في أجواء من الحماسة والعلم، يستعرض عدد من الشبان، بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، بعضاً من ابتكاراتهم التكنولوجية، ضمن فعاليات معرض "CFTA-Tech 2023"، التي أقامته جمعية الثقافة والفكر الحر. 

بصحبة عددٍ من أصدقائه، قدَّم محمد الحلاق البالغ من العمر (15 عاماً)، روبوتاً ذكياً يستجيب للأوامر الصوتية، معتمداً على تقنية الذكاء الاصطناعي؛ ليظهر الشاب المثابر إبداعه وإنجازه ضمن هذا المشروع.

شغف الفتى الحلاق الكبير بالتكنولوجيا، دفعه للبدء بمشروعه، كما يشير، مبينًا لمراسل "شمس نيوز"، أن المشروع عبارة عن تطوير روبوت يستجيب للأوامر الصوتية، من خلال تعلم التكنولوجيا، مُسَخِّراً في ذلك تقنيات الذكاء الاصطناعي، مواكباً المستقبل والتقنيات الحديثة".

تحديات وعقبات جسام استطاع تجاوزها، من خلال عمله الدؤوب والمستمر لاستكمال ابتكاره، يقول الحلاق: "تطبيق هذه الفكرة يعني الغوص في عالم الذكاء الاصطناعي، وتقنيات البرمجة المتقدمة، وتعلم واكتساب الكثير من المهارات اللازمة".

وأضاف: "كانت تجربة رائعة، وأنا متحمس لرؤية ما يمكنني تحقيقه في المستقبل"، معرباً عن أمله في مواصلة تطوير مهاراته واكتشاف المزيد من التقنيات المبتكرة، التي تساهم في صقل قدرات الإنسان. 

مشروع الحلاق لم يكن الوحيد، بل تميز المعرض بتقديمه العديد من المشاريع التكنولوجية المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي وتصميم الروبوتات، إلى جانب مشاريع البرمجة باستخدام منصة "سكراتش" -التي طُورت في مختبرات شركة MIT العالمية والمتخصصة في مجالات البرمجة والحاسوب، لأهداف تربوية تعليمية تمكن الطلاب من التعلم والتعبير عن قدراتهم من خلال تقنيات حديثة-، إضافةً إلى المشاريع التعليمية الابتكارية.

ويأتي معرض "CFTA-Tech"، الذي يطلق هذا العام بنسخته الخامسة، كثمرة لمشاريع ابتكارية يقدمها مجموعة من الطلبة الموهوبين البالغ عددهم 100 طالب وطالبة، ويجمعهم شغفهم بالتكنولوجيا وأدوات البرمجة الحديثة، ويخضعون لتدريبات مكثقة؛ لتطوير مهاراتهم، بهدف تعزيز روح الإبداع بين هذه الفئة، وتعزيز مفهوم التعلم المبني على الأنشطة العملية والتطبيقية، وتنظمه جمعية "الثقافة والفكر الحُر" بالتعاون مع دائرة التربية والتعليم التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

ويقول ماهر أبو شاب أحد منسقي مشروع"CFTA-Tech": إن "هذا المشروع يعكس روح الابتكار والتفوق لدى الشباب الفلسطيني، ويُسهم في تعزيز ثقافة التكنولوجيا وتطوير قدراتهم ليكونوا رواداً في مجال التكنولوجيا المستقبليَّة". 

وأوضح أبو شاب أن المعرض السنوي فرصة انطلاق لينقل للعالم بأكمله رسالةً تحمل في طياتها إشارةً واضحة، وهي أن الطلبة لديهم القدرة العجيبة على الابتكار ومواكبة الركب العلمي والتكنولوجي". 

وأكد أنهم يقدمون مساحة آمنة تسمح للطلبة بتطوير مهاراتهم، وبناء قواعدهم في هذا المجال، من خلال بيئة توفير التدريب والإمكانيات، متجاوزين كل التحديات والصعوبات بثقة وإصرار.