تجلت عنصرية الاحتلال الصهيوني بأبشع صورها في اعقاب قرار محكمة الاحتلال الصهيوني، الإفراج عن المستوطن المنفّذ الرئيسي لجريمة قتل الشهيد قصي معطان، خلال هجوم إرهابي شنّته مجموعات من المستوطنين بدعم من جيش الاحتلال، في قرية برقة شرق رام الله؛ في الرابع من اغسطس الحالي, ويبدو ان ما وراء ذلك يوحي بمنح المستوطنين الصهاينة الضوء الأخضر لقتل المزيد الفلسطينيين دون خوف من الملاحقة القانونية, وهى سياسة تكامل أدوار بين إرهاب من المستوطنين وتشجيعهم على القتل, وبين تأمين جيش الاحتلال الصهيوني للمستوطنين القتلة اثناء ممارسة جرائم القتل وحمايتهم من الفلسطينيين, ثم تبرير المحكمة الصهيونية لجرائم القتل واعتبارها دفاعا عن النفس واطلاق سراح القاتل دون قيد او شرط, وهذه السياسة تنم عن اننا امام عصابة مجرمة تتجرد من كل قواعد الإنسانية وتتمرد على القوانين والتشريعات الدولية لتمارس القتل بشكل ممنهج, كيف لا وهذه الحكومة يخرج وزراؤها المجرمون لتشجيع المستوطنين على القتل ومنحهم جوائز ومكافآت على قتلهم للفلسطينيين, ففور وقوع جريمة القتل بحق الشهيد قصي معطان, علق ما يسمى بوزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير على الجريمة بالقول إنه ينبغي أن يحصل على ”وسام شرف”. مضيفا “سياستي واضحة. كل من يدافع عن نفسه من إلقاء الحجارة ينبغي أن يُمنح وسام شرف”. فوفق قواعد بن غفير الحجر يواجه برصاصة قتل، وأفرجت ما تسمى بمحكمة الصلح الصهيونية بالقدس المحتلة الثلاثاء، عن المستوطن «يحيئيل إندور» المتهم الرئيس بقتل الشاب قصي معطان في قرية «برقة» منذ أسبوعين.
وبحسب موقع واي نت العبري فإن المحكمة الصهيونية قررت إخلاء سبيل المستوطن اندور، والإفراج عنه إلى منزله تحت الإقامة الجبرية في البيت، وجاء قرار محكمة الاحتلال بعد أيام من الإفراج عن المستوطن إليشا يارد أحد المتهمين بقتل الشهيد معطان، والغرض منها دائما تطمين المستوطنين القتلة بعدم عقابهم على جرائم القتل.
الجيش الصهيوني وقطعان مستوطنيه الأشرار يمارسون سياسة القتل بشكل ممنهج, وباتوا اليوم يصدرون القتلة الى المشهد ويضعونهم في مصاف الابطال, ويرغبون في منحهم اوسمة شرف, ومكافآت مالية, وترقيات في مناصبهم كمكافأة لهم على جرائم القتل بحق المدنيين الفلسطينيين, وامام هذه السياسة الاجرامية تقف سلطة محمود عباس عاجزة عن ملاحقة القتلة ومحاسبتهم على جرائم القتل, فاين مصير قتلة عائلة دوابشة وقتلة الشهيد الطفل محمد أبو خضير, وعائلة هدى غالية؟, وأين المحاسبة والملاحقة للقتلة الذين دمروا بيوتا فوق رؤوس ساكنيها اين محاسبة القتلة في جريمة مدرسة الفالوجا؟ الاحتلال وقطعان مستوطنيه امنوا العقاب ولا يخشون شيئا, لذلك هم يستمرئون القتل, ويستسهلون ارتكاب الجرائم, ويمارسون سياسة القتل بشكل ممنهج, لا يكاد يمر يوم على الفلسطينيين دون ان تراق فيه دماء الابرياءعلى يد الجيش النازي الصهيوني وقطعان مستوطنيه, بينما السلطة تصر على «السلام» والتنسيق الأمني المقدس, وتلاحق المقاومة, وتعتقل على خلفية الانتماء السياسي, وكأنها تمنح الاحتلال فرصة اكبر للقتل والاستمرار في ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين, وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية قالت أنها بصدد تحضير ملف متكامل بالتعاون مع الشركاء، حول قضية إعدام الشهيد قصي معطان (تمهيدا لرفعه للجنائية الدولية, وأن رفع الملف يأتي لتتحمل المحكمة مسؤولياتها تجاه هذه الجريمة المركبة، والمتمثلة بالهجوم والاعتداء على بلدة فلسطينية، وإقدام مستوطن على إطلاق النار وقتل الشهيد معطان، كذلك جريمة إطلاق سراح المستوطنين المتهمين بالقتل والتغطية عليهم وحمايتهم, واعتدنا دائما ان تستخدم تلك الملفات لمساومة «إسرائيل» للإفراج عن أموال محتجزة, واو منح المتنفذين بطاقة VIP او تسهيلات لحرية التحرك للمتنفذين في السلطة داخليا وخارجيا مقابل التنازل عن هذه القضايا امام المحاكم الدولية, فنحن لا نراهن على الموقف الرسمي الفلسطيني ولا نبني عليه, لأنه ليس اكثر من مجرد ورقة للمساومة.
وزير الامن الداخلي الصهيوني سبق ان منح المستوطنين وجنود الاحتلال تسهيلات للقتل, وحسب ما كشفت “القناة 12” العبرية، فإن بن غفير أصدر تعليمات تحت بند “تسهيلات الضغط على الزناد”، وتتضمن منع مصادرة الأسلحة والتحقيق مع مطلقي النار من المستوطنين على فلسطينيين بمجرد الاشتباه بوقوع عمليات, وتلك التعليمات الجديدة صودق عليها بقسم التحقيقات في المقر المركزي للشرطة الصهيونية، وهدفها تشجيع المستوطنين على حيازة السلاح حسب ما كشفت “القناة 12” العبرية, وحسب القناة ستتيح تعليمات “تسهيلات الضغط على الزناد” للمستوطنين إطلاق النار، حتى في الحالات التي قد لا يكون فيها إطلاق النار مبرراً, الامر لم يتوقف عند هذا الحد, فقد كتب عضو مجلس إدارة منظمة «الصوت اليهودي للسلام العادل في الشرق الأوسط»، شير هيفر، أن أحد أبرز المرشحين لقيادة «الحرس الوطني الصهيوني» الذي تمت المصادقة على إنشائه مؤخرا؛ هو شخص يدعى «أفينو عام إيمونة». والذي أشار في مقالة له نشرها موقع «ميدل إيست آي»، أن «إيمونة» معروف بدعوته للاستمتاع بقتل الفلسطينيين والتحريض على قتلهم، وهو ضابط سابق في وحدة المظليين في جيش الاحتلال «سيئة السمعة» حسب وصفه. و»إيمونة»، يعدّ أبرز المرشحين لقيادة «الحرس الوطني، وهو ضابط متقاعد معروف بتشجيع جنوده على الاستمتاع بقتل الفلسطينيين، فهناك توجه صهيوني عام للاستمتاع بقتل الفلسطينيين، ومنح القتلة وسام شرف، وترقيتهم في مناصبهم لاستباحة القتل واستمرائه.