غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

عملية حوارة والأيام دوارة

خالد صادق
بقلم: خالد صادق

عندما وجه ما يسمى بوزير الامن القومي الصهيوني ايتمار بن غفير اتهامات للمعارضة الصهيونية بانها هي سبب زيادة العمليات الفدائية ضد الإسرائيليين لأنها اوجدت حالة فوضى في الشارع الصهيوني, وزعزعت من الاستقرار الأمني في البلاد, وشتت جهود أجهزة الامن الصهيونية لحماية المدن من هجمات المقاومين الفلسطينيين, ردت عليها المعارضة الصهيونية بانك انت يا بن غفير اوصلتنا لهذا الوضع نتيجة سياستك الخرقاء وتصعيدك ضد الفلسطينيين بلا مواربة وبشكل غير مسبوق, وان هذه العمليات الفدائية الفلسطينية تأتي ردا على سياستك وسياسة حكومتك التي لا تجيد التعامل مع الفلسطينيين, وترتكب من الحماقات ما يدفعهم للرد والاستنفار دائما, واضح ان عملية حوارة البطولية بالأمس والتي أدت لمقتل مستوطنين صهيونيين كانت حلقة من حلقات الرد الفلسطيني على جرائم الاحتلال الصهيوني, الاحتلال الذي يقتل ويسفك الدماء بشكل يومي ويظن ان مثل تلك العمليات ستخيف الفلسطينيين وتدفعهم للتراجع عن تلك العمليات, لكن الفلسطيني اعتاد دائما ان يفاجأ الاحتلال ان الضربة التي لا تميته تقويه, وان لكل فعل رد فعل, وان الاحتلال الذي يبتهج بقتل الفلسطينيين, ويروج الى ذلك انه انجاز, ويقوم بتكريم وحدات القتل التي ترتكب الجرائم ضد الفلسطينيين من المستعربين وغيرهم , حتما سيدفع ثمن هذه الجريمة ويتم الرد عليه بما يؤلمه ويوقع في صفوفه الخسائر, فكثرة الضربات الموجهة وتتاليها من الاحتلال الصهيوني على الفلسطينيين, لا يمكن ان تكسر إرادة هذا الشعب او تضعفه, او ان حالة البهجة والنشوة المؤقتة التي يشعر بها الاحتلال ويصفق لها في اعقاب كل جريمة لن تدوم طويلا, فالمقاومة دائما قادرة على الرد وايقاع خسائر بشرية في صفوف الاحتلال, وعليه ان يعي ذلك جيدا, وان يعيد حساباته الف مرة قبل ان يقدم على أي جريمة قتل بحق الفلسطينيين, والا فانه سيبقى دائما يدفع ثمن حماقاته.  

عملية حوارة حيرت الاحتلال الصهيوني, وجعلت يدخل في حسابات الحيص بيص, فهو لا يعلم كيف وصل المستوطنان القتيلان الى هذه المنطقة, وما هو دافع قدومهما الى منطقة حوارة, ولماذا مكثا كل هذا الوقت في المكان, ما أدى لإطلاق النار عليهما من مسافة صفر, وانسحاب المنفذ بسلام, في البداية حاول الاحتلال ان يروج لان القتيلان من الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 48 ثم سرعان ما تراجع عن روايته, بعدها تحدث ان  العملية تمت على خلفية جنائية, وسرعان ما تراجع عن روايته, ولا زال الاحتلال يحاول ان يحل طلاسم وصول المستوطنين لهذه المنطقة, مع الاستمرار في توعد الفلسطينيين بالويلات, ويبدو ان هذا الاحتلال لا يتعلم من تجاربه السابقة, هناك تحريض واضح وشحن اعلامي صهيوني للجيش النازي وقطعان المستوطنين, ضد الفلسطينيين وتوعد لبلدة حوارة اعتقادا ان منفذ العملية البطل خرج منها, لكن حوارة لا تخاف التهديدات, ولها تجارب عديدة في مواجهة إرهاب المستوطنين, وكلما تم اطلاق العنان للمستوطنين باستباحة حوارة وقتل أهلها, انتفضت حوارة في وجه الاحتلال, وبعثت برسائلها الى الصهاينة المجرمين ان الأيام دوارة, وان الجرائم التي ترتكبونها في حوارة سيتم الرد عليها, ولا يمكن ان تمر دون عقاب, وهذه المعادلة فرضتها حوارة بالقوة, وبفضل صمودها في وجه الاحتلال, وبفضل قدرتها الفائقة على الانبعاث من جديد في اعقاب كل عملية اجتياح صهيوني لأرضها واراقة دماء أهلها, والرد عليه بعمليات قوية ونوعية, ولا يريد الاحتلال ان يفهم بان العنف الذي يمارسه ضد الفلسطينيين يولد حالة ثورية مسلحة ضد الاحتلال, ارتكب افظع الجرائم في جنين, فأصبحت جنين منبع الثورات, وارتكبت مجازر بشعة في نابلس وباتت نابلس جبل النار منبع الثوار والاحرار لكنه احتلال غبي يخدع نفسه انه قادر على إبادة الفلسطينيين, وتحقيق اطماعه ومخططاته الاستيطانية في الضفة المحتلة دون عناء.

ما يسطره الشعب الفلسطيني من ملاحم ضد الاحتلال الصهيوني, يدفع السلطة بأجهزتها الأمنية بشديد ملاحقاتها للفلسطينيين ومحاولة اعتقالهم, وفي كل لحظة يظهر وجه السلطة الكالح, وهى تصر عل حماية الاحتلال, وتظن انها باعتقالاتها للفلسطينيين على خلفية الانتماء السياسي, تساهم في وأد الفعل الثوري الفلسطيني ضد الاحتلال, واشد ما نخشاه كفلسطينيين ان تفتح السلطة معركة مسلحة مع المقاومة الفلسطينية بضغط امريكي صهيوني, فالسلطة معلقة بآمال وطموحات موعودة من الإسرائيليين والامريكان, ومرتبطة ارتباطا وثيقا بمدى قدرتها على كبح جماح المقاومة والتصدي لها وتجريدها من السلاح, ومنع عملياتها العسكرية ضد الاحتلال, فأمريكا وإسرائيل قالتا للسلطة ان لكل شيء ثمن, وانكم يجب ان تبدو حسن النوايا وتنفذوا المطلوب منكم حتى نفرج عن الأموال المحتجزة, ونواصل دعمكم ماليا, ونفتح مكاتبكم في واشنطن, ونسمح لكم بالتحرك الحر داخليا وخارجيا, ويبدو ان السلطة تستجيب, والاعتقالات التي تمارسها السلطة تطال كل من يقاوم او يعارض سياستها وينتمي الى حماس والجهاد الإسلامي, لم تعد السلطة تخشى ردت فعل الشارع الفلسطيني على سياستها الخرقاء, لأنها لا تنتمي الى هذا الشارع, ولا تعبر عن مواقفه, وليس لها رصيد عنده, لذلك هي ماضية في سياستها الخرقاء تجاه الفصائل الفلسطينية, ولا ترى شريك لها على الساحة الفلسطينية, وتعيش أوهام السلام المزعوم وتؤمن بهذا الخيار الوهم ايمانا مطلقا لا يتزعزع وكما قالت حوارة لإسرائيل ان الأيام دوارة, نقول للسلطة بالفعل ان الأيام دوارة, فلا تجعلوا دائرة الشعب الفلسطيني تدور عليكم فرحى الشعب الفلسطيني تطحن كل ما يواجهها.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".