة «الجيش» عن الجمهور وعن مسؤولين في إدارته وحكومته. وبحسب ما كشفت القناة 13 العبرية، فإنّ المصادر ذكرت أنّ «المعطيات الكاملة لا نخفيها فقط عن اللجنة الفرعية وعن الجمهور بل عن وزراء في الكابينت»، مشيرة إلى أنه «خلال نقاش الكابينت الذي جرى الأسبوع الماضي، قال لنا وزيران إنه كان هناك مَن طلب من رئيس الحكومة، ومن الجهات المختلفة، الحصول على صورة عن الكفاءة داخل المؤسسة العسكرية، ورئيس الحكومة كبحهم في هذا الموضوع» وهذا يعني اهتزاز ثقة الحكومة في الجيش. وكشفت القناة عن حديث الصراخ، الذي وبّخ فيه رئيس الحكومة نتنياهو رئيس الأركان وقائد سلاح الجو، طالباً منهما نفي التقارير عن الضرر بكفاءة الجيش، ومنع معرفة الجمهور الاسرائيلي ماذا يحصل في الجيش الذي يفترض أن يدافع عنه».

شهيدان في مخيم عقبة جبر هما  الشهيد البطل قصي عمر الولجي (16 عاماً) ومحمد ربحي نجوم (25 عاماً)، اللذان ارتقيا برصاص جنود الاحتلال خلال اقتحام مخيم عقبة جبر بأريحا, فالاحتلال يخوض معركة استنزاف بحق الفلسطينيين, حيث يتنقل بجرائمه البشعة بين مدن الضفة, فيقتل في جنين, ثم ينقل المعركة الى نابلس فيقتل هناك, ثم ينقل المعركة الى طولكرم ويمارس القتل, ثم ينتقل بمعركته الى مخيم عقبة جبر, وهكذا دواليك, فهو ينتهج نهجا ممنهجا لن يتخلى عنه, ولن يتوقف لحظة واحدة عن القتل واستهداف الفلسطينيين, لذلك يجب مشاغلته من خلال الفعل الثوري المقاوم وادامة الاشتباك معه, حتى لا يجد فرصة للانقضاض على المقاومين واستهدافهم, بالأمس, زفت سرايا القدس - كتيبة أريحا، , أحد مجاهديها في كتيبة أريحا الشهيد المجاهد: محمد ربحي نجوم, واكدت سرايا القدس- كتيبة أريحا في بيان لها: «ستبقى دماؤنا شاهدًا على صدق جهادنا وتضحياتنا في مقارعة هذا العدو الصهيوني المجرم في كل وقت وحين». وأضافت: «ستبقى دماء الشهداء نوراً ينير درب المجاهدين وناراً تحرق المحتلين، موضحة أن الفعل الجهادي لمجاهدينا الأفذاذ في أريحا سيبقى متصاعداً في وجه الاحتلال الصهيوني المجرم حتى تحقيق النصر أو الشهادة. وتابعت كتيبة أريحا: «نعاهد أهلنا الصامدين في أريحا ومخيماتها بأن نبقى الدرع الحامي لكم وأن ندافع عنكم مهما كلفنا ذلك من تضحيات», المعركة مع الاحتلال ممتدة, وتحتاج الى تغير في التكتيك والمواجهة حتى نفوت على الاحتلال مخططه الدموي بالقضاء على المقاومة, ونحن على ثقة بقدرة مقاومتنا على احباط مخططات الاحتلال وافشال عدوانه الدموي واحباطه.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".